من الدفاع عن القذافي لتسليح ميليشيات طرابلس.. كيف تورط أردوغان في ليبيا؟ | س/ج في دقائق

من الدفاع عن القذافي لتسليح ميليشيات طرابلس.. كيف تورط أردوغان في ليبيا؟ | س/ج في دقائق

2 Jul 2019
الشرق الأوسط
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

في بدايات 2011، عارضت تركيا أي تدخل خارجي في ليبيا. الآن وبعد ثمانية أعوام، تتورط كليًا وبشكل مباشر في الصراع.

س/ج في دقائق


أردوغان VS أردوغان.. كيف تغير موقف تركيا في ليبيا؟

في 2011، قال رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان إن أي تدخل عسكري في ليبيا سياتي بنتائج عكسية تمامًا وسيكون له عواقب وخيمة”، واصفًا التدخل الخارجي في شأن داخلي بـ “السخيف”. أضاف أن “الغرب ينظر إلى الشرق الأوسط وأفريقيا باعتبارها بيادق في حروب النفط منذ عقود”، داعيًا للتعامل مع ليبيا من منظور إنساني وليس على أساس المصالح النفطية. “الأبرياء سيعانون بينما القوى العالمية مشغولة بحسابات النفط”. في سبتمبر من العام نفسه، زار أردوغان بنغازي. تعهد بدعم ليبيا “ليس بسبب المصالح والدول التي تبحث عن المصالح، وإنما لأخوة الشعبين”.

لكنه في مايو 2019، تعهد بتسخير كل إمكانات تركيا لدعم حكومة طرابلس عبر تفعيل اتفاقيات تعاون عسكري قديمة .

اندلع التمرد ضد نظام القذافي بينما علاقات ليبيا السياسية والاقتصادية مع تركيا في أوجها. قبل شهور فقط، ضخ مستثمرون أتراك مليارات الدولارات في قطاع البناء في الدولة الغنية بالنفط. وصل إجمالي قيمة 304 عقود تركية في ليبيا حوالي 15 مليار دولار. المشروعات توقفت باندلاع الحرب الأهلية. حينها، حاولت تركيا تعطيل أي تحرك دولي يطيح بالقذافي، لكن النهج تغير بتراجع الأخير، فشاركت أنقرة في عملية الناتو.

سقط القذافي. وحقق إخوان ليبيا حقق نجاحات أولية رأت فيها تركيا فرصة لاستعادة دورها، لكن نفوذ الإخوان تراجع وعاد الاقتتال الأهلي، ففتحت تركيا أبوابها للإسلاميين الفارين من ليبيا، واحتفظت بتمثليها الدبلوماسي في مناطق خاضعة لسيطرة حكومة شكلها الإسلاميون – في ذلك الوقت – لم يعترف بها أحد سوى أنقرة وحلفائها.

أبدت حكومة طبرق، المعترف بها دوليًا حينها، امتعاضها من الدعم التركي للإسلاميين المناهضين للدولة، وردت باستبعاد الشركات التركية من العمل في ليبيا في 2015.

تعقد المشهد، وتضاءل نفوذ تركيا بسبب عدم النشاط والتهميش السياسي لكثير من حلفائها، لكنه رأت في التطورات الأخيرة فرصة حصد مكافأة سياسية واقتصادية إذا ساعدتهم في استعادة السيطرة على ليبيا، بحسب المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.


متى وكيف بدأ تورط تركيا عسكريًا في الأزمة الليبية؟

يقول المجلس الأوروبي إن تركيا اكتفت بدور هادئ في طرابلس لخمس سنوات، لكنها غضت الطرف عن استخدام الليبيين الذين استضافتهم على أراضيها للموانئ التركية في نقل السلاح إلى غرب ليبيا، قبل أن يعلن رئيس حكومة طرابلس فايز السراج رسميًا، وبعد اتصال هاتفي مع أردوغان في 29 أبريل، تفعيل الاتفاقات الأمنية مع تركيا، بينما صرح أردوغان بأن تركيا ستحشد “كل الموارد المتاحة”، قبل أن يصل وزير داخلية ودفاع حكومة طرابلس فتحي باشاغا إلى إسطنبول في اليوم التالي.

توسعت المساعدات التركية العسكرية المباشرة، وبينها الهجوم على قاعدة الجفرة الجوية التابعة للجيش الوطني الليبي في 16 مايو، كأول استخدام مسجل لطائرات البيرقدار التركية “مسلحة دون طيار” في ليبيا.

 منذ ذلك الحين، لعبت البيرقدار دورًا بارزًا بالقرب من الخطوط الأمامية في طرابلس. بلومبيرج نقلت دبلوماسي غربي قوله إن أطراف صراع ليببا لم تتلق تدريبات على تشغيل الطائرات بدون طيار، بما يشير لوجود مساعدة أجنبية مباشرة.

ويقول الجيش الوطني الليبيي إن عسكريين أتراكا ينشطون في طرابلس، وإن طائرات الاستطلاع  التركية لا تغيب عن كل سماء ليبيا.

لاحقًا، تلقت ميليشيات طرابلس دفعة غير مسبوقة من مدرعات بي إم سي كيربى وأسلحة متنوعة وصلت من تركيا على متن سفينة تحمل علم مولدوفا.

يقول المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إن الدفعة كانت “مجرد بداية” لحزمة مساعدات تركية  تشمل مجموعة واسعة من الأسلحة، بينها أنظمة دفاع جوي.

ويتوقع المجلس أن تقدم أنقرة قريبًا قدرات عسكرية هجومية إذا ثبت أن الجهود الحالية لتحسين قدرات ميليشيات طرابلس غير كافية.

ولتمويل التسليح المتزامن مع الأزمة الاقتصادية في تركيا، يقول المجلس إن قطر ستقوم على الأقل بدور الممول في التحالف.

بخلاف الدور الرسمي، يتوقع المجلس أن تكثف الشبكات الليبية جهودها لجمع السلاح من أنحاء أوروبا الشرقية لشحنها إلى ليبيا عبر تركيا.



رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك