ولد كلود مونيه في عام 1840 في فرنسا والتحق بأكاديمية سويسرا، واشترك بمعرض فني في عام 1874، ومنحه أحد النقاد لقب “الانطباع” وهو الأسلوب الفني لرسم الذي يقوم به مونيه، لأنه كان يهتم بالشكل والضوء أكثر من الحقيقة، ولم يزل المصطلح عالقًا للآن.
عانى مونيه من الاكتئاب والفقر والمرض طوال حياته إلى أن توفي في عام 1926.
وُلد أوسكار كلود مونيه في باريس، ثم انتقل في سن الخامسة إلى لوهافر، وهي بلدة ساحلية بشمال فرنسا. كان والد Claude Monet بقّالاً ناجحًا ثم عمل لاحقًا في الشحن. توفيت والدته عندما كان بعمر 15 عامًا. كان للمحيط والساحل الوعر لشمال فرنسا تأثير فني عميق عليه في سن مبكر، وكان غالبًا ما يهرب من المدرسة للذهاب في نزهة بطول المنحدرات والشواطئ الخلابة. وحين كان شابًا، قد تلقى تعليمه في College du Havre من تلميذ سابق للفنان الكلاسيكي الشهير جاك لويس ديفيد. وكان مبدعًا وجريئًا منذ صغره، فقد رسم كاريكاتيرًا في أوقات فراغه وقد باعها مقابل 20 فرنكًا للقطعة الواحدة. بالاستفادة من قدرته المبكرة على الفن، تمكن من توفير قدر كبير من المال من مبيعاته الفنية.
أمر محوري وقع في عام 1856، غير حياة مونيه حين أصبح صديق Eugéne Boudin، وهو رسام المناظر الطبيعية المعروف بمشاهده للمدن الساحلية الشمالية الفرنسية. شجع بودين مونية على الرسم خلال الهواء الطلق، وقد غيرت تقنية الهواء الطلق هذه من مفهوم مونيه عن كيفية ممارسة الفن: “كان الأمر كما لو أن حجابًا قد انزاح عن عينيه وفهم لب الامر. وقد فهم ما يجب أن تكون عليه اللوحة.”
على الرغم من رفضه للحصول على منحة دراسية، لكن في الاخير انتقل مونيه في عام 1859 إلى باريس للدراسة بدعم من عائلته. ومع هذا، بدلاً من اختيار المسار الوظيفي الأكثر تقليدية لرسام بمعرض من خلال التسجيل في مدرسة الفنون الجميلة، فقد حضر مونيه فصول في أكاديمي سويس، حيث التقى بزميلته الفنانه كاميل بيسارو.
خلال عام 1865، قبل صالون باريس الذي عن المناظر البحرية لمونيه. وعلى رغم من حبه للرسم، كان الفنان يشعر بالضيق من خلال العمل في استوديو، مفضلاً تجربته السابقة في الرسم حول الطبيعة، لذلك انتقل خارج باريس مباشرةً إلى حافة غابة فونتينبلو. وكان معه زوجته المستقبلية، كاميل دونسيو ، كان له الطموح ورسم “نساء في الحديقة” (1866-1867). وكانت اللوحة تتويجًا للأفكار والموضوعات في أعماله السابقة.
كان مونيه يأمل في أن يتم إدخال أعماله في صالون باريس، لكن أسلوبه جعله على خلاف مع المحلفين وتم رفض رسوماته، مما جعله محطماً. وفي خلال عام 1921، لتهدئة الإهانة التي مر عليها قرابة 50 عامًا، جعل مونيه الحكومة الفرنسية تشتري اللوحة مقابل مبلغ هائل وهو 200000 فرنك.
للهروب من الحرب الفرنسية البروسية في عام 1870، قد لجأ مونيه للسفر إلى لندن، ورسم الكثير من المشاهد مثل جسر وستمنستر (1871). انضمت إليه زوجته وطفلهما الجديد جين. زار متاحف لندن وشاهد أعمال جون كونستابل وج. تيرنر، التي أثرت خياله الرومانسية بوضوح في استعماله للضوء. الأهم من هذا، أنه التقى مع بول دوراند رويل، الذي كان يدير معرضًا فنيًا حديثًا جديدًا في شارع بوند ستريت. أصبح بول دوراند رويل مؤيدًا قوياً لمونيه وبيسارو، ولاحقًا لرينوار وديغا وغيرهم من الفنانين الانطباعيين الفرنسيين.
بعد عودته إلى فرنسا بعد الحرب، استقر مونيه مع عائلته في Argenteuil، وهي إحدى ضواحي باريس على طول نهر السين. على مدار السنوات الست التالية طور أسلوبه ووثق التغييرات في المدينة المتنامية في أكثر من 150 لوحة. اجتذب حضوره أيضًا بعض من الأصدقاء الباريسيين من بينهم رينوار ومانيه. بينما كان مانيه أكبر بعشر سنوات وأصبح فنانًا راسخًا في وقت أبكر من مونيه بكثير، بحلول سبعينيات القرن التاسع عشر أثر كل منهما على الآخر بطرق مهمة، ونجح مونيه في مساعدة مانيه ليرسم اللوحة الهوائية بحلول عام 1874.
في محاولة مستمرة للاحتجاج على نظام الصالونات الفنية، نظم مونيه وأصدقاؤه معرضًا خاصًا بهم في عام 1874، قد أقيم في الاستوديو الذي تم إخلاؤه للمصور ورسام الكاريكاتير Nadar. أصبح هذا معروفًا باسم المعرض الانطباعي الأول. هؤلاء الفنانون، من بينهم رينوار وديغا وبيسارو، وقد كانوا أول الفنانين الذين استجابوا بشكل جماعي للتغييرات في مدينتهم.
كانت باريس تحت تغيير واضح وأصبح هناك استيعاب أكثر لأنماط الحياة العامة المختلفة وحركة الاستهلاك المتزايدة. لم تكن موضوعات هؤلاء الفنانين جديدة فحسب، بل كانت الطريقة لتصوير الواقع بصورة فريدة أيضًا. كان الشعور الحدسي وجوهر العفوية، يظهر بشكلاً منبهرًا على القماش. وظهر هذا بعام 1873 أتجاه جديد أصبح ملازماً لمونية ولكن تعرض للنقد فيما بعد.
حقق مونيه نجاحًا ماليًا ونقديًا خلال أواخر ثمانينيات وتسعينيات القرن التاسع عشر، وقد بدأ في الرسم التسلسلي الذي اشتهر به. في جيفرني، كان يحب الرسم في الهواء الطلق في الحدائق التي ساعدته لرسم أجمل الصور. كانت زنابق الماء الموجودة في البركة ذات جاذبية خاصة بالنسبة له، وقد رسم عدة سلاسل منها طوال بقية حياته، كما أصبح الجسر ذو الطراز الياباني فوق البركة موضوعًا للعديد من الأعمال أيضًا. وفي عام 1918، تبرع مونيه بـ 12 لوحة من لوحاته ذات الزنبق المائي للأمة الفرنسية للاحتفال بالهدنة).
سافر مونيه حتى يعثر على مصادر أخرى للإلهام. في أوائل تسعينيات القرن التاسع عشر، استأجر غرفة مقابل كاتدرائية روان في شمال غرب فرنسا، ورسم سلسلة من الأعمال التي تقوم على فكرة شكل الهيكل. أظهرت لوحات مختلفة المبنى في ضوء الصباح، وفي منتصف النهار، وفي الطقس الشتوي الملبد بالغيوم وأكثر من هذا؛ كان هذا التكرار نتيجة افتتان مونيه العميق بتأثيرات الضوء على الهيكل.
حياة مونيه الطويلة بشكل غير عادي وإنتاجه الفني الكبير يتناسب مع ضخامة شعبيته المعاصرة. لا تزال الانطباعية، التي يعد مونية هو من الأعمدة الأساسية لها، واحدة من أكثر الحركات الفنية شعبية كما يتضح من الاستعمال الشعبي الهائل للوحاته في شكل تقاويم وبطاقات بريدية وملصقات. بالطبع، لوحات مونيه توجد بأعلى الأسعار في المزادات وبعضها لا يقدر بثمن، في الحقيقة، عمل مونيه متوفر في كل متحف ضخم في شتى أنحاء العالم.
على الرغم من أن أعماله أصبحت الآن لوحان مقدسة، إلا أنه لعدة سنوات بعد وفاة مونيه، لم يكن معروفًا إلا في دوائر مختارة من عشاق الفن. حدثت النهضة الرئيسية لأعماله في نيويورك من قبل التعبيريين التجريديين. تعلم فنانون مثل مارك روثكو وجاكسون بولوك والنقاد مثل كليمنت جرينبيرج الكثير من لوحات مونيه الكبيرة والتراكيب شبه المجردة والشاملة. وبالمثل ، استخدم العديد من Minimalists نفس الأسلوب في عرضهم التسلسلي للأشياء. في الواقع، تعتبر الانطباعية ومونيه الآن أساس لكل الفن الحديث والمعاصر الآن، وبالتالي فالوحاته هي الجوهر لأي فن تاريخي تقريبًا.
نسخة للطباعة