كان ثوران بركان تامبورا، في 10 أبريل 1815، في جزيرة سومباوا، الواقعة فيما يُعرف الآن بإندونيسيا، أقوى 100 مرة من انفجار جبل سانت هيلينز 1980، وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.
استمر الثوران سبعة أيام متصلة. وأطلق البركان من الرماد والخفاف ما يكفي لتغطية مساحة 100 ميل مربعة من كل جانب، إلى عمق 12 قدمًا تقريبًا، وفقًا لكتاب كلينغامان ووالده ويليام كلينغامان "عام بلا صيف".
بحسب الكتاب، يصنف هذا الثوران البركاني باعتباره الأكثر دموية في تاريخ البشرية، حيث بلغ عدد القتلى ما لا يقل عن 71,000 شخص.. 12,000 منهم مباشرة بسبب الثوران، وفقًا لمجلة التقدم في الجغرافيا الفيزيائية .
لكن تأثير البركان لم يتوقف عند مجرد إطلاق سحب من الرماد، والتي يمكن أن تبرد المنطقة لبضعة أيام وتعطل سفر شركات الطيران (لو كان في وقتنا الحالي)، الأخطر كان قذف ثاني أكسيد الكبريت.
إذا كان ثوران البراكين قويًا بدرجة كافية، فإنه يطلق ثاني أكسيد الكبريت عاليًا في الستراتوسفير، على بعد أكثر من 10 أميال فوق سطح الأرض.
هناك، يتفاعل ثاني أكسيد الكبريت مع بخار الماء لتكوين رذاذ الكبريتات.
ونظرًا لأن هذا الهباء الجوي يوجد فوق ارتفاع سحب المطر، فإنه لا ينزل لأسفل. بدلًا من ذلك، يظل باقيًا، ويعكس ضوء الشمس ويؤدي إلى تبريد سطح الأرض، وهو ما تسبب في حدوث تأثيرات الطقس والمناخ لثوران تامبورا بعد أكثر من عام.
بسبب هذا التأثير، تساقطت ثلوج كثيفة في شمال نيو إنجلاند يومي 7 و8 يونيو، وصلت إلى قياس من 18 إلى 20 بوصة.
في فيلادلفيا، كان الجليد سيئًا للغاية، حيث قتل كل عشب أخضر، وأصيبت الخضروات من كل نوع بالتلف،
جمعية نيو إنجلاند التأريخية قالت إن طيورًا مجمدة سقطت ميتة في شوارع مونتريال، ونفقت الحملان في فيرمونت.
في 4 يوليو، كتب أحد المراقبين أن العديد من الرجال كانوا يرتدون معاطف ثقيلة في منتصف النهار، وتسبب الصقيع في ولاية مين في ذلك الشهر في تلف الفاصوليا والخيار والقرع، وفقًا لعالم الأرصاد الجوية كيث هايدورن.
وكانت البحيرات والأنهار مغطاة بالجليد في أقصى الجنوب حتى ولاية بنسلفانيا.
مع بداية شهر أغسطس، تسبب الصقيع الأكثر حدة في إتلاف المحاصيل في نيو إنجلاند، وقالت جمعية نيو إنجلاند التأريخية إن الناس أكلوا حيوانات الراكون والحمام.
أوروبا عانت أيضًا بشكل كبير، حيث أدى الصيف البارد والممطر إلى مجاعة وأعمال شغب بسبب الغذاء، وتحول سكان المجتمعات المستقرة إلى متسولين متجولين، وتزامن ذلك مع واحدة من أسوأ موجات التيفود في التاريخ.
نيكولاس كلينغامان، عالم الأرصاد الجوية بجامعة ريدينغ في بريطانيا، يقول إن أفضل تقدير للعلماء هو أن متوسط درجة الحرارة العالمية برد بمقدار درجتين تقريبًا في عام 1816، وقيل إنها وصلت لـ 3 درجات.
يقول كلينغامان إن الانفجارات البركانية بمقياس تامبورا تحدث مرة كل ألف عام في المتوسط، لكن الأحداث الأصغر يمكن أن تؤثر بشكل كبير على المناخ.
تسبب ثوران بركان كراكاتوا في 1883 في إندونيسيا في حدوث تبريد عالمي لخمس سنوات تقريبًا، على الرغم من أنه قذف مواد أقل في الغلاف الجوي من تامبورا.
بالمثل، تسبب بيناتوبو في عام 1991 في الفلبين في انخفاض درجات الحرارة العالمية بنحو درجة واحدة.
يقول مايك ميلز، كيميائي الغلاف الجوي في المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي في بولدر: "يمكن لأي من تلك البراكين الأخرى أن تثور مرة أخرى، ربما على نمط تامبورا أو أكبر".
ويقول كلينغامان، إنه لا يمكننا أن نتوقع بدقة متى سينفجر البركان، أو مدى قوته، إلى أن يقترب الانفجار منا.
دراسة تأثير البراكين على المناخ حديثة نسبيًا، فلم يؤكد العلماء العلاقة بين الانفجارات البركانية والبرودة العالمية حتى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، كما قال كلينغامان.
لكن ميلز يؤكد أن مجالًا جديدًا من الأبحاث يتعمق في كيفية تفاعل الانفجارات البركانية مع ظاهرة الاحتباس الحراري.
يضيف أن تحقيقه الخاص وجد أن دور ثوران البركان في تغير المناخ العالمي يمكن أن يساعد في تفسير سبب تباطؤ ظاهرة الاحتباس الحراري مؤقتًا في وقت مبكر من هذا القرن عندما زاد النشاط البركاني.
والآن، مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى مستويات قياسية، يمكن أن يوقف انفجار هائل اليوم تغير المناخ. لكن التأثير سيكون مؤقتًا، حيث سيبدأ الاحترار من حيث توقف بمجرد استقرار كل غبار الستراتوسفير، وهي عملية قد تستغرق بضع سنوات أو حتى عقدا من الزمان.