لهذا السبب طالب وكلاء إيران طهران بضرب الولايات المتحدة بأقصى قدر ممكن للانتقام، وقد خرج حزب الله اللبناني ونظيره العراقي ليهددوا أمريكا بعد مقتله.
لكن التناقض بين الرد الإيراني الضعيف والخطاب العدائي المستمر من جانب وكلائها يشير إلى مشكلة ضخمة محتملة في المستقبل القريب. تواجه الآن إيران رد فعل عنيفا في العراق ولبنان وفي الداخل. لدى الكثير من هؤلاء الحلفاء وجهات نظرهم الخاصة في مقتل سليماني، ويختلف مدى رضاهم عن الانتقام الإيراني، فحزب الله اللبناني ما زال يهدد والحشد الشعبي العراقي رفع شعار “لقد انتقمت إيران لمقتل سليماني، فيجب أن ينتقم الحشد لقتل المهندس”.
دينا اسفندياري، الخبيرة في شؤون إيران في مؤسسة سينشري فاونديشن، ترى أنه بغض النظر عن كيفية حساب إيران في استراتيجيتها العسكرية، لا يمكن دائمًا الاعتماد على تواصل الوكلاء مع بلدهم الراعي.
اسفندياري تؤكد أن إيران ستخسر بسبب وكلائها؛ نظرًا لأنها رسمت نفسها كيانًا يسيطر تمامًا على هؤلاء الوكلاء، فسوف تتحمل المسؤولية الكاملة عما يفعلونه. لكن من المهم أن ندرك أن هؤلاء الوكلاء لا يستجيبون دائمًا بشكل مباشر للإيرانيين.
فورين بوليسي ترى أنه كان لزامًا على طهران أن تهدئ الوكلاء الإقليميين لها بأنها ستضربها وتحاول الانتقام من قتلة سليماني، فضلاً عن إرسال رسالة إلى واشنطن مفادها أن لها أسنانا، لكن دون إثارة حرب أوسع.
لقد فهم بعض وكلاء إيران الضربة المحدودة بهذه الطريقة. ورأى آخرون أن الضربة لم تكن في حد ذاتها كافية لتعويض فقد سليماني، مما يشير إلى أن المزيد من عمليات الانتقام بالوكالة قد تأتي في المستقبل غير البعيد.
خريطة بريجنت.. كيف تقتلع الولايات المتحدة أنياب إيران دون صدام مباشر؟ | إنفوجرافيك في دقائق