على غير العادة، أصدرت وزارة الداخلية التابعة لحماس في قطاع غزة، بيانًا عاجلًا، فجر 3 يوليو الماضي، قالت فيه إنها اكتشفت خلية توجهها إسرائيل "خلال قيامها بعمل تخريبي ضد عناصر المقاومة".
البيان قال إن "الأجهزة الأمنية رصدت تحركات مشبوهة لعدد من الأشخاص خلال الأيام الماضية، وباشرت تحقيقات مكثفة، وعمليات تعقب لهؤلاء الأشخاص، أفضت إلى اعتقالهم بعد عملية أمنية استمرت عدة أيام، ومصادرة معدات تقنية استخدموها في تنفيذ مهام داخل قطاع غزة، ومبالغ مالية تلقاها عناصر الخلية من الاحتلال".
موقع "أمد" المحلي قال إن الخلية كانت تخطط لعمليات تفجيرية في غزة، وأن غالبية عناصرها كانوا مقاتلين في كتائب القسام، الجناح المسلح لحماس، قبل الانفصال ثم الانضمام لتنظيم داعش، فيما قالت مصادرها إنها كانت ضمن "تصفية حسابات شخصية".
مصادر أمد قالت إن قيادات أمن حماس كثفت اجتماعاتها بشكل غير مسبوق بعد الكشف، ليضيف الموقع أن ما وصفه بحالة "هيستريا أمنية" ضربت القسام في أعقاب المعلومات الجديدة.
بالتزامن، نشرت الأخبار اللبنانية المقربة من حزب الله اللبناني، تقريرًا، نقلت فيه عن مصادر أمنية حمساوية لم تسمها قولها إن الأجهزة الأمنية التابعة لحماس في غزة كشفت ما وصفته بالمخطط الخطير لأجهزة المخابرات الإسرائيلية لتوجيه ضربة إلى منظومتي الحركة الحكومية والعسكرية في غزة تحت غطاء خلايا تتبع لتنظيم داعش.
المصادر أضافت أن الجهود التي قادتها الأجهزة المختصة أدت لاعتقال عدد من الأفراد ممن يحملون فكر داعش، وكانوا يخططون لسلسلة عمليات تفجيرية داخل القطاع"، وإن كشف الخلية كان خطيرًا بالدرجة التي رفعت حالة الطوارئ بين صفوف حماس إلى الدرجة الثانية.
لم تكشف الأخبار طبيعة عمل الخلية المزعومة، لكنها قالت إنها تستهدف ضرب "منظومات استراتيجية في سلاح المقاومة".
الموقع الفلسطيني، أمد، قال إن كتائب القسام اتخذت إجراءت أمنية مكثفة بعد كشف الخلية، حيثُ بدأ الجهاز العسكري لـ"حماس" بعمليات اعتقال واسعة النطاق، وتحقيقات موسعة على مستوى رفيع.
الموقع أضاف أن الإجراءات الأمنية شملت تغييرات شاملة لمقاسم الاتصالات وشبكة الكاميرات الأمنية ونقاط التواصل، وأرقام الهواتف وخرائط الخطوط الأرضية، وكل ما يتعلق بالعمل التقني.
وبحسب المصادر، تركزت الحملة الأمنية على عناصر من كتائب القسام نفسها، وخاصة لواء شرق غزة، بعد اكتشاف ارتباط قائد اللواء بالتخابر مع إسرائيل!
الموقع المحلي قال إن أجهزة أمن حماس شنت حملة اعتقال داخل صفوفها بعد كشف الخلية، وبينهم القيادي محمد عمر أبو عجوة.
أبو عجوة من سكان حي الشجاعية، خريج بكالوريوس تكنولوجيا إنترنت، ويعمل برتبة رائد في جهاز الأمن الداخلي التابع لحماس بقسم التحقيق المسؤول عن التحقيق مع المتهمين بالتخابر مع إسرائيل.
ابو عجوة، بحسب الموقع، هو أيضًا المسؤول عن المنظومة الإلكترونية بحي الشجاعية التي تشمل كاميرات المراقبة وشبكات الاتصالات الداخلية لكتائب القسام، تحت الأرض، بالإضافة لمسؤوليته عن إشارة اللاسلكي، ويقع ضمن اختصاص مسؤوليته كل ما يتعلق بالأمور التقنية للقسام في الشجاعية، ويعمل كذلك مدرّباً لدورات كيفية جمع المعلومات والأمن الشخصي ومكافحة التجسس.
بحسب الموقع، بدأ تعامل أبو عجوة مع المخابرات الإسرائيلية عام 2009.
بالتزامن، أصدر الإعلام العسكري لكتائب القسام، تنويهًا حول اختراق خوادم موقعه الإلكتروني. البيان، الذي اتهم شركات عالمية كبرى بالتعاون مع إسرائيل لإسقاط الموقع، قال إن الاختراقات مستمرة لعدة أيام، وأن إحدى نطاقات الموقع خرجت عن سيطرة القسام، وإنها تحتوي على بيانات زائفة تهدف إلى الايقاع بالزوار، عبر عنوان محفظة البيتكوين أو رابط البريد الخاص بالتبرع.
بعد ساعات، توالت تقارير الصحف العبرية والفلسطينية المحلية عن فرار قائد وحدة البحرية التابعة لحماس المعروفة باسم الكوماندوز أو الضفادع البشرية إلى إسرائيل
التقارير عرفت قيادي القسام الهارب باسم عز الدين الحاج علي بدر، وقالت إنه هرب من غزة بحرًا على متن قارب للاحتلال الاسرائيلي، وبحوزته جهاز كمبيوتر محمول، يحمل معلومات سرية خطيرة عن وحدة الضفادع، بالإضافة إلى مبالغ مالية وأجهزة تنصت كانت بحوزته طيلة سنوات قيادته لوحدة الضفادع التابعة للقسام.
وبحسب قناة العربية، بدأت حركة حماس في قطاع غزة بإعادة هيكلة جهازها الأمني، كما أقالت عددًا من المسؤولين الأمنيين بعد هروب بدر، خصوصًا أن مركزه يمنحه معلومات عن مخازن الأسلحة والصواريخ، ومقار إقامة قيادات الحركة، وساحات التدريب.
بالتزامن، نقلت مصادر فلسطينية قريبة من "حماس" لصحيفة االشرق الأوسط، أن مسؤولًا في منظومة الدفاع الجوي بمنطقة جباليا هرب إلى إسرائيل، نهاية الشهر الماضي، وأن الهروب هو الذي قاد إلى اعتقال مسؤول في المنظومة الإلكترونية للقسام في حي الشجاعية.
المصادر أضافت أن احد المسؤوليين الميدانيين فرّ عبر البحر إلى شاطئ زكيم، وأن تفاصيل القضية لا تزال قيد التحقيق؛ كون الهارب كان معتقلًا بالفعل لدى استخبارات القسام على ذمة قضية أخرى، قبل الإفراج عنه، ثم هروبه بعد يومين فقط.
مصادر "الشرق الأوسط" قللت من أهمية الاختراقات الأخيرة. قالت إن كتائب القسام تتخذ تدابير أمنية مشددة، وتعمل وفق منطق أن إسرائيل تريد اختراقها بكل الطرق، لذلك فإن كل شخص مهما علت رتبته العسكرية أو الأمنية داخل القسام يضطلع بمسؤوليات محددة فقط فيما تجري مراقبة وتغيير الخطط باستمرار، مؤكدة أن "الاختراق لم يصل إلى مستويات خطيرة أو يهدد الصف الأول أو يكشف معلومات بالغة السرية".
لكن المصادر لم تعلق على معلومة أن أبو عجوة يتعاون مع المخابرات الإسرائيلية منذ 11 عامًا!
وزارة داخلية حماس في غزة اكتفت بتكذيب قناة العربية جزئيًا. لم تنف كل ما بثته القناة، ولم تنف التقارير الأخرى، وبينها تقارير أمد ومعاريف والشرق الأوسط. البيان نفى تحديدًا "اعتقال عدة أشخاص ينتمون للمقاومة بتهمة التخابر مع الاحتلال".
لكن أمد تقول إن المبالغ المالية المضبوطة تقارب نصف مليون دولار، مع العديد من الأجهزة الإلكترونية المخصصة للتجسس والتنصت، وتؤكد أن التحقيقات مستمرة في سرية خوفًا من تورط أسماء أخرى كبيرة في شبكة التجسس القسامية.
قائد البحرية بحركة حماس المشتبه في عمله لصالح إسرائيل يفر من غزة (آي 24 نيوز)