حبس داعية إسلامي تركي 1,075 سنة بتهم جنسية
حكمت محكمة تركية على الناشط التلفزيوني الإسلامي عدنان أوكطار بالسجن 1,075…
Posted by دقائق on Tuesday, January 12, 2021
ولد عدنان أوكطار في أنقرة 1956. تلقى تعليمه فيها حتى المرحلة الثانوية، حيث اهتم بدراسة أفكار العالم الصوفي الكردي بديع الزمان سعيد النورسي، مما أثر في شخصيته.
في 1979، انتقل إلى إسطنبول حيث التحق بجامعة معمار سنان للفنون الجميلة.
كان دائم الارتياد لأحد مساجد إسطنبول حتى وصفه زملائه بـ “المتعصب السني”.
يقول زميله في هذه المرحلة، إديب يوكسيل، إن عدنان أوكطار- الذي اعتقد أنه المهدي المنتظر – ترك الدراسة، وعاش مع والدته في شقة في حي متوسط في إسطنبول، وبدأ يجهز لـ “خطته التنويرية” والتي تعتمد بشكل كبير على تطويع أفكار سعيد النورسي بما يلائم العصر، وبدأ في خلط الخطاب الصوفي بالخطاب العلمي وتقديمه بأسلوب عصري ولطيف لأبناء الطبقة الثرية لجذبهم إلى التدين.
كان تركيزه على أبناء الأثرياء والوسيمين، وكان يعتبرهم سذجًا، وحاول إقناعهم بأنه يتلقى إلهامًا من الله. في هذه المرحلة كان يقدم الإسلام بخطابين مزدوجين، أحدهما لأنصار القومية التركية، والآخر لأنصار القومية الإسلامية الذين أخبرهم أن مصطفى أتاتورك هو الدجال.
آيا صوفيا | أردوغان يستهدف أتاتورك. ماذا يكسب؟ وماذا تخسر تركيا؟ | س/ج في دقائق
ألقت السلطات القبض على عدنان أوكطار في عام 1986 بتهمة الترويج لثورة دينية، وبقي معتقلًا لمدة 19 شهرًا، أمضى منها 10 أشهر في مستشفى للأمراض العقلية، لكنه أكد أنه لم يكن مريضًا، بل “سجينًا سياسيًا عوقب بسبب مهاجمة الماسونية واليهودية”.
في السجن بدأ يتحدث على أنه سيحكم العالم بأسره وسيؤمن به مليار شخص، وبدأ يضع توقيتات لذلك، واستمر في وضعها، تارة في 1990، ثم 1999، ثم 2005م، ثم 2014.
بعد تجربة السجن، اعتبر عدنان أوكطار أن “التقية” هي الحل. مع بداية التسعينيات شكل طائفته الخاصة، وكان أتباعه ينشطون بشكل خاص في تجنيد الأعضاء الجدد في المنتجعات الصيفية على طول بحر مرمرة، ومع الوقت أصبح التنظيم الاجتماعي داخل المجموعة أكثر تراتبية.
استخدم الجنس والمال والرموز الشعبية والأشخاص المشهورين للخداع. ونشر العديد من الكتب تحت اسم هارون يحيى، والذي كان اسمًا حركيًا لمؤلفاته، والتي ألفها بالمشاركة مع بعض أتباعه، بل إن بعضها كان من تأليف الأتباع بتوجيهات منه.
في التسعينيات، ومع كثرة الأتباع، أسس مؤسسة الأبحاث العلمية لعقد مؤتمرات وندوات للأنشطة العلمية “التي تستهدف الوعي الجماهيري بشأن الأسباب الكامنة وراء النزاعات الاجتماعية والسياسية”، ثم مؤسسة حماية القيم الوطنية.
خلال هذه المرحلة، بدأ عدنان في إظهار تطلعاته الجنسية، حيث كان الاعتداء الجنسي على الفتيات من حوله موضوعًا متكررًا في وسائل الإعلام التركية واعترف به المنشقون، وبحسب ما أورده بعضهم فإنه ادعى الحق في ممارسة الجنس مع كل أنثى من أعضاء طائفته، حتى إن أتباعه من الذكور اعتبروا أن “تذوقه” لصديقاتهم الفتيات أولًا منقبة – فضل – لهم.
في هذه المرحلة ترشح رجب طيب أردوغان لمنصب رئيس بلدية اسطنبول عام 1994 وانتُخب لاحقًا، وكان أوقطار هو من جعله على اتصال بالزعيم الإسلامي نجم الدين أربكان.
ليس الحلال والحرام | تعدد الزوجات يمرر المرأة على الشيخ قبل تابعيه ..وضع يليق بهم | خالد البري
في سبتمبر 1999، أعيد القيض على عدنان أوكطار بتهمة تهديد آخرين لتحقيق منفعة شخصية، وإنشاء منظمة بقصد ارتكاب جريمة. لكن بعد عامين، أسقطت التهم، وخرج لينشر كتابه “الإسلام يندد بالإرهاب” في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001.
بعد السجن غير جلده مجددًا، ونظم مئات المؤتمرات حول “نظرية الخلق” في تركيا وفي جميع أنحاء العالم لنشر أفكار كتابه “أطلس الخلق” لمواجهة النظرية الدروانية.
دشن مؤسسة نشر كبيرة، وباع المطبوعات عبر المكتبات الإسلامية في جميع أنحاء العالم، حتى أصبح أكثر المؤلفين انتشارًا في العالم الإسلامي.
في 2010، تم اختيار عدنان أوكطار كواحد من أفضل خمسين مسلمًا مؤثرًا في العالم من مركز الدراسات الاستراتيجية الإسلامية الملكية في الأردن لنشره فكرة الخلق في سياق إسلامي.
منذ عام 2007، أصبح لأوكطار نفوذًا ودلالًا على الدولة التركية، حيث دفع الحكومة التركية لمنع الجمهور من الوصول إلى العديد من المواقع والمدونات الإلكترونية التي تهاجم أفكاره.
بل حولت حكومة أردوغان بعض أفكاره إلى قانون. في يونيو 2017 ، على سبيل المثال، أعلنت وزارة التربية والتعليم التركية استبعاد نظرية التطور من المناهج التعليمية الوطنية الجديدة.
الباحث لوكا شتاينمان يقول، إنه لا يوجد تناقض بين الإسلام الذي يدعو إليه عدنان أوكطار والإسلام الذي يروج له أردوغان، فالتغيير التدريجي الذي ينقله أردوغان إلى تركيا مستند على أفكار أوقطار، حيث تستند المحافظة الإسلامية التي يروج لها الرئيس التركي إلى أطروحات أوقطار الخلقية التي يمكن أن تؤدي إلى تطورات سياسية غير مسبوقة حتى الآن.
ساعد ذلك في نشر أفكار أوقطار خارج تركيا، حيث إن ذلك كان بهدف مساعدة الأتراك على إيجاد أرضية غير مسبوقة للحوار والتعاون مع بعض الحركات الغربية المحافظة.
ذاكر نايك | قطعة الشطرنج الثمنية في خدمة “مشروع الخلافة العثماني” | س/ج في دقائق
في 21 مارس 2011، بدأ أوكطار البث التلفزيوني على قناة A9 الفضائية حيث تبث مقابلاته ومحاضراته الليلية على الهواء مباشرة.
حظيت برامجه التلفزيونية باهتمام كبير من وسائل الإعلام التركية والدولية على حد سواء بسبب “غرابتها”، وسبب الغرابة كان استعانته بمن أسماهن “قططه الصغيرة”، النساء اللائي يضعن مساحيق تجميل ثقيلة وترتدين ملابس قصيرة وملفتة، وأغلبهن خضعن لجراحات تجميل، كان دورهن مناقشته حول الإسلام، وكانت فواصل البرامج عبارة عن وصلات رقص من إحداهن في حضرة أوكطار.
في 11 يوليو 2018، وبعد أقل من ثلاثة أسابيع من إقرار النظام الرئاسي في تركيا، اعتقل قسم الجرائم المالية في الشرطة التركية عدنان أوكطار وأكثر من 160 من رفاقه بتهم من بينها تشكيل مؤسسة إجرامية والاحتيال المالي والاعتداء الجنسي، وتراوحت التهم التي يواجهها أوكطار من الاتصال الجنسي مع القصر وخطف الأطفال واحتجاز الأشخاص في الأسر والتجسس السياسي والعسكري وغسيل الأموال والتعذيب.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول الرسمية أن أوكطار أدين بالإضافة إلى ذلك بمساعدة جماعة يقودها الداعية المسلم المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن التي تلقي تركيا باللوم عليها في شن محاولة انقلاب فاشلة في عام 2016، وهو ما اعتبره مؤامرة ضده من قبل قوى لم يسمها.
بعد اعتقاله، قام أكثر من 45 شخصًا من أكثر من ستة دول، بينهم طفلان، بتوجيه اتهامات ضده.
طارق رمضان يعترف بالزنا لكي يبرأ من الاغتصاب.. فهل يخرج من أزمته؟| س/ج في دقائق
أخبر أوكطار رئيس المحكمة في ديسمبر 2018 أن لديه ما يقرب من 1,000 صديقة، وقال: “هناك فيض من الحب في قلبي للنساء. الحب فطرة بشرية. إنه فطرة المسلم”.
هدمت السلطات التركية فيلا أوكطار، التي استخدمها كاستوديو تلفزيوني خاص به على الجانب الآسيوي من إسطنبول وصادرت جميع ممتلكاته بعد القبض عليه.
وفي أثناء اقتحام الفيلا وجدت الشرطة 69 ألف حبة من حبوب منع الحمل، قال أوقطار إنها تستخدم لعلاج اضطرابات الجلد والدورة الشهرية، لكن إحدى النساء في محاكمته قالت للمحكمة أن أوكطار اعتدى عليها جنسيًا ونساء أخريات بعد أن أجبرهن على تناول هذه الحبوب.
من السجن، أرسل عدنان أوكطار رسالة استغاثة لأردوغان، يشكو من سوء الأوضاع، وذلك بعد أن تحدث في إحدى جلسات المحاكمة، وقال إن أردوغان يعرفني وزارني في بيتي ويحبني كثيرًا.
وفي 11 يناير، حكمت المحكمة بحبسه بصحبة 13 شخصًا من أنصاره بما يصل إلى 9 آلاف و803 سنوات سجن، وغرامة 400 ألف ليرة تركية لكل منهم.
دولت بهجلي | حاكم الظل في تركيا.. القومي المتشدد الذي لا يملك أردوغان إغضابه | س/ج في دقائق
الحكم على داعية تركي بالسجن 1075 سنة لجرائم جنسية (الجارديان)
هارون يحيى أو عدنان أوقطار.. المهدي الموعود؟ (مدونة إديب يوكسيل)
عدنان أوقطار: اعتقال واعظ تلفزيوني تركي بتهم الاحتيال والإساءة (بي بي سي)
القرار الذي جعل عدنان أوقطار يبكي.. 9 آلاف و803 سنة سجن (حرييت)
رسالة من عدنان أوكتار إلى أردوغان (إسلام أناليز)
بين العلمانية والخلق.. داخل تركيا أردوغان (ريسيت)