مسعود مولوي فاردنجاني | لماذا قتلت إيران صندوقها الأسود؟ ولماذا صمتت تركيا؟ | الحكاية في دقائق

مسعود مولوي فاردنجاني | لماذا قتلت إيران صندوقها الأسود؟ ولماذا صمتت تركيا؟ | الحكاية في دقائق

5 Apr 2020
إيران الشرق الأوسط تركيا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط
أصفهان – إيران | 18 مارس 1982 | ولد مسعود مولوي فاردنجاني.. إيراني سيحمل الجنسية الأمريكية. سيوصف بـ "أحد معجزات العالم السيبراني"، سيدير وحدة الأمن السيبراني في إيران، وسيلقى مصرعه بشكل غامض في إسطنبول ليلة 14 نوفمبر 2019.. قبل أن تكشف تقارير لاحقة أن المخابرات الإيرانية تورطت في اغتياله.

هل لفت تاريخ الاغتيال انتباهك؟ دقق فيه مجددًا.. كانت ليلة اندلاع موجة المظاهرات الأخيرة داخل إيران.

الحكاية كاملة نرصدها في دقائق.
أسطورة إيران الجديدة
في 2006، كان مسعود مولوي فاردنجاني قد تخرج للتو من جامعة أزاد الإسلامية فرع نجف أباد، عندما صمم وبنى "طيورًا روبوتية" مستوحاة من التركيب البيولوجي لخطة طيران الصقور الطيور، لحساب الاستخبارات العسكرية الإيرانية.

في العام التالي، ستتحالف مخابرات الولايات المتحدة وهولندا وإسرائيل لشن أول هجوم إلكتروني معروف على الإطلاق في التاريخ ضد برنامج إيران النووي. فيروس ستكوسانت سيصيب نظام الطرد المركزي لمنشأة تخصيب اليورانيوم الإيرانية في نتنز، لتقرر حكومة طهران تأسيس نظام للدفاع السيبراني في 2010، وتسند إدارته للشاب النابغة، ليصبح أحد أهم الموظفين الرئيسيين في المخابرات السيبرانية وأنظمة الأمن السيبراني الإيرانية.

في 2008، أثناء متابعة دراساته العليا في هندسة الكمبيوتر وتكنولوجيا الإنترنت في جامعة طهران، سيخترع مسعود مولوي فاردنجاني أنظمة التعرف على الصوت باستخدام الذكاء الاصطناعي. وفي العام التالي، 2009 ، سيصمم نظامًا للتفتيش الصحي تستخدمه وكالة الفضاء الأمريكية، ناسا، ويطور جيلًا جديدًا من الروبوتات لإزالة الألغام لحساب الجيش الإيراني.

سيتخرج في عام 2010، ليطور ويصنع أول طائرة هليكوبتر بدون طيار تستخدم في عمليات الاستطلاع والاستخبارات الرائدة. وفي نفس العام، سيطور نظام شاشة إل سي دي يفهم الأوامر وينفذها بخمس لغات مختلفة لشركة JVC اليابانية.

لم ينته طموح الشاب ولا مهمته، سيذهب إلى الولايات المتحدة ليعزز خبراته في مجال الذكاء الاصطناعي عبر دراسات الدكتوراه في جامعة جورجيا التقنية في 2011، ثم جامعة أريزونا في 2014.

وبين كل تلك التواريخ، سيحصل على شهادة الهاكر الأخلاقي الدولية، وستسند إليه ZTE الصينية الرائدة منصب المستشار العلمي لعملياتها في إيران.
في مارس 2018، سيهرب مولوي من إيران للمعيشة في إسطنبول التركية. سيقدم نفسه لمتابعيه بصفة "عالم ومخترع"، و"أحد عباقرة الذكاء الاصطناعي". سيقول إنه يتعاون مع السلطات التركية في تصنيع طائرات درونز.

لاحقًا، سيطلق قناة فيديو عبر تليجرام يبث من خلالها أخبار إيران، ليحصل على لقب "صحفي معارض" في الغرب.

لكن الأخبار لم تقتصر على مزاعم الفساد في إيران أو المشكلات الاقتصادية التي تواجهها بسبب العقوبات الأمريكية. ستتضمن معلومات سرية عن فساد النظام القضائي، ووزارة الدفاع، والحرس الثوري، وأجهزة استخبارات إيرانية أخرى.

كثف مسعود مولوي فاردنجاني نشاطه عبر منصات السوشال ميديا. في 11 أغسطس 2019، في إشارة إلى الحرس الثوري الإيراني، كتب: "سأقذف قادة المافيا الفاسدين. صلوا لأكمل المهمة قبل أن يقتلوني".
ليلة 14 نوفمبر 2019، سيذهب مسعود مولوي فاردنجاني لمقابلة صديق في منطقة شيشلي بإسطنبول. هناك سيتعرض لعملية اغتيال. سيكون بانتظاره مسلح سيطلق عليه 11 طلقة في ظهره ليودي بحياته في الحال.

لم يكن فاردنجاني يحمل أوراق هوية لحظة اغتياله. بحثت شرطة إسطنبول في سجلاتها، فوجدت أن بصمات أصابع القتيل تتطابق مع سجلات شخصين؛ أحدهما باسم "مسعود مسعود" ألقت السلطات القبض عليه في 2018 بينما كان يحاول التسلل إلى اليونان بطريقة غير مشروعة، والآخر باسمه الحقيقي، كان مجنيًا عليه في عملية احتيال.

مزيد من البحث كشف هويته الحقيقية. هنا انضمت المخابرات التركية للتحقيقات مع الأمن العام.

المحققون المشتركون فتشوا 49 مبنى، وجمعوا تسجيلات كاميرات المراقبة من 90 نقطة مختلفة، شاملة لقطات امتدت لـ 320 ساعة، بخلاف مقابلات مع 185 شخصًا، وتحقيقات مع 35 آخرين، وفحص 35 هاتفًا محمولًا، و12 جهاز كمبيوتر و11 شريحة ذاكرة، و8 أقراص مدمجة، جرى التقاطها خلال عمليات البحث.

بعد كل ذلك، لم تسم أنقرة القتلة، مكتفية بوصفهم بـ "جهات أجنبية".
ستكشف التحقيقات أن فرقة إعدام من 13 شخصًا اغتالت المعارض الإيراني، شملت 7 أتراك و6 إيرانيين، وأن الشرطة التركية اعتقلت 12 منهم في عملية متتالية وتواريخ مختلفة. بعد التحقيق، أودع ثمانية من المشتبه بهم السجن، بينهم ثلاثة إيرانيين، بينما أطلقت سراح 4 آخرين تحت الرقابة القضائية.

سنعرف كذلك التحقيقات حددت مرافق مسعود مولوي فاردنجاني وقت تنفيذ الاغتيال. كان علي إصفنجاني، الذي وصفته باعتباره قائد فريق الإعدام. إصفنجاني هو المتهم الوحيد الهارب في القضية.

ستشير التحقيقات أن متهمًا بارزًا آخر هو الإيراني أمين بارفازي، النشط في تركيا باعتباره رجل أعمال يملك صرافة ومكتبي سياحة وعقارات، ولديه تواصل واسع مع الإيرانيين في تركيا، وأن من بين المتهمين الأتراك، فيلي ساري، وجنكيز أكين، المدرجين على قائمة الإنتربول للمطلوبين في جرائم إتجار بالمخدرات.

حتى تلك اللحظة، كانت أصابع طهران واضحة في عملية الاغتيال، لكن أحدًا لم يربطها بشكل رسمي، باستثناء وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الذي قال بعد إسبوع بعد الاغتيال إنه "مثال مأساوي آخر في سلسلة طويلة من محاولات الاغتيال المدعومة من إيران للمنشقين الإيرانيين". دون تفاصيل أخرى.
تورط إيران
ستبقى الكثير من التفاصيل طي الكتمان، حتى يكشف مسؤولان تركيان بارزان لرويترز أن ضابطي مخابرات في القنصلية الايرانية في إسطنبول أدارا عملية الاغتيال.

أحد المصدرين قال إن منفذ الاغتيال ومشتبه بهم آخرين، بينهم أتراك وإيرانيين، اعترفوا أنهم تصرفوا بناء على أوامر من ضابطي استخبارات في القنصلية الإيرانية، يحملان جوازات سفر دبلوماسية. بينما قال المصدر الثاني إن الأدلة، بما في ذلك اعترافات المشتبه بهم، تشير إلى أن "الإيرانيين لعبوا دورًا خطيرًا في التحريض على القتل وتنسيقه".

سنكتشف أيضًا أن علي أصفنجاني كان عميلًا إيرانيًا دسته مخابرات إيران على المطلوب منذ وصوله تركيا، صادقه كي ينقل معلومات عنه أولًا بأول إلى طهران.

سنعرف أنه زار القنصلية الإيرانية صباح اليوم السابق لتنفيذ عملية الاغتيال، والتقى المنفذ لمناقشة تفاصيل العملية، قبل أن ينقله مهرب إيراني باسم مزيف عبر الحدود الشرقية لتركيا إلى إيران بعد ثلاثة أيام من التنفيذ.
لماذا اغتالوه؟
سبب الاغتيال نفسه سيتكشف بالتفاصيل، وسيكون صادمًا. ستنقل رويترز عن مصدرين أمنيين إيرانيين إن مولوي تحدى تحذيرا من الحرس الثوري بعدم التعاون مع الشركات التركية في مشروعات طائرات بدون طيار، وأنه اتصل بالولايات المتحدة ودول أوروبية للعمل معهم.

أحد المصادر الإيرانية سيضيف إنه نشر وثائق على الإنترنت تؤكد أنه إما اخترق أو سُربت إليه اتصالات في إيران.

سيكشف المصدر أن طهران طالبته بالاتصال بسفارتها في أنقرة، لكنه تجاهل الطلبات، وبدلًا من ذلك قابل أمريكيين ودبلوماسي إسرائيلي، ليضف المصدر الثاني إن طهران حذرته من اتصالاته مع دبلوماسيين أجانب.
ويبقى التحقيق مستمرًا..
تكتمت أنقرة على تفاصيل التحقيقات حتى لا تحرج إيران. وسائل الإعلام التركية والغربية والقطرية لم تضع صورته على الغلاف لأسابيع. ببساطة، تجاهلت الميديا مقتل مسعود مولوي فاردنجاني.

الآن، يقول أحد المصدرين التركيين إن حكومة أنقرة ستثير قريبًا ملف اغتيال مقتل فاردانجاني مع طهران رسميًا، خصوصًا الدور الذي قالوا إن مسؤولين يحملون جوازات سفر دبلوماسية لعبوه.

لماذا الآن بعد كل هذا الصمت؟ يبقى السؤال مفتوحًا. لكن رويترز تقول إن العلاقات بين تركيا وإيران متوترة بسبب الحرب الأهلية في سوريا، حيث يدعمون الأطراف المتعارضة.

تضيف أن تركيا غاضبة بشكل خاص من دور المقاتلين المدعومين من إيران في هجوم الحكومة السورية ضد المتمردين المدعومين من تركيا في إدلب، والذي انطلق بعد وقت قصير من مقتل فاردانجاني.

ورفضت متحدثة باسم شرطة إسطنبول التعليق على ما توصلت إليه رويترز، مكتفية بالقول إن التحقيق مستمر....
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك