تركيا يحكمها رجب طيب إردوغان، وهو أحد الوجوه الصاعدة في التنظيم العالمي للإخوان المسليمن منذ التسعينيات، وتستضيف حاليًا أعضاء الإخوان المسلمين الهاربين من مصر بعد إزاحة الرئيس الإخواني محمد مرسي.
مصر وقبرص واليونان، بالإضافة إلى إسرائيل أعلنت عن تعاون في مجال الغاز في منطقة شرق المتوسط، بهدف مد خط أنابيب يقدم بديلًا لأوروبا في الحصول على الغاز الطبيعي. وهو تعاون تريد تركيا إفشاله لأنه سينافسها على الورقة السياسية والاقتصادية الخاصة بتوصيل الغاز إلى أوروبا.
الحكومات المدعومة بالإخوان في ليبيا وتونس، بالإضافة إلى النظام القطري، تحاول الآن مساعدتها في تنفيذ ذلك الغرض.
منتدى غاز شرق المتوسط.. خبر صغير في الجرائد وتطور كبير في السياسة | س/ج في دقائق
المشروع يواجه من الأساس عقبات تتمثل في ارتفاع تكاليف إنشائه الذي تقدر قيمته بـ ٧ إلى ٩ مليارات دولار ومن ثم ارتفاع سعر المنتج. الاتفاق التركي الليبي يريد إضافة عائق آخر يحول دون إتمامه، ويبقى أوروبا معتمدة في جزء كبير منها على قطر، إذ يقطع خط إمداد المشروع المزمع بما يلزم معه مد الأنابيب عبر منطقة ترسيم الحدود الجديدة، ليكون رهن إرادة تركيا سياسيا.
الغرض النهائي، حسب رويترز، هو إما إجبار الدول على التفاوض مع تركيا لكي لا تفقد ورقتها السياسية كمصدر رئيسي للغاز إلى أوروبا، أو إثناء هذه الدول عن المشروع لكثرة معوقاته.
مذكرة تفاهم السراج – إردوغان: هل هي ضربة سياسية لمصر؟ | س/ج في دقائق
هذه الأزمات لن تحل بسهولة، وقد تنذر بمواجهة على الأرض الليبية. ولا سيما مع دخول تونس على الخط.
لكن التحرك التركي يأمل في استجابة مختلفة من قبل إسرائيل. حيث تأمل تركيا التي تتمتع بعلاقات مستدامة مع إسرائيل في مجال التجارة، لم تتغير مع التوتر السياسي، في أن تحول إسرائيل غازها لكي يمر عبر تركيا بمجرد أن تدرك أن مد خط الغاز غير ممكن.
لكن هناك لاعبًا آخر في المعادلة، هو روسيا. روسيا تختلف مع تركيا حول سوريا، وفي الوقت نفسه تنسق معها في سياسات الطاقة. وهي حريصة على استمرار هذا التنسيق بما يخدمها سياسيًا.
المشكلة أن روسيا تميل إلى تأييد خليفة حفتر. بما يضعها في الضفة الأخرى.
روسيا وتركيا أعلنا أنهما سيناقشان الوضع في ليبيا في قمة تعقد الشهر القادم.
بعد سوريا.. بوتين روسيا يلاحق إردوغان في ليبيا | س/ج في دقائق
دخول أمريكا على خط غاز المتوسط: هل ينهي مشروع إردوغان وعناصره المحلية؟ | محمد زكي الشيمي
حتى قبل الخلاف حول إزاحة محمد مرسي عن الحكم، كان ضرب المصالح الاقتصادية للمواطنين المصريين أحد أهم أوراق الضغط السياسية لدى الإسلاميين. الإسلاميون تعمدوا ضرب قطاع السياحة، والدعاية ضد الاستثمار الأجنبي، أو المشاريع الاقتصادية مع إسرائيل. رغم أنهم لا يعارضون أيًا من هذا في تركيا التي يحكمها حزب إسلامي ووجه إخواني.
مصر تعول على نصيبها من الثروة التي تقدر بـ ٧٠٠ مليار دولار كما أشرنا سابقًا. مما قد يحدث طفرة اقتصادية نوعية في حياة المواطنين المصريين. الإسلاميون يعتقدون أن حدوث هذه الطفرة في دولة لا يحكمونها يضر بحظوظهم في الوصول إلى السلطة. كما أنهم يبنون دعايتهم على أن صعوبة المعيشة عرض من أعراض ابتعاد الإسلاميين عن الحكم.
هناك أيضًا الورقة السياسية. تحول منطقة شرق المتوسط إلى منطقة استراتيجية في قطاع الطاقة الأوروبي يقلل من أهمية قطر وتركيا بالنسبة لأوروبا. وهما الدولتان اللتان يدين لهما الإخوان المسلمون ومناصروهم حاليًا بالولاء.
غزو الكويت دشن المشروع الإخواني القطري
معلومة سيخفيها عنك الإخوان العثمانيون: مصر تدفع الجزية لتركيا عام ١٩٥٤. لماذا؟ | س/ج في دقائق
السراج وأخواه.. هذا ما تبقى من حطام المجلس الرئاسي الليبي
من الدفاع عن القذافي لتسليح ميليشيات طرابلس.. كيف تورط أردوغان في ليبيا؟ | س/ج في دقائق