المعروف أن عاصمة سريلانكا هي كولومبو، وهي العاصمة الرسمية وأكبر مدنها، وتوجد في الجزء الجنوبي الغربي من الدولة، وقد يختلف البعض في صحة هذه المعلومة، إذ أن لجمهورية سريلانكا عاصمة أخرى تسمى كوتي، ولكل منهم أهمية خاصة تنفرد بها.
توجد سريلانكا في الجنوب من قارة آسيا، وتحظى بمكانة سياحية كبيرة بسبب موقعها الاستراتيحي وطبيعتها المتنوعة وشواطئها الجميلة، وتعرف الدولة رسميًا باسم جمهورية سريلانكا الديمقراطية.
يختلف البعض حول اسم عاصمة سريلانكا حيث أن لها عاصمتان شهيرتان، هما سري جاياواردنابورا كوتي، وتعرف باختصار باسم كوتي فقط، وتوجد في الجهة الشرقية للعاصمة الأخرى، وقد عينتها الحكومة كعاصمة إدارية للبلاد، وذلك من أجل تخفيف الأعباء وحل مشكلة الازدحام في العاصمة الأخرى.
كولومبو وهي العاصمة التجارية والاقتصادية والرسمية للبلاد منذ مجيء البريطانيون لها، كما أنها المعلنة رسميًا والمعترف بها من قبل الأمم المتحدة، وتعد كولومبو وكوتي هما أكبر مدينتان في البلاد، وأكثر مناطقها حضارية وتقدم، حيث يضمان بهما حوالي 800ألف نسمة من سكان الجمهورية.
كولومبو | أشهر الأماكن السياحية في كولومبو
بعيدًا عن الاختلاف حول عاصمة سريلانكا نجد أن الجمهورية قد تعددت مسمياتها، حيث سماها اليونانيون باسم تابروبان، بينما أطلق عليها العرب اسم سرنديب، وسميت سيلان من قبل علماء الخرائط الأوربيون، وفي عام 1972م أعلن اسمها الرسمي سريلانكا.
أما تاريخ الدولة فقد يعود ظهور السكان فيها لأكثر من 34ألف عام، واستخدمت أراضي الدولة في الزراعة بظهور العنصر السيريلانكي من الشعوب الأصليين، وفي القرن السادس قبل الميلاد نزح إليها عدد من الهنود القادمين من الشمال.
أما قبل الميلاد بحوالي 250عام تحديدًا في عصر الإمبراطورية الماورية ظهرت الديانة البوذية في سريلانكا، وخلفتها الهندوسية التي جاء بها شعوب التامليين من منطقة جنوب الهند عام 1212م.
جاء البرتغاليين إلى الجزيرة مما ساعد على انتشار الديانة الكاثوليكية، ثم مع بداية عام 1815م بدأ البريطانيين في فرض سيطرتهم على سريلانكا، وظلوا بها إلى أن حصلت على استقلالها عام 1948م، وذلك بعد قضائها فترة من الحكم الذاتي المحدود.
تقع سريلانكا في القارة الآسيوية بالمحيط الهندي تحديدًا، بالقرب من شبه الجزيرة الهندية، ويفصل بينهم مضيق بالك، وتعد دولة جزرية، حيث لا توجد لها حدود مع الدول من حولها.
تبلغ مساحتها حوالي ٦٥,610كيلو متر مربع، تشغل منها المياه مساحة ٩٨٠كيلو متر مربع، أما اليابسة تشغل كل ما تبقى من المساحة الكلية للبلاد.
أما موقعها الفلكي يأتي في المنطقة الاستوائية بين دائرتي عرض 5.55و9.51درجة جهة الشمال، وبين خطي طول 79.41و81.53درجة جهة الشرق.
أثر الموقع الفلكي في مناخ سريلانكا، وجعله مناخ مداري حيث أن درجات الحرارة تتراوح فيما بين 28،٣٠درجة مئوية، بينما تقل في مناطق المرتفعات الوسطى لتصل إلى 16درجة مئوية، وترتفع في المناطق الساحلية في الجزء الشمالي الشرقي لتصل إلى 32درجة مئوية.
تؤثر فيها الأمطار متوقفة على طبيعة الرياح الموسمية، حيث يبلغ مقياس الأمطار في المناطق الجبلية والجنوبية الغربية لحوالي 250سنتيمتر سنويًا، وتسمى تلك الأماكن بالمناطق الرطبة.
بينما توجد المناطق الجافة في الجهة الشرقية والجنوب شرقية والشمالية، ويقاس معدل سقوط الأمطار فيها بحوالي ١٢٠٠إلى ١٩٠٠ملليمتر سنويًا.
يصل تعداد السكان بالجمهورية حوالي ٢١,363,693نسمة، يعيش منهم في المناطق الريفية نسبة تفوق 81٪من عدد السكان الكلي، كما تقدر الكثافة السكانية بالنسبة لمساحتها بحوالي 340نسمة لكل كيلو متر مربع، وقد جاء ذلك ضمن إحصاء الولايات المتحدة لعام 2019م.
وتختلف الأعراق فيها لتشمل السنهاليون ويحتلون أكبر نسبة بين السكان فيها، والتاميليون من أصول سيريلانكية وهندية، والموريون، والفيدا والملايو.
يتسم اقتصاد سريلانكا من العقد الماضي بالاستقرار، حيث أصبح للفرد نصيب من الدخل المحلي سنويًا، ولهذا تصنف سريلانكا بأنها ذات دخل متوسط، وتتميز الحياة الاجتماعية فيها بجودتها، كما تتقدم صناعيًا، وينخفض بها معدل الفقر.
كريستوفر كولومبوس مكتشف الأمريكتين.. تعرف على قصته وسيرته الذاتية
يتحدث أغلب السكان في سريلانكا باللغة السنهالية، حيث أنها اللغة الرسمية الأولى المعلنة بالبلاد، وينطق بها حوالي 74٪من السكان.
أما اللغة التأميلية تصنف كأنها لغة وطنية، وليست رسمية، ويتحدث بها حوالي 18٪من السكان، بالإضافة إلى عدة لغات أخرى أبرزها الإنجليزية التي لا تخلو دولة من الحديث بها.
كانت عاصمة سريلانكا قديمًا مقرًا للمسلمين تحديدًا في القرن الثامن ميلاديًا، حيث القيمة الاقتصادية للميناء بها، وقد تسلل الإسلام للدولة عبر التجارة البحرية.
انتشر الإسلام فيها بشكل ملحوظ في أواخر القرن الأول الهجري، وبدأوا بسواحل الجزيرة، ثم وفد للجزيرة مسلمون تابعين للتأميل من الهنود، وغيرهم من الملايو وإندونيسيا.
قد قام ملوكها بتعيين بعض المسلمين في منصب مستشارين لهم، بعد ذلك اتجه المسلمون للبقاء في المناطق المنعزلة من البلاد، وذلك عقب توالي الاستعمارات على سريلانكا.
أخذ الإسلام في التوجه نحو الانتشار حتى بلغ تعداد المسلمين بها في عصرنا هذا حوالي 2,105,000مسلم و مسلمة، بنسبة تقارب7,5٪من سكانها، وأكثرهم من السنة، وتزداد أعدادهم بمعدل سنوي نسبته9,7٪.
يمتلك المسلمون عدة مساجد تبلغ حوالي 2000مسجد، مقسمة على مدن الجمهورية التي يتواجد المسلمين بها، كما يمتلكون عدد من الجمعيات والمؤسسات، مثل التبليغ وأنصار السنة وجمعية الأمين وغيرها، والجدير بالذكر هو ترجمة كل معاني القرآن الكريم لكل من اللغتين السنهالية و التأميلية.
ينشأ المسلمون عدد كبير من المدارس والجامعات والمعاهد خاصة بهم وبتعاليمهم، كما توجد دور ثقافة إسلامية ودور لتحفيظ القرآن وتعاليم التلاوة، والجدير بالذكر هو إنشاء حزب المؤتمر الإسلامي في العاصمة كولمبو.
هندوراس | معلومات عامة عن جمهورية هندوراس | أين تقع وبماذا تشتهر؟
يتركز عدد كبير من المعالم السياحية في عاصمة سريلانكا كولومبو، وتضم الدولة أيضًا أعداد كبيرة ومتنوعة من الحيوانات والنباتات، وتحتوي على الشواطئ لكثرة السواحل بها، كما طبيعتها الرائعة، بالإضافة إلى المظاهر الثقافية والدينية والأثرية والمتنزهات التي يبحث عنها السياح من كافة أنحاء العالم لقضاء أجمل العطلات، وأجمل المناطق السياحية بكولومبو هي:
أحد أجمل شواطئ كولومبيا حيث يطل على بحر لاكاديف، كما أنه من أكثر الشواطئ الرومانسية، والذي يتميز بأجواء تميل إلى السحر، وقد يتميز أيضًا برماله الجميلة البيضاء.
تأتي زيارة متحف كولمبو الوطني على رأس المزارات في الجولات السياحية، حيث يضم عداد من المعروضات التي تشكل كل منها أهمية خاصة، وتشرح تاريخ مرت به البلاد.
نجحت هذه الحديقة في إظهار النواحي الجمالية بها، وقدرتها على تقليد البيئة التي تناسب الحيوانات، فهي تضم 3000حيوان من فصائل متعددة، وهي مقصد مناسب لنزهة عائلية يتمتع بها كل أفراد الأسرة، وخاصة ً الأطفال.
تقع البحيرة في المنتصف من عاصمة سريلانكا كولمبو، وهي بحيرة قديمة تعود لأكثر من 100عام كانت تصل مساحتها لحوالي 165هكتار.
تبقى البحيرة موجودة حتى الأن، ولكن بمساحة لا تتجاوز 65هكتار، وتشكل نقطة منيرة تتجمع حولها المناطق السياحية، وبها قنوات مائية رائعة متعددة.
لمحة عن أصول مدينة إشبيلية.. وأهم مناطق الجذب السياحي فيها
ينصح جميع زائري كولمبو بزيارة منتزه ديانا يويانا، والاستمتاع بقضاء جولة مشي في الطرق المرصوفة المخصصة لذلك بين الطبيعة الخضراء الخلابة، أو البقاء على الأعشاب الأرضية، والجلوس أسفل الأشجار لمشاهدة تلك الطبيعة، والاسترخاء أمام منظر جميل كهذا.
موضوعات متعلقة
نسخة للطباعة
