في 1995، كان روبرت مردوخ يسيطر على إمبراطورية إعلامية بالفعل في بريطانيا وأستراليا والولايات المتحدة. لكنه كان على خلاف مع رئيس الوزراء البريطاني وقتها جون ميجور، الذي كان يرى ممارسات مردوخ احتكارية يجب إخضاعها لتشريعات قانونية.
في ذلك الوقت، كان مردوخ على يخته الخاص في جزيرة هايمان، بصحبة عدد من السياسيين، بينهم زعيم المعارضة البريطانية وقتها توني بلير.
حتى هذه النقطة، لم يقرر مردوخ دعم بلير، وإن كان يفاضل بينه وبين ميجور.
في فبراير 1997، كان مردوخ وابنته الكبرى إليزابيث في اجتماع مع جون ميجور بمقر الحكومة ليرى إن كان يستحق الاستمرار في دعم حزب المحافظين.
جون ميجور كان يظن أن مردوخ يريد منه تغيير سياسات الدولة وعقد استفتاء حول بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، وهو ما رفضه حينها.
على الجانب الأخر، عقد مردوخ وبلير اجتماعًا خاصًا. وبينما كان مردوخ يطرح اسئلة حول العملة الأوروبية الموحدة "اليورو" وأسئلة عن سياسة بريطانيا تجاه أوروبا، كان بلير يتهرب من إعطاء إجابة محددة، لكنه ترك لديه انطباعًا جيدًا، وبدأت الشراكة بين بلير ومردوخ الذي أعطى أمرًا لكل الصحف التابعة له بنشر موضوعات تدعم بلير في الانتخابات التي عقدت في مايو 1997.
ضمن حملة مردوخ لدعم بلير، طلبت الصن من مرشح حزب العمال أن يكتب لها مقالًا حصريًا حول سياسته الأوروبية، المقال قدم بلير في صورة البريطاني الوطني، وأن بريطانيا لن تتخلى عن عملتها الوطنية وتنضم لليورو إلا باستفتاء.
بحسب نايجل فاراج، كانت هذه فكرة مردوخ التي أبعدت بريطانيا عن منطقة اليورو وأنه لو كانت بريطانيا تخلت عن عملتها لكان استفتاء البريكزيت والخروج من الاتحاد الأوروبي مستحيلًا.
نجح بلير في الانتخابات، وزادت علاقته مع مردوخ قوة، ووصلت إلى أن أصبح بلير الأب الروحي لجريس ابنة مردوخ عند ولاتها.
استمر مردوخ في دعم بلير في الفترة التي سبقت حرب العراق. وكانت الصن في بريطانيا تدعم جهود الحكومة البريطانية نحو الحرب، بينما صحيفة نيويورك بوست الأمريكية التي يملكها مردوخ تؤدي الوظيفة ذاتها عبر الأطلنطي.. بل إن موقف الصن لم يتغير من حرب العراق أبدًا حتى بعد انقطاع دعمها لحزب العمال تماما بعد 12 عاما من التأييد.. بينما انتقل بلير إلى صف البقاء في الاتحاد الأوروبي.