بي بي سي تقر بـ”انحيازات” القسم العربي ضد إسرائيل.. وتهمل شكاوى متحدثي العربية | س/ج في دقائق

بي بي سي تقر بـ”انحيازات” القسم العربي ضد إسرائيل.. وتهمل شكاوى متحدثي العربية | س/ج في دقائق

18 Feb 2021
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

يبلغ عدد مشاهدي بي بي سي عربي، الممولة من وزارة الخارجية البريطانية، أكثر من 36 مليون شخص حول العالم.

بين الحينة والأخرى، تخرج إحدى حكومات الدول الناطقة بالعربية لتتهم الخدمة العربية من بي بي سي بالتحيز.

يبدأ الأمر ببيان تكذيب لخبر أو تغطية أوردتها الخدمة، ثم اجتماعات مع مسؤولي هيئة الإذاعة البريطانية الإقليميين أو العالميين. ثم ينتهي ببيان من الإدارة العليا في بي بي سي عن “قواعد بي بي سي التي يستحيل كسرها”.. وعفا الله عما سلف.

لكن الوضع اختلف مع إسرائيل. تحقيقات صحفية رصدت ما وصفته بـ “تحيز بي بي سي عربي ضد إسرائيل”.

ردت هيئة الإذاعة البريطانية بالدفاع عن التزام الخدمة العربية بقواعد المؤسسة،

أورد مقال في مجلة “ذا سبيكتاتور” البريطانية (القريبة من حزب المحافظين، والتي كان يرأس تحريرها سابقًا رئيس الحكومة بوريس جونسون نفسه) تفصيلًا  بمخالفات اضطرت الشبكة الأم للاعتراف ببعضها.

تحقيق جويش كرونيكل أشار إلى أن إسرائيل ليست استثاء. وأن المشكلة ممتدة في تغطيات الخدمة العربية؛ لأن صحفيي بي بي سي عربي – وفق شهادات – يعتبرون أنفسهم ممثلين غير منتخبين لشