الحرب الرقمية | هل تعرض لعنة وا-وي دول الخليج لانتقام أمريكي؟ | س/ج في دقائق

الحرب الرقمية | هل تعرض لعنة وا-وي دول الخليج لانتقام أمريكي؟ | س/ج في دقائق

10 Sep 2020
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

وتيرة الحرب الرقمية تتصاعد بين الولايات المتحدة والصين. وا-وي (أو هواوي كما يطلق عليها) في قلب تلك الحرب.

دول الخليج بنت شراكات بالفعل مع الشركة الصينية لبناء شبكات الجيل الخامس (5G) على أراضيها. الآن، تضغط واشنطن على حلفائها لإنهاء أية شراكات من هذا النوع

فماذا ستفعل دول الخليج؟

وهل تؤثر عليها هذه الحرب الرقمية؟

وكيف ستأقلم علاقتها مع الصين والولايات المتحدة مع مصالحها وتطلعاتها؟

س/ج في دقائق


لماذا احتاجت دول الخليج إلى الدخول في شراكات من أجل تكنولوجيا اتصالات الجيل الخامس؟

استندت دول الخليج عمومًا على شراكات مع وا-وي الصينية لتدشين شبكات الجيل الخامس: السعودية التي تعتبر التحول إلى مركز رقمي إقليمي حجر الزاوية في مبادرة رؤية السعودية 2030 – الإمارات التي تسعى لترسيخ مكانة دبي كمدينة عالمية وتحضر لإكسبو 2020، وقطر، التي تحاول رقمنة مونديال 2020.

اهتمت دول الخليج – خاصة البحرين / الإمارات / السعودية / قطر – بالرقمنة بشكل متزايد منذ 2010، خصوصًا فيما يتعلق بالخدمات الحكومية ونشر الإنترنت وتدفقات البيانات واستخدام الهواتف الذكية. ووجهت الاقتصادات الخليجية استثمارات ضخمة لتأسيس بنيتها التحتية الرقمية باستخدام الثروة المتراكمة من صادرات النفط، بينما توسع المنطقة حضورها العالمي ،وتستعد لفرص رفيعة المستوى لإبراز نفوذها، بما في ذلك رئاسة السعودية لمجموعة العشرين في 2020، وتنظيم الإمارات لمعرض دبي إكسبو 2020.

ومنذ 2015، تخطط الإمارات لنشر شبكة الجيل الخامس 5G لترسيخ مكانة دبي كمدينة عالمية والتحضير لمعرض دبي إكسبو  2020. لتحقيق هذه الأهداف، احتاجت الإمارات إلى شريك يمكنه توفير البنية التحتية اللازمة للجيل الخامس على نطاق واسع.

المشغلان الرئيسيان لشبكات الهاتف الجوال في الإمارات – دو واتصالات – أقامتا شراكات مع وا- وي بهذا الصدد، وفي أكتوبر 2019، أكملت اتصالات بنجاح أول مكالمة مستقلة من الجيل الخامس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

في نفس الشهر، دخلت شركة زين السعودية في شراكة مع وا-وي لتقديم المرحلة الأولى من شبكة 5G، والتي غطت 20 مدينة في المملكة، مع 2,000 برج زودت السعودية بأكبر شبكة 5G في المنطقة.

قطر كذلك تسعى ليصبح كأس العالم لكرة القدم 2022 تاريخيًا، بأن تكون أول بطولة بهذا الحجم تعتمد على الجيل الخامس أيضًا. ولإطلاق شبكة 5G على نطاق واسع، دخلت شركتا الهاتف الرئيسيتان في قطر، فودافون وأوريدو، في شراكة مع مزودي معدات 5G الثلاثة: وا- وي وإريكسون ونوكيا.

ومنذ 2019، نشرت فودافون وأوريدو شبكات 5G في الدوحة. تمتلك أوريدو وحدها أكثر من 1200 موقع 5G في جميع أنحاء الدوحة.

كيف تورطت هواوي في صراع السياسة والتجسس؟ | س/ج في دقائق


هل يصل صراع وا-وي إلى دول الخليج؟

ضمن التصعيد بين الصين والولايات المتحدة، تشن واشنطن حملة مكثفة على شركة وا-وي الصينية التي تعتبرها خطرًا أمنيًا على أمريكا وحلفائها.

الضغوط الأمريكية دفعت بريطانيا لحظر معدات وا-وي على أراضيها. والأمور غير واضحة حول احتمالات امتداد التأثير على فروع فودافون خارج الاتحاد الأوروبي. الآن، يتصاعد الضغط على حلفاء الولايات المتحدة حول العالم، وربما يصل الخليج قريبًا.

منذ 2018، ركزت الحملة الأمريكية ضد وا-وي في المقام الأول على الاتحاد الأوروبي، لكن واشنطن ترسل الآن رسائل عاجلة ومهددة بشكل متزايد إلى حلفائها في كل مكان.

حتى الآن، لم يطرح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مسألة وا-وي مع شركاء واشنطن في دول الخليج. لكن سفيرة الولايات المتحدة في الكويت ألينا رومانوفسكي تحدثت في يوليو 2019 حول “مخاوفها” من اندماج وا-وي في شبكات الجيل الخامس في الخليج، متهمة وا-وي بالعمل مع المخابرات الصينية، مما يعرض البيانات والخصوصية للخطر.

في اليوم التالي، رفضت السفارة الصينية مزاعم السفيرة، واتهمت الولايات المتحدة بالخوف من تفوق وا-وي في تقنية 5G وارتكابها سرقة البيانات عبر “برامج التجسس الإلكترونية مع PRISMs” – في إشارة إلى برنامج مراقبة وكالة الأمن القومي الذي تم  الكشف عنه في 2013.

هل “هواوي” جاسوس على الدول أم ضحية الحرب التجارية بين أمريكا والصين؟ فيديو دقائق



لماذا الحرب الرقمية خطر على تطلعات الخليج الرقمية؟

كانت دول مجلس التعاون الخليجي تأمل في الحفاظ على مسافة من الحرب الباردة الرقمية. لكن الأمر يزاداد صعوبة مع تكثيف الولايات المتحدة حملتها المضادة على وا-وي من خلال تقديم مبادرة الشبكة النظيفة (CNI). ودعمها لقرار إسرائيل استبعاد وا-وي من شبكة 5G الخاصة بها.

ينذر هذا التصعيد الأخير ضد وا-وي في إسرائيل بزيادة الضغط الذي تتوقع دول مجلس التعاون الخليجي مواجهته قريبًا أيضًا.

في وسط هذه الأزمة، سيكون أمام دول الخليج إما إعطاء الأولوية لشراكتهم الأمنية والسياسية والاقتصادية مع الولايات المتحدة، الضامن الرئيسي لأمن الخليج أمام إيران. أو إعطاء الأولوية لاعتمادهم الاقتصادي على تصدير النفط الخام إلى الصين، والذي سيكون حاسمًا لانتعاش الخليج بعد الوباء.

هناك تزايد في دعم الحزبين الأمريكيين لسياسات قوية تجاه الصين. وهذا يعني أنه بغض النظر عمن سيفوز بالبيت الأبيض، فإن دول مجلس التعاون الخليجي ستتعرض للضغط عاجلًا أم آجلًا من قبل واشنطن لاختيار جانب في الحرب الباردة الرقمية.

قد تحتاج دول الخليج إلى التكيف مع الضغوط المتزايدة من واشنطن إذا فاز جو بايدن في انتخابات نوفمبر وقرر أن قادة الخليج يجب أن يخضعوا لمعايير مختلفة عن تلك التي كانت في عهد ترامب.

يقول معهد الشرق الأوسط إنه إذا اختارت دول مجلس التعاون الخليجي الحفاظ على علاقتها مع وا-وي فستكون علامة واضحة على تقلص نفوذ الولايات المتحدة على حلفائها. ومع ذلك، إذا اتخذت دول الخليج هذا الخيار، فعليها أيضًا أن تكون مستعدة لمواجهة رد الفعل.

تيك توك – الأويغور – بحر الصين الجنوبي.. 14 قضية تهدد بصدام أمريكي صيني | قوائم في دقائق


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك