إسرائيل ورقة حسم في صراع ليبيا.. هل تمنح أردوغان الانتصار المنتظر؟| س/ج في دقائق

إسرائيل ورقة حسم في صراع ليبيا.. هل تمنح أردوغان الانتصار المنتظر؟| س/ج في دقائق

11 Jun 2020
إسرائيل تركيا ليبيا مصر
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

* الأزمة الليبية جزء من الصراع الأكبر حول غاز شرق المتوسط، وتدخل تركيا فيها محاولة للضغط على اللاعبين الرئيسيين للتفاهم مع أنقرة.

* اليونان وقبرص ما زالا على عدائهما القديم مع تركيا،  لذلك فإن أنظار تركيا تتوجه نحو إسرائيل، خصوصًا مع عدم توقيعها بيان إدانة للتدخل التركي في ليبيا.

* محاولات إقحام إسرائيل في النزاع الليبي مستمرة من إعلام الحلف العثماني، والغرض الأساسي أن تعلن إسرائيل عن تفاهمها مع تركيا.

س/ج في دقائق


إلى أي مدى تتداخل تطورات ليبيا مع نزاع غاز شرق المتوسط؟

الأزمة في ليبيا جزء من صراع متعدد الأطراف حول غاز شرق المتوسط. مصر خططت مبكرًا للتحول إلى مركز إقليمي للغاز. رسمت المنطقة الاقتصادية الخالصة مع قبرص في 2003، ثم وقعت اتفاق تصدير للأردن 2004، ثم لإسرائيل في 2005، بالتزامن مع تشغيل مصانع إسالة الغاز في دمياط ثم إدكو بين 2000 و2006، ثم بدء التصدير لإسرائيل عبر خط الغاز مطلع 2008. بالتزامن، عطلت الخلافات الحدودية والسياسية بقية الأطراف (تركيا، اليونان، قبرص، إسرائيل، لبنان، فلسطين، سوريا، الأردن).

في محاولة لحل تلك الإشكاليات، دشن وزراء طاقة سبع دول في القاهرة منتدى غاز شرق المتوسط بمشاركة مصر، إيطاليا، وقبرص، واليونان، والأردن، والسلطة الفلسطينية، وإسرائيل، فيما نقلت أسوشيتد برس عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي يشرف بنفسه على الجهود، إن مصر “أحرزت هدفًا” بتوقيع الصفقة.

تشير تقديرات دولية إلى أن احتياطات منطقة شرق المتوسط تصل إلى نحو 122 تريليون قدم مكعب من الغاز.

لكن تحليلًا لـ هآرتس، نشرته في سبتمبر 2018، قال إن الفوائد الكبيرة لأنشطة الطاقة قد لا تصل إلى أي شيء إذا تدخلت تقلبات السياسة في المنطقة.

إحدى تدخلات السياسة تتعلق بتركيا. أردوغان أعلن صراحة أن بلاده “لن تقبل” محاولات استخراج الموارد الطبيعية، سواء “في بلادنا أو قبرص أو في شرق البحر المتوسط”.

ولتعزيز استفادتهم من الثروة المكتشفة مقابل أطماع تركيا، أعلنت مصر وقبرص واليونان، بالإضافة إلى إسرائيل عن تعاون في مجال الغاز، بهدف مد خط أنابيب يقدم بديلًا لأوروبا في الحصول على الغاز الطبيعي.

خط الغاز يمثل ثروة اقتصادية تقدر بحوالي ٧٠٠ مليار دولار. يمتد من إسرائيل إلى المياه اليونانية القبرصية، ثم عبر جزيرة كريت اليونانية، إلى أراضي اليونان، وصولًا إلى أوروبا من خلال خط الغاز في إيطاليا.

مثل هذا التعاون يضر تركيا لأنه سيسحب إحدى الأوراق السياسية والاقتصادية التي تلاعب بها تركيا أوروبا عبر توصيل الغاز إليها.

المشروع يواجه عقبة ارتفاع تكاليف إنشائه الذي تقدر قيمته بـ سبعة إلى تسعة مليارات دولار، وبالتالي ارتفاع سعر المنتج.

بتدخلها في ليبيا، تضيف تركيا عائقًا آخر، إذ تقطع خط إمداد المشروع.

تجدون المزيد من التفاصيل حول صراع غاز المتوسط من خلال تلك الروابط:

مذكرة تفاهم السراج – إردوغان: هل هي ضربة سياسية لمصر؟ | س/ج في دقائق

تركيا تصعد توتر قبرص.. كيف بدأت أزمة شرق المتوسط وإلى أين تتجه؟ س/ج في دقائق

دخول أمريكا على خط غاز المتوسط: هل ينهي مشروع إردوغان وعناصره المحلية؟ | محمد زكي الشيمي

أردوغان وجد الطريق الأقصر لإرباك التعاون الإقليمي يبدأ من ليبيا. والغرض النهائي، حسب رويترز، إما إجبار الدول على التفاوض مع تركيا لكي لا تفقد ورقتها السياسية كمصدر رئيسي للغاز إلى أوروبا، أو إثناء هذه الدول عن المشروع لكثرة معوقاته.


أين إسرائيل من كل ذلك؟

صحيفة هاآرتس الإسرائيلية وصفت تدخل تركيا في ليبيا اعتمادًا على التحالف مع رئيس حكومة طرابلس فايز السراج بمحاولة لانتزاع شرعية للتنقيب عن النفط والغاز في منطقة بحرية شاسعة تخلق حاجزًا جغرافيًا بين المنتجين وبقية دول البحر المتوسط ​​الأخرى، عبر فرض أمر واقع: إما المرور عبر أراضي تركيا باتفاقيات مباشرة مع أنفرة، أو تجنبها، لكن بثمن باهظ.

تحالف مصر – اليونان – قبرص يرفض تدخل تركيا في ليبيا باعتبارها “تحركات غير قانونية في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص ومياهها الإقليمية، بما يشكل انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي وفقًا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار”. لكن الغريب كان موقف إسرائيل التي اكتفت بالتزام الصمت، بوصف صحيفة هاآرتس.

ديلي صباح التركية ركزت كذلك على موقف إسرائيل. استعادت ذاكرة منتدى غاز شرق المتوسط. قالت إنها عملت مع مصر وقبرص واليونان في الماضي ضمن المنتدى، لكنها لم توقع على البيان التأسيسي. أضافت أن الامتناع عن التوقيع  يبقى “سؤالًا مهمًا يستحق مناقشته بمزيد من التفصيل”.

واعتبرت أنه رغم كل التوترات بين تركيا وإسرائيل، فإن “هناك المزيد من التفاؤل حول ذوبان محتمل في العلاقات التركية الإسرائيلية”. عرضت عدة قرائن لذلك من ضمنها عودة رحلات شحن شركة العال الإسرائيلية إلى تركيا، والتي توقفت منذ حادث مرمرة.لعبة غاز شرق المتوسط.. هل أزاحت إسرائيل مصر لصالح اليونان؟| محمد زكي الشيمي


لماذا التفاهم مع إسرائيل مهم جدًا لتركيا؟

لتضمن تركيا احتمالًا أكبر لنجاح تحركها في ليبيا يجب أن تستجيب إسرائيل بشكل مختلف. تجمع علاقات مستدامة في مجال التجارة، لم تتغير رغم ما يبدو على السطح من توتر سياسي.

إذا بنت إسرائيل على ذلك بتمرير غازها عبر تركيا ستتراجع فرص مد خط الغاز الذي تعول عليه مصر وحلفاؤها.

التفاصيل هنا مهمة. افتح الرابط لترى كيف أوصلت اللجان الإلكترونية للتحالف العثماني غرضها السياسي إلى المواقع الدولية.

هدف تركيا من الحرب في ليبيا هو اتنزاع حصة من غاز شرق البحر المتوسط. من هنا، تصبح إسرائيل مفتاح نجاح تركيا إذا ارتضت بفك الارتباط بخط الغاز المصري، وأعادت توجيه غازها عبر تركيا. هذا لا يبدو قريبًا حتى اللحظة، بالنظر إلى بيع إسرائيل الغاز إلى الأردن، وإرساله إلى مصر للإسالة ثم إعادة التصدير.

دعائيًا، تروج تركيا إلى أن إسرائيل منحازة لقائد الجيش الوطني خليفة حفتر في حرب ليبيا. تقول جيروزاليم بوست إن لجان تركيا الإلكترونية أضافت علم إسرائيل إلى قائمة “المتحاربين” الذين يدعمونه في معركة طرابلس على ويكيبيديا، بجانب السعودية وفرنسا والإمارات ومصر والسعودية وغيرهم، كواحدة من “المتحاربين” المفترضين.

ويكيبيديا الحرب الأهلية في ليبيا

وكما هو ظاهر في الصورة المرفقة، يعتمد إدراج إسرائيل على 4 مصادر. المصادر هي: ميدل إيست آي، والعربي الجديد، وميديل إيست مونتيتور، والجزيرة، وكلها من وسائل إعلام الحلف العثماني.

 

محاولة إقحام إسرائيل في ليبيا تأتي من إدراك تركيا أن لإسرائيل دورًا حاسمًا في إنجاح حملتها في طرابلس، هذا النجاح الذي لن يتم إلا بحدوث تقارب بين الجانبين.

الديلي صباح ركزت على أن الخطاب الذي من الممكن أن يجمع الطرفين يدور حول أن “وكيل إيران حزب الله اللبناني يحارب الجنود الأتراك في إدلب، ويحارب الإسرائيليين في جنوب سوريا”، الصحيفة ترى أن هذه قضية ذات اهتمام مشترك من الطرفين يمكن استخدامها.

القائم بالأعمال الإسرائيلي لتركيا، روي جلعاد، كتب مقالاً لموقع هاليميز التركي الإخباري يقول فيه إن وجود إيران في سوريا عمل ضد مصالح أنقرة وأن جماعة حزب الله اللبنانية لعبت دورًا مهيمنًا في معركة في إدلب التي قتل فيها أكثر من 50 جنديًا تركيًا.

وأضاف جلعاد أن فيروس كورونا والتحديات الأخرى قد تعمل لصالح تطبيع العلاقات بين البلدين من حيث التجارة والسياحة والطاقة والتعاون الأكاديمي.

جلعاد قال إن “الكرة في الجانب التركي”، لأن تركيا هي التي طردت سفير إسرائيل في مايو 2018 بعد أعمال عنف في غزة تلت نقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس.


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك