أبرز العوامل الدبلوماسية التي ساعدت الأسد في العودة لسابق عهده، هو الغطاء الدبلوماسي لروسيا والصين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والدعم العسكري الهائل الذي قدمته روسيا وإيران، والذي بدونه كان الجيش السوري، الذي تم تقليصه إلى نصف حجمه بحلول 2013، سينهار.
فشل التدخلات في أفغانستان والعراق وليبيا ساعد النظام في سوريا أيضا،
تصرف بشار الأسد كما فعل والده - في مواجهة الأزمة - حيث قاوم المطالب الدولية للتغيير وانتظر تغيير الآخرين لأولوياتهم.
رغم أنه في أغسطس 2013 وبعد أزمة الهجوم الكيماوي، كان الجميع يطالب الأسد بالتنحي، لكنه انتظر حتى تتلاشى القضية من وسائل الإعلام، واستمر في الحرب على داعش، لكي يوصل رساله بأنه "أهون الشرين" في سوريا.
في هذا الوقت، كان النظام قادرًا على تقديم نفسه كلاعب عقلاني مستعد للانخراط في حوار استراتيجي، حيث نجح في إقناع لاعبين دوليين وإقليميين بأن عنفه وسيلة ضرورية وإن كانت قاسية للحفاظ على الدولة.
طرح الأسد فكرة أن الخيار بينه وبين داعش، وأن أي انتقال سياسي يمكن أن يحدث فقط من خلال تعاون الأسد.
أقام حافظ الأسد لسنوات عديدة علاقات مع جهات فاعلة غير حكومية من فلسطين ولبنان وتركيا والعراق والأردن، والتي يمكن أن ينشطها لاكتساب نفوذ في الدبلوماسية، واستمر ابنه بشار في هذا النهج.
يفرض النظام نفسه كقوة شرعية حاسمة في تحقيق الاستقرار الإقليمي من خلال استخدام هذه الميليشيات لإظهار قدرته على تحقيق العكس.
نجحت الاستراتيجية في لبنان، وحتى الإدارات الأمريكية المتعاقبة أبدت استعدادها للتغاضي عن سماح النظام للجهاديين بالتسلل إلى العراق لاستهداف القوات الأمريكية.
ملايين السوريين فروا إلى تركيا والأردن ولبنان، وعلى الرغم من العيش في ظروف بائسة، لم يعد إلى سوريا إلا قليل منهم.
الأسد يدرك العبء الذي تتحمله هذه الدول المجاورة وحاول استخدامه كوسيلة ضغط، حيث استخدم الهجمات على إدلب للضغط على تركيا،
أدى تنامي المشاعر المحلية المعادية للاجئين والمطالب الحكومية لحل المشكلة، وكذلك كان الأمر في لبنان الذي ضج أهله بسبب وجود اللاجئين وتفاقم الانهيار الاقتصادي.
كما استفاد الأسد من تهديدات أردوغان المستمرة بفتح الباب أمام اللاجئين للدخول إلى أوروبا، حيث أظهر أنه القادر على السيطرة على سوريا وأن غيابه وسقوط النظام يعني تدفق الملايين إلى أوروبا.