#نتفرج_بعدها_نحكم؟ 10 أفلام شهيرة قررت فيها هوليوود العكس | حاتم منصور

#نتفرج_بعدها_نحكم؟ 10 أفلام شهيرة قررت فيها هوليوود العكس | حاتم منصور

8 Apr 2021
حاتم منصور
سينما عالمية
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

الجدل لا يزال مستمرًا بخصوص مسلسل الملك الذي يدور حول أحمس ملك مصر القديمة، والذي أثار الكثير من الرفض على السوشال ميديا بمجرد عرض إعلانه، بسبب الملاحظات عن مستوى الدقة التاريخية في اختيار ممثل دور أحمس (عمرو يوسف) وطريقة تنفيذ الملابس والديكورات.

المُعلن حاليًا أن مسلسل الملك لن يُعرض في موسم رمضان، وأن لجنة خبراء ومؤرخين ستعيد تقييمه لتقرير مصيره، وتحديد ما إذا كان من الممكن استكماله بعد إصلاح الأخطاء، أو إلغاء المشروع بالكامل.

إلى أي مدى يجب الالتزام بالدقة التاريخية في الأفلام والمسلسلات؟ | حاتم منصور

بالمقابل دعم عشرات العاملين في الوسط الفني مسلسل الملك ورفضوا وقف عرضه عبر هاشتاج #نتفرج_بعدها_نحكم. وبالطبع تعرض هؤلاء لحملات ادانة ورفض.

شخصيًا، أنتمي لفئة غير مؤيدة بالكامل لقرار وقف العرض، وغير متصالحة في نفس الوقت مع منهج صناعة المسلسلات السائد الذي يميل للاستسهال، لكن الجدل على أي حال فتح الباب لنقاش أكبر بخصوص القضية.

هل الخضوع لأصوات الجمهور الرافض خطأ في هذه الحالات والصواب عرض العمل بنفس الشكل الذي اختاره صناعه منذ البداية؟ أم أن إعادة تقييم الوضع إجراء لا يخلو من حكمة؟

قد تكون الأزمة الأساسية هنا أننا لا نجيد عامة علم/ فن اسمه “إدارة الأزمات”، وهو ما لا ينقص هوليوود بالتأكيد. من ناحية لأنها انعكاس لمجتمع غربي غير منفصل عن هذا العلم. ومن الأخرى لأنها سينما جماهيرية، كانت ولا تزال تحدد بوصلتها بناء على تفضيلات المتفرجين، قبل أي معطيات أخرى.

ما سر رداءة مسلسلات رمضان ولماذا ستظل كذلك؟ | حاتم منصور

ما لا يعرفه الغالبية ربما أن أغلب أفلام هوليوود تُُعرض أولًا على عينة بسيطة من الجمهور، لاستطلاع رأيهم في إجراء يسمى العرض التجريبي Test Screening.

أراء هذه العينة قد تدفع صناع الفيلم لتعديله، بغرض تفادي العيوب التي انتقدها كثيرون، أو التركيز أكثر وأكثر على نقاط القوة التي راقت للغالبية، ليصبح لدينا في النهاية النسخة التي ستطرح في دور العرض.

وبالطبع فصناع العمل ومنتجوه هم أول جمهور يشاهد الفيلم، أو ما تم تنفيذه وتصويره منه. وفي أحيان كثيرة يقرر هؤلاء إجراء تعديلات قبل مرحلة العرض التجريبي.

ما الذي تفعله هوليوود إذن أحيانًا في حالة ظهور اعتراضات أو مشكلات؟ وما حدود التعديلات؟

اخترت لكم 10 أفلام شهيرة وحديثة نسبيًا للإجابة، مع ملاحظة أن ترتيب القائمة هنا طبقًا لتاريخ العرض.


