كيف خسر إردوغان أوراقه الرابحة بسبب الإخوان المسلمين والإسلام السياسي| ‏س/ ج في دقائق

كيف خسر إردوغان أوراقه الرابحة بسبب الإخوان المسلمين والإسلام السياسي| ‏س/ ج في دقائق

8 Jul 2019
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

* قصة تركيا مع سوريا كانت نذيرا بما هو قادم. حب وعناق، ثم تكفير، ثم غرق في المستنقع

‏* القذافي فتح ذراعيه لتركيا فطعنه الإسلام السياسي.. وهو الآن يحاول أن يعيد بيضة الذهب الليبية

* الأتراك يدفعون ثمن أيديولوجيا أردوغان باهظا


كيف روج إردوغان في البداية لعلاقة جديدة بين تركيا وسوريا؟

كانت العلاقات متوترة قبل تولي أردوغان حكم تركيا. وبلغ النزاع أوجه عام 1998 بين البلدين. حين هدد القادة الأتراك باجتياح الأراضي السورية بحجة وقف هجمات حزب العمال الكردستاني. وإيواء قائد حزب العمال الكردستاني -عبد الله أوجلان- في الاراضي السورية، وانتهى النزاع رسميًا بتوقيع اتفاقية أضنة 1998 والاتفاق على خروج مقاتلي حزب العمال الكردستاني من شمال سوريا.

وبدأ مشهد العلاقات السورية التركية بالتغير بعد انتهاء أزمة 1998. فبرز توجه نحو الحوار والتفاهم لدى الحكومتين السورية والتركية. يحذوه السعي نحو إقامة علاقات أفضل وأكثر استقرارًا بين البلدين.

 وكان لفوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التركية والمواقف السياسية التي اتخذها قادته الدور الأكبر في تحول العلاقات السورية التركية نحو التفاهم والتعاون. وجاءت زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الأولى إلى تركيا عام 2004. بعد فوز أردوغان برئاسة وزراء تركيا .حيث جرى التفاهم على تحويل الحدود من نقطة خلاف وتوتر إلى نقطة تفاهم وتعاون. فوقعت اتفاقية إزالة الألغام من على جانبي الحدود لإقامة مشاريع إنمائية مشتركة.

وبلغت الصداقة بين رجب طيب أردوغان عندما كان رئيسا للوزراء في تركيا مع بشار الأسد ذروتها. وتمكنت أنقرة من نسج روابط متينة مع دمشق وازدهرت العلاقات التجارية والدبلوماسية. وعزز الكثير من التقارب بين البلدين صداقة شخصية بين أردوغان والأسد.


كيف تحولت العلاقة تماشيا مع خطط الإسلام السياسي؟

مع تفاقم الأزمة السورية ارتفع خطاب أردوغان ضد الأسد. وبلغ ذروته عندما وصف الأسد بالإرهابي. وأن حكومته تمارس إرهاب الدولة  ضد شعبها. 

وعلى مدى الصراع المستمر في سوريا منذ ثماني سنوات. دعمت تركيا جماعات من المعارضة السورية والميلشيات المسلحة التابعة لنفس أيديولوجية أردوغان. مع إصراره على أنه لا يمكن أن يكون هناك حل سياسي في سوريا طالما بقي الأسد في السلطة.

وقام أردوغان بدفع قواته داخل الحدود السوري بحجة محاربة الأكراد وفرض سيطرته على بعض الأراضي.


كيف فسر بشار الأسد انقلاب علاقة إردوغان من وجهة نظره؟

أجاب بشار الأسد عن هذا السؤال في مقابلة مع صحيفة «كاثيمرني» اليونانية. فقال: «أردوغان إخوانجي، قد لا يكون منظما لكنه مرتبط بتلك الأيديولوجية. والتي أسميها أنا أيديولوجيا ظلامية. وبالنسبة له، وحاله في ذلك كحال الغرب، عندما فقد الإرهابيون السيطرة على مناطق مختلفة. ولم يستطيعوا في الواقع تنفيذ أجندة تركيا أو الغرب أو قطر. كان لا بد أن يتدخل أحد ما. وهنا تدخل الغرب من خلال الاعتداءات الأخيرة على سوريا. وعندها كلف أردوغان من قبل الغرب. وبشكل رئيسي الولايات المتحدة. بالتدخل لتعقيد الأوضاع. ومرة أخرى لأنه دون ذلك التدخل، كانت ستتم تسوية الوضع بسرعة أكبر».

وأضاف الرئيس السوري: «المسألة لا تتعلق بالعلاقات الشخصية. القضية المحورية بالنسبة للإخوان المسلمين في أي مكان من العالم. تتمثل في استخدام الإسلام للسيطرة على الحكومة في بلدك. وإقامة أكثر من حكومة في أكثر من دولة ترتبط بهذا النوع من العلاقات. كي تصبح شبكة للإخوان المسلمين في سائر أنحاء العالم».


العلاقات مع سوريا واضحة للجميع. لكن هل تعرف قصة ليبيا؟

في عام 2009 وقبل انطلاق “الثورة” الليبية بعامين زار أردوغان زيارة الزعيم الليبي معمر القذافي، وعقدا جلسة مباحثات. ورافق أردوغان في زيارته وفد عالي المستوى يضم وزراء و150 من رجال الأعمال الأتراك.

وعبر أردوغان عن تقديره للرؤية التي طرحها القذافي في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، خاصة فيما يتعلق بالعضوية الدائمة في مجلس الأمن، وساند القذافي في كثير من أرائه بحسب البيانات الرسمية الصادرة عن الدولتين في ذلك التوقيت.


ما الذي جرى بعد ذلك بين القذافي وأردوغان؟

مع انطلاق الثورة الليبية وتأكد أردوغان في خروج أصحاب أيدلوجيته ضد القذافي، سارع بمطالبة القذافي بأنه يجب عليه ترك السلطة .

وأعلن أردوغان أن مرحلة جديدة بدأت في ليبيا وانتهى وقت الكلام، وعند هذه النقطة يجب على القذافي أن يترك إدارة البلاد على الفور وفاء بالمسئولية الإنسانية الملقاة عليه ومراعاة لضميره، حسبما ادعى أردوغان وقتها.

وظل أردوغان منذ اندلاع الثورة الليبية وعلى مدار 8 سنوات يدعم الميلشيات المسلحة والحكومات المنصبة من رحم جماعة الإخوان بالمال والسلاح، ومؤخرًا وصل الأمر لإرسال ضباط أتراك لإدارة العمليات العسكرية لميشليات السراج ضد الجيش الليبي.


هل استفاد الأتراك من سياسة أردوغان ؟

بلغة الأرقام لم يستفيدوا. فمؤسسة “Goldman Sachs” الاقتصادية تتوقع وصول عجز الموازنة التركية 4.2% من الدخل القومي، ومؤسسة التصنيف الائتماني “موديز” أبقت على تقييمها للنظام المصرفي في تركيا عند نظرة سلبية، وبعد 16 عامًا حكم أردوغان ارتفعت ديون تركيا من 129 مليار دولار لـ453 مليار دولار ، وسجلت معدلات البطالة 14.1%، وكل هذا بسبب انشغال أردوغان بالتورط في صراعات أصحاب أيدلوجيته على حساب مصالح بلاده.


 

 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك