ماذا سيكون أول رد فعل لك عندما يخبرك صديق يعيش في الكويت بأنه يدفع دينارًا كويتيًا في كوب شاي على المقهى؟
غالبًا ستضرب سعر كوب الشاي “دينار” في سعر صرف الدينار مقابل الجنيه المصري “60 جنيهًا تقريبًا”، ليكون سعر الكوب الذي يحتسيه صاحبك حوالي 60 جنيهًا.
ربما تحاول أيضا حساب دخلك الشهري بتحويله من الجنيه المصري للدولار، على أساس سعر صرف الجنيه مقابل الدولار. فمثلًا إذا كان دخلك الشهري ثلاثة آلاف جنيه، سيكون الناتج 167 دولارًا تقريبًا. ساعتها ستفكر كثيرًا في أن نظيرك الذي يعمل في نفس عملك في الولايات المتحدة يتقاضى أضعاف تلك الـ 167 دولارا.
عادة ما نسمع جملة “الجنيه جنيه في بلده” التي يشيع استخدامها عند عقد مثل تلك المقارنات. هي في المجمل أكثر دقة من تلك المقارنات، لكنها ليست دقيقة 100 بالمئة.
لكي تكون المقارنة دقيقة، يجب الاعتماد فيها على مؤشر “تعادل القوة الشرائية”، وهو أداة توضح لك قوة الجنيهات التي تملكها في مصر، مقابل قوة الدولارات التي يملكها نظيرك الأمريكي في بلده.
القوة الشرائية هي كمية السلع والخدمات التي يكون بمقدور فرد ما أن يشتريها بواسطة دخله المتاح خلال مدة زمنية محددة “شهر أو سنة”. ويعبر هذا المفهوم عن قدرة الأفراد على الاستهلاك وإشباع احتياجاتهم، وينبئ عن مستوى معيشتهم ورفاهيتهم.
وترتبط القوة الشرائية لأي فرد بمحددين أساسيين هما:
س/ج في دقائق: لماذا حققت لعبة ريد ديد ريدمبشن 2 كل هذا النجاح؟
نعود لمقارنة كوب الشاي الكويتي، الذي يبلغ ثمنه دينارًا كاملًا. بحساب هذا الدينار وفق نظرية تعادل القوة الشرائية، نجد أن ما يمكن شراؤه بدينار في الكويت يمكن شراؤه بـ14 جنيهًا في مصر لا 60 جنيهًا.
كذلك، إذا كان دخلك الشهري ثلاثة آلاف جنيه، فأنت كمن يتقاضى 1100 دولار داخل الولايات المتحدة وليس 167. أي أن ما يمكن شراؤه بثلاثة آلاف جنيه داخل مصر، يمكن شراؤه بـ 1100 دولار داخل الولايات المتحدة.
وعلى هذا المنوال، يمكن حساب القوة الشرائية للثلاثة آلاف جنيه في عدد من الدول الأخرى، لنجد أنها تعادل:
هل تصورت يومًا وأنت تتناول ساندويتش “بيج ماك” الشهير الذي تقدمه ماكدونالدز أنك تمسك في يدك أحد المؤشرات الاقتصادية المهمة؟
فقد لجأت مجلة إيكونوميست في عام 1986 إلى الـ “بيج ماك” لوضع صورة أبسط لنظرية “تعادل القوة الشرائية”، ليكون مؤشرًا يقارن أسعار ساندويتش الـ “بيج ماك” في مجموعة من الدول.
ومؤشر الـ “بيج ماك” هو مؤشر سنوي يستخدم لقياس القوة الشرائية بين العملات المحلية للدول والدولار الأمريكي، من خلال مقارنة سعر ساندوتش الـ “بيج ماك” في مطاعم “ماكدونالدز” حول العالم، ويعتمد على نظرية تعادل القوة الشرائية، التي تقيس التوازن في سعر الصرف بين عملتين وتحقيق المساواة بين العملات.
وتفترض نظرية تعادل القوة الشرائية أن سعر الصرف لدولة ما يتحدد من خلال النسبة بين مستوى الأسعار الداخلية مقومًا بالعملة الوطنية، ومستوى الأسعار العالمية مقدرًا بالعملة الأجنبية لمجموعة من السلع والخدمات في البلدان المختلفة، مثل ساندوتش بيج ماك في هذه الحالة، حيث يعكس سعره عددًا من العوامل الاقتصادية المحلية، من بينها تكاليف المكونات والإنتاج المحلي والإعلان.
فيما يلي، ستجد حساب القوة الشرائية للعملة المحلية في بلدك مقارنة بالدولار الأمريكي: إلى أي مدى عملتك مقدرة بقيمتها الحقيقية.. فقط على مؤشر بيج ماك.