1- E.T. the Extra-Terrestrial
إي.تي. – 1982

الفيلم الكلاسيكي الشهير الذي أخرجه سبيلبرج، عن صداقة تنشأ بين طفل وكائن فضائي لطيف يصل للأرض بالخطأ، مشهور الآن باعتباره واحدًا من أمتع أفلام الأطفال، وضمن أنجح الأفلام تجاريًا في التاريخ.

أنجح 10 أفلام في تاريخ هوليوود | حاتم منصور

لكن النسخة الأولى كانت بنهاية مختلفة ومؤلمة. نهاية لا نعرف فيها بشكل مؤكد هل سينجو الكائن الفضائي إي تي، ويصل إلى كوكبه سالمًا أم أن إصاباته وآلامه ستقضي عليه خلال الرحلة، بعد أن فات أوان الانقاذ؟

الأطفال – والكبار أيضًا – بكوا في العرض التجريبي، واعتبروا النهاية قاسية جدًا. الكل أراد نجاة مؤكدة لهذا الفضائي اللطيف، وهو ما خضع له سبيلبرج باقتناع وجعله يحذف أي مشاهد ومؤشرات لاحتمالية وفاة إي تي في المونتاج، لتظهر النهاية التي نعرفها: إي تي ينجو بشكل مؤكد، وسنبكي لأنه سيفارق كوكبنا فقط.

قصة المونتاج.. الفن الذي ميّز السينما عن بقية الوسائط | أمجد جمال

كشخص ناضج حاليًا، يمكنني ربما أن أتحمل ببعض الدموع، احتمالية أن إي تي لن ينجو. لكن كطفل شاهد الفيلم كملايين الأطفال الآخرين، كانت هذه الاحتمالية والنهاية ستصبح قاسية لدرجة لا تُحتمل.

يمكننا أن نشكر سبيلبرج على قلبه الطيب الذي انحاز لنهاية أقل قسوة. ويمكنه بالتأكيد أن يشكر الجمهور الأمريكي على التعديل، وعلى أكثر من 400 مليون دولار، اختطفها لاحقًا من جيوبهم مع صديقه الفضائي في شباك التذاكر!


2- Back to the Future
العودة للمستقبل – 1985

الممثل الشاب مايكل جي فوكس، كان الاختيار الأول للمخرج روبرت زيمكس والمنتج ستيفن سبيلبرج لبطولة هذا الفيلم الكوميدي الخيالي، المتعلق بالسفر عبر الزمن. لكن ارتباطه وقتها بتصوير مسلسل روابط عائلية Family Ties جعل استبعاده حتميًا.

البديل كان إريك ستولتز وقام بالتصوير لمدة تجاوزت 3 أسابيع، قبل أن يقرر زيمكس وسبيلبرج أن استمراره خطأ، ويعلنان ذلك في تصريح مضمونه: إريك ستولتز ممثل أكثر من رائع لكننا نعتقد أن الدور يحتاج لطابع مختلف.

10 اختيارات تمثيلية رفضها الجمهور ثم أثبتت صحتها | حاتم منصور

التصريح دبلوماسي ومهذب بالطبع. بصياغة أقل دبلوماسية سيكون: لقد حاولنا لكن إريك ستولتز لا يملك الطابع الفكاهي الضروري الذي تحتاجه الشخصية!

تأجل تصوير الفيلم ليصبح بإمكان مايكل جي فوكس القيام بالدور، بعد إنهاء التزاماته بخصوص مسلسله. وعادت الكاميرات لتصور كل المشاهد التي صورها إريك ستولتز سابقًا.

لقطات صورها إريك ستولتز (الصف العلوي) مقارنة بنفس اللقطات مع مايكل جي فوكس

تكلفة التأجيل وإعادة تصوير مشاهد ستولتز، أضافت 4 ملايين دولار لميزانية الفيلم، وهو مبلغ ضخم بمعايير منتصف الثمانينيات. لكنه متواضع إذا وضعنا في الاعتبار النتيجة النهائية.

العودة للمستقبل كان أنجح أفلام 1985 في السوق الأمريكي، بإيرادات تجاوزت 210 مليون دولار، من أصل 19 مليون دولار كتكلفة إنتاج. ونقطة الانطلاق أيضًا لجزئين تاليين ناجحين (1989 – 1990).

أضاف مايكل جي فوكس حيوية وخفة ظل للدور، لم نرها أبدًا في أي دور قام به إريك ستولتز. وأصبح من أهم أسباب نجاح العودة للمستقبل، وصموده حتى اليوم كواحد من أمتع أفلام المغامرات.

باختصار يمكن تصنيف التعديل، كقرار آخر موفق جدًا من سبيلبرج، وتصحيح ضروري لمسار خطأ.


3- Predator
مفترس – 1987

بذرة هذا الفيلم ظهرت بفضل نكتة انتشرت منتصف الثمانينيات، وهى أن سلفستر ستالون بعد 4 أفلام من سلسلة روكي، استنزف كل الأفكار والخصوم، ولم يعد ينقصه إلا أن يلاكم كائنًا فضائيًا بالمرة!

العظماء السبعة: نجوم لا يجوز استبدالهم في هوليوود

النكتة راقت جدًا للأخوين جيم وجون توماس، وقررا تحويلها لسيناريو عن كائن فضائي مفترس يزور الأرض أحيانًا للتسلية بصيد البشر، ويصطدم هذه المرة بخصم بشري عنيد على طريقة روكي، وسط الغابات.

نجم الحركة آرنولد شوارزينجر كان الاختيار المنطقي للمنتجين، باعتباره المنافس الأساسي لستالون وقتها، وبدأت التحضيرات لصياغة وحش فضائي شرس كخصم.

شوارزينجر في Predator

فريق الماكياج وصناعة المؤثرات، استقر على صياغة هذا الوحش ككائن يمزج شكلًا بين الزواحف والحشرات، مع رقبة طويلة ورأس أقرب للكلب. ووقع الاختيار على فان دام (الممثل المجهول وقتها وخبير الرياضات العنيفة) لارتداء بذلة الوحش، وتقديم بعض الأكروبات الرياضية في مشاهد المطاردات والقتال.

5 أسباب جعلت “جون ويك” علامة في تاريخ الأكشن | حاتم منصور

لكن كل ما سبق فشل تنفيذه أمام الكاميرات. تصميم الوحش والبذلة جسمانيًا كان يحجب الرؤية عن فان دام، ويعيق أي احتمالات للجري والقفز. ومع طبيعة الأرض الصعبة في مواقع التصوير (غابات وأحراش) ازدادت هذه المهمة استحالة. كل النتائج كانت أقرب لكوميديا منها لوحش سريع وعنيف ومرعب.

فان دام داخل بذلة الوحش + رسومات للتصميم

الأزمة تضاعفت بسبب الجسم الضئيل لفان دام، مقارنة بشوارزينجر وباقي الشخصيات. القاعدة تقول (جسم أقل = شخص أضعف وأقل خطورة). هكذا كانت الأمور عادة في أكشن الثمانينيات، وزمن الثيران البشرية الجميل!

انتهى تصوير أغلب المشاهد الأخرى التي لا يظهر فيها الوحش، وأصبح لدى شوازينجر والمنتجين ورطة كبرى، وفيلم ينقصه تحديدًا أهم شيء يحتاجه، وهو الوحش المفترس الذي يحمل اسمه!

شوارزينجر في لقطة تلخص أكشن الثمانينيات الذكوري!

المشاهد الخاصة بالوحش كانت مأساة، لكن الأجزاء الأخرى راقت جدًا للمديرين في شركة فوكس، وأقنعتهم أن بين أيديهم رغم كل شيء فيلم جيد، يستحق زيادة الميزانية لحل المشكلة.

اقترح شوارزينجر الاستعانة بخبير الماكياج والخدع ستان وينستون الذي عمل معه سابقًا في فيلمه المبيد Terminator لتصميم وتنفيذ الوحش. وطلب الأخير مليون ونصف للمهمة، وهو ما وافق عليه المنتجون على مضض بعد ضغوط من شوارزينجر.

تصميمات الوحش كما رسمها ستان وينستون

ستان وينستون في كواليس التصوير (أسفل الصورة)

التعديل كان في محله رغم التكلفة، بعد أن تجاهل ستان وينستون كل ما قدمه فريق الخدع والماكياج الأول مع فان دام، وصنع وحشًا مهيبًا لم ينقذ الفيلم فقط، لكن يظل حتى اليوم وحشي المفضل في تاريخ السينما من حيث التصميم.

جسد عملاق بفضل ممثل ضخم. ترسانة أسلحة مبتكرة. شكل وجه مرعب ومثير. فك أكثر رعبًا بفضل المفصليات السفلية. وقائمة تفاصيل مبهرة أخرى لا تنتهي، وتدفعنا للتساؤل: هل ترك ستان وينستون أي شيء لمن بعده في لعبة تصميم وصناعة الوحوش؟!

الراحل “كيفن بيتر هال” بطوله البالغ 2.2 متر داخل بذلة الوحش

كل ما سبق ازداد فاعلية بفضل عين جون ماكتيرنان الدقيقة كمخرج في توظيف هذه التفاصيل، وتسلسل السرد الذي يجعلنا نكتشف قدرات ومهارات هذا الوحش الغامض تدريجيًا، بدلًا من حرقها كلها مبكرًا.


نجح الفيلم تجاريًا، وأشاد الكل بمشاهد الوحش. وحصد ستان وينستون وفريقه على ترشيح للأوسكار كأفضل مؤثرات بصرية. وتحول المفترس لسلسلة وشخصية سينمائية شهيرة، لكن للأسف لم ترق أبدًا باقي أفلامها لنفس مستوى الفيلم الأول.


4- Pretty Woman
امرأة جميلة – 1990

يشتهر هذا الفيلم باعتباره نقطة انطلاق جوليا روبرتس، والنموذج الذي استنسخته أفلام عديدة أخرى تندرج تحت نوعية الكوميديا الرومانسية، طوال التسعينيات.

10 سنوات على توم وسمر.. من الظالم والمظلوم؟ | أمجد جمال | دقائق.نت

لكن البذرة الأصلية كانت مختلفة، وحمل الفيلم وقتها عنوان 3000 وهو المبلغ الذي يدفعه البطل، نظير خدمات البطلة العاهرة طوال أسبوع.

نسخة السيناريو الأول كانت بطابع سوداوي إلى حد ما. والقصة تضمنت جوانب مثل كون البطلة مدمنة كوكايين وعدوانية. بالإضافة لمقاطع عن نساء أخريات غيرها تعملن في الدعارة. هذه النسخة تم تخفيفها نسبيًا في السيناريو الذي تم اعتماده للتصوير، لكن ليس بدرجة كاملة.

ريتشارد جير وجوليا روبرتس في Pretty Woman

بعد اختيار البطلين (ريتشارد جير – جوليا روبرتس) وبدء التصوير، لاحظ المنتجون والمخرج جاري مارشال أن التوافق والكيمياء بينهما أعلى ما يمكن، وأن الأمور يجدر بها أن تسير في اتجاه أكثر لطفًا ومرحًا. وبدأ العمل على تعديلات كثيرة في السيناريو، ليصبح الفيلم أكثر مرحًا.

النتيجة النهائية بعد هذه التعديلات، كانت إجماليا عالميا تجاوز 463 مليون دولار، لفيلم لم تتخط تكلفته 15 مليونًا. ومولد نجمة شباك اسمها جوليا روبرتس.

لقراءة الصفحة الثانية – الأفلام من 5 – 10:
اضغط هنا

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك