أطلقت إسرائيل درع الشمال، في 4 ديسمبر/ كانون الأول، كعملية هندسية عسكرية على حدودها مع لبنان. هدف العملية المعلن تدمير أنفاق حزب الله. لكن قائمة الأهداف أوسع من ذلك كثيرًا.
يقود العملية طاقم مشترك من هيئة المخابرات والقيادة الشمالية وسلاح الهندسة وإدارة تطوير الوسائل القتالية، وتستخدم تكنولوجيا زلزالية خاملة تسمح بتحديد المكان الذي يبدأ فيه الحفر، وترافقها حملة دعاية دولية تستخدم فيها إسرائيل أدوات جديدة.
في أحدث حروب إسرائيل ضد حزب الله في 2006، استخدم الحزب شبكة بنية تحتية تشمل أنفاقًا ومستودعات ومقرات قيادة تحت أرض جنوب لبنان.
توقفت الاشتباكات في 14 أغسطس/ آب 2006، بقرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي نص على انسحاب إسرائيل، وإعادة حزب الله إلى شمال الليطاني، مع انتشار الجيش اللبناني وتوسيع اليونيفيل كقوة مراقبة.
في 2012، توصل الجيش الإسرائيلي لافتراضات لم تتأكد حول تطوير حزب الله لتطوير أنفاق هجومية تصل منطقة الجليل الشمالية، وفي 2014، استخدمت حماس تكتيكًا مشابهًا في حرب غزة، بما عزز افتراضات الشمال.
في 2018، بدأت إسرائيل بناء جدار بطول الحدود مع لبنان لوقف إمكانية التسلل، والآن تخطط لوقف الخطر تحت الأرض في عملية استغرق التخطيط لها عامًا ونصف، بحسب متحدث باسم الجيش.
لم تعلن إسرائيل رسميًا عن تفاصيل الأنفاق، بخلاف كونها حفرت تحت الأرض بعمق 25 مترًا، وكافية لنقل مسلحين ومعدات عسكرية ثقيلة إلى مناطق حيوية في الجليل، شمال إسرائيل.
الأسبوع الماضي نشرت الإنتدبندنت تقريرًا حول نفق حوله حزب الله إلى متحف، وقالت إنه يشبه الأنفاق التي يستهدفها درع الشمال. المدخل الجبلي مخفي بأشجار البلوط، يقود إلى ممر ضيق، ويضم النفق غرف نوم مجهزة، ومطبخًا، وغرفة للصلاة، ومركزًا للقيادة يتبادل التعليمات عبر موجات لا سلكية.
تضيف الإندبندنت أن حزب الله بنى مئات البنى التحتية الأكثر تعقيدًا، وتشمل مخابئ وشبكات أنفاق، ومنصات إطلاق صواريخ وكمائن، وتنقل عن قيادي في الحزب قوله إن الأنفاق التي تكتشفها إسرائيل حاليًا “قديمة ولم تعد مستخدمة”.
ونشرت سي إن إن الأمريكية تقريرا متلفزا من داخل أحد الأنفاق، نزولا من الجانب الإسرائيلي.
يقول المعهد اليهودي للأمن القومي في واشنطن، إن إسرائيل في تحقيق أهدافها العسكرية من الاشتباكات السابقة، لكنها خسرت في حروب الدعاية، حيث عمل حزب الله على الإضرار بصورة إسرائيل أمام العالم.
هذه المرة، أطلقت إسرائيل حملة دعاية استهدفت مختلف الأطراف الفاعلة:
الحملة الإسرائيلية تركز على ثلاث نقاط في توصيف درع الشمال:
إسرائيل تتهم:
بالتزامن، يشن الجيش الإسرائيلي حربًا نفسية عبر تسريب شائعات بأن أحد قادة الحزب، سرب خريطة الأنفاق إليه.
#حزب_لله أقام تحت البيوت في #كفركلا و #رامية أنفاقًا هجومية ممتدة الى داخل #اسرائيل بشكل يحول هذه المنطقة الى #حاوية_بارود كبيرة. نحن مصممون على إحباط هذه الأنفاق وتحييدها ولا نعلم ماذا ستكون تداعيات هذه الأعمال على البيوت المعنية في الجانب اللبناني. #درع_الشمال pic.twitter.com/7WuubLzJBx
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) December 9, 2018
دبلوماسيًا:
داخليًا:
نتنياهو سيحقق مكاسب خاصة، بالدعاية أنه يحمي أمن إسرائيل “بحزم ومسؤولية”، وتعطيل الأزمات الداخلية على صعيد التحقيقات الشرطية والقضائية المستمرة ضده في تهم الاحتيال والفساد وسوء استخدام السلطة، وإنقاذ الحكومة من السقوط بعد انسحاب وزير الدفاع السابق أفيجدور ليبرمان.
عسكريًا:
تخشى إسرائيل بالأساس من ترسانة صواريخ حزب الله. بحسب نيويورك بوست، طورت إيران صواريخ الحزب نوعيًا، كما شيدت مصانع صواريخ دقيقة في محيط بيروت. يقول المعهد اليهودي إن الحرب المقبلة ستكون أكثر دموية، بعدما وصلت ترسانة صواريخ الحزب إلى 140,000 صاروخ، إنطلاقًا من 10,000 في 2006. بعض هذه الصواريخ إيرانية نجت من الغارات الإسرائيلية على شحنات الأسلحة المهربة عبر سوريا.
لتنجح إسرائيل في تدمير هذه الترسانة، عليها أولًا تحييد خطر الأنفاق، بحسب المعهد، الذي يضيف أن كشف الأنفاق على مرأى العالم، يبرز استخدام حزب الله للمدنيين اللبنانيين كدروع بشرية، بما يعزز شرعيتها الدولية.
هكذا تسمع أصوات حفر مخربي #حزب_الله للأنفاق الهجومية لتخرق الحدود الإسرائيلية – هم يحفرون وينفقون الأموال الطائلة ونحن نكشفها وندمرها الى غير رجعة. #طلعت_ريحتكم #درع_الشمال pic.twitter.com/LgrMUo1RMR
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) December 10, 2018