هل تحطم بلوتو ؟ وما حقيقة حذفه من قائمة الكواكب ؟

هل تحطم بلوتو ؟ وما حقيقة حذفه من قائمة الكواكب ؟

12 Dec 2021
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

من منا لم يتعلم في المدرسة، أن هناك تسعة كواكب في المجموعة الشمسية وهم: عطارد، والزهرة، والأرض، والمشترى، والمريخ، وزحل، وأورانوس، ونبتون، وبلوتو، لذلك ربما تكون قد تفاجئت حينما سمعت خلال السنوات الماضية أنه لا وجود سوى لثمانية كواكب فقط في المجموعة الشمسية.. إذًا كيف حدث هذا الأمر؟ وهل حقًا بلوتو انفجر؟

حقيقة انفجار بلوتو واختفاؤه من المجموعة الشمسية

يُعد انفجار كوكب بلوتو واحد من أشهر الخرافات التي انتشرت عنه، إلا أن حقيقة هذا الأمر هو أن مصدر تلك الخرافة يعود إلى أغسطس عام 2006 حينما أعلن الاتحاد الفلكي الدولي أن كوكب بلوتو أصبح أكبر كوكب قزم موجود في النظام الشمسي.

قديمًا كان يتم التعامل مع أي جرم سماوي يدور حول الشمس على أنه كوكب، وبالرغم من أن بلوتو يفي بمعايير الكواكب، إلا أنه كان يحمل عناصر صغيرة تسمى بالجرمات في مداره، وهذا ما جعله يفشل في أن يكون كوكبًا، وأصبح ينتمي إلى الكواكب القزمة بشكل رسمي.

ما هو الكوكب القزم؟

أوضح الاتحاد الفلكي الدولي مصطلح “الكوكب القزم”، أنه يشير إلى جرم سماوي في مدار مباشر للشمس، لديه ما يكفي من الكتلة التي تجعله يتحكم بشكله بواسطة قوى الجاذبية وليس القوى الميكانيكية، وبالتالي فهو يكون إهليلجي الشكل، كما أنه يكون حجمه صغيرًا مما يجعل مداره ممتلئ بالأجسام الأخرى كالمذنبات والكويكبات وغيرها.

ولكي يتم تصنيف جسم كبير على أنه كوكب قزم وليس كوكب، فإنه يجب ألا يستوفي أحد المعايير اللازمة ليكون كوكبًا وهي: أن يدور في مدار حول الشمس، وأن يملك ما يكفي من الكتلة لكي يتحمل التوازن الهيدروستاتيكي أي يكون دائري الشكل تقريبًا، واخيرًا أن يكون مداره فارغًا من أي أجسام.

نبذة عن شكل بلوتو

كشفت عمليات الرصد لسطح بلوتو أنه يتضمن جبال يصل ارتفاعها إلى 11000 قدم، كما أن أغلبه مغطي بجليد الميثان والنيتروين، ونظرًا لأن هذه المواد ليست قوية لدعم الجبال الموجودة عليه، فإن العلماء يعتقدون أن الجبال قد تشكلت على طبقة صخرية من جليد الماء.

يمتلك كوكب بلوتو القزم تضاريس جليدية تظهر وكأنها جلد ثعبان، كما أنه يتضمن منطقة كبيرة تظهر على هيئة قلب معروفة بشكل غير رسمي باسم “تومبو ريجيو”، وعلى يسار تلك المنطقة يوجد مكان على هيئة شكل مخروطي كالآيس كريم مغطي بثلج أول أكسيد الكربون.

يُعد سطح بلوتو من أبرد الأماكن الموجودة بالنظام الشمسي، حيث تصل درجة حرارته إلى سالب 387 درجة فهرنهايت، وتشير الصور التي تم التقاطها لبلوتو أنه أصبح أكبر حجمًا عما كان يبدو عليه من قبل، وغالبًا فقد حدث هذا الأمر بفعل التغيرات الموسمية.

إذا قارنا بلوتو بالكواكب، سنجد أن قطر بلوتو يبلغ نصف قطر كوكب عطارد، أما حجمه فهو يقدّر بحوالي ثلثي حجم قمر الأرض فقط، وإذا رأيناه بجانب الكواكب الخارجية العمالقة مثل كوكب المشتري وزحل وأورانوس ونبتون، فإن حجمه سيكون صغير جدًا.

هل يوجد أقمار لدى بلوتو؟

يوجد لدى بلوتو خمسة أقمار وهم: شارون (وهو الأقرب إلى بلوتو) ، وستيكس ، ونيكس ، وكيربيروس ، وهيدرا (وهو الأبعد عن بلوتو). من المُعتقد أن أقمار بلوتو قد تكونت بسبب تصادم حدث بين بلوتو وجسم مماثل له في الحجم خلال فترة مبكرة من تاريخ النظام الشمسي.

تم اكتشاف القمر “شارون” عام 1978 ويبلغ حجمه تقريبًا نصف حجم بلوتو، فهو كبير جدًا، وهذا ما جعل العلماء في بعض الأحيان يطلقون عليه هو وبلوتو مسمى الكوكب المزدوج. وبالنسبة لنيكس وهيدرا فقد تم اكتشافهما عام 2005 بواسطة تلسكوب هابل الفضائي لدراسة نظام بلوتو.

في عام 2011 تم اكشاف قمر “كيربيروس” الواقع بين مداري نيكس وهيدرا، واخيرًا في عام 2012 تم اكتشاف قمر “نيكس” بواسطة فريق من العلماء الذين كانوا يبحثون عن المخاطر المحتملة على مركبة الفضاء ” نيو هورايزنز” في يوليو 2015.

تاريخ بلوتو

من هو مكتشف بلوتو؟

تم اكتشاف بلوتو في 18 فبراير عام 1930 بواسطة عالم الفلك “كلايد دبليو تومبو”، وقد حدث هذا الاكتشاف العظيم في مرصد لويد الذي يقع في أريزونا، وساهم في الاكتشاف “ويليام هنري بيكرينغ”، وتمثّل تلك الفترة في التاريخ أحد أبرز الفترات التي شهدت على اكتشاف عدد كبير من الكواكب.

كانت بداية رحلة البحث عن بلوتو في عام 1906 حينما أنشأ ثري من بوسطن يُدعى “بيرسيفال لويل” مرصد لويل في ولاية أريزونا، وبدأ في البحث عن كوكب تاسع محتمل للمجموعة الشمسية والذي أسماه “كوكب X”، إلا أنه مع الأسف لم يتمكن من العثور على أي شئ حتى وفاته عام 1916.

لم يحدث استئناف للبحث عن الكوكب x حتى حلول عام 1929، ففي هذا الوقت استلم كلايد تومبو وظيفته في تصوير السماء ليلاً بشكل منهجي على هيئة أزواج من الصور، ثم إجراء فحص لكل زوج ومعرفة ما إذا حدثت أي حركة لكائن في الصور، وبالفعل قام تومبو بهذا الأمر.

في 18 فبراير 1930 استطاع تومبو أن يكتشف تحرك محتمل لأحد الاجسام التي التقطتها الصور الفوتوغرافية في 23 يناير و 29 يناير من هذا العام، وبالفعل قام المرصد بالحصول على المزيد من الصور التي أكدت لهم هذا الأمر، وتوصّلوا إلى اكتشاف جسم جديد وتم إرسال أخبار الاكتشاف في 13 مارس 1930.

كيف نال هذا الاسم؟

ترجع تسمية بلوتو بهذا الاسم إلى تلميذة إنجليزية تدعى “فينيشو بيرني” لا يتدعى عمرها الإحدى عشر عام. كانت فينيشو محبة للأساطير الكلاسيكية وعلم الفلك، وقد وجدت في اسم إله العالم السفلي بالأساطير اليونانية “بلوتو” اسمًا ملائمًا لهذا الجسم الذي يتسم بالظلمة والبرودة، وقامت باقتراح هذا الاسم في محادثة مع جدها “فالكونر مادان أمين” مكتبة سابق في مكتبة بودليان بجامعة أكسفورد.

قام مادان بإيصال اقتراحها إلى البروفيسور هربرت تورنر، والذي بدوره قام بإرساله إلى مجموعة من زملائه الموجودين في الولايات المتحدة الأمريكية، وبالفعل تمت الموافقة على هذا الاسم، وصار الجسم الجديد معروفًا باسم بلوتو بشكل رسمي في 24 مارس عام 1930، ونالت فينيشو في 1 مايو مكافأة تقدر بخمسة جنيهات إسترلينية.

استكشاف بلوتو

تُعد مهمة “نيو هورايزونز” الخاصة بوكالة ناسا هي أول مسبار يقوم بعمل دراسة لبلوتو وأقماره، بالإضافة إلى عوالم أخرى موجودة في حزام كايبر، وقد أُطلقت في يناير 2006، واستطاعت بالفعل أن تصل إلى أقرب مكان من بلوتو في 14 يوليو عام 2015.

لم يكن العلماء في البداية على دراية بعدد الأقمار التي تدور حول بلوتو، وكانوا يظنون أنهم ثلاثة أقمار فقط، وقد أثار اكتشاف القمرين كيربيروس وستيكس خلال رحلة المركبة الفضائية فضولاً نحو معرفة ما إذا كان هناك أقمار أخرى تدور حول الكوكب القزم بلوتو غير الأقمار المرئية من الأرض.

كان هذا الفضول يمثل خطر كبير، حيث يمكن أن تتسبب الاصطدامات بأقمار غير مرئية أو بمجرد أجزاء بسيطة من الحطام إلى إحداث أخطار جسيمة بالمركبة الفضائية، ولكن لحسن الحظ فإن فريق نيو هورايزونز استطاع أن يجهز مسبار فضائي بأدوات كاملة توفر الحماية المثالية أثناء الرحلة.

في أكتوبر 2021 أدهشت نيو هورايزونز العالم كله حينما كشفت عن أول صور تم التقاطها للكوكب القزم بلوتو وأقماره عن قرب، ويمكن القول بأنها دخلت التاريخ بهذا الأمر.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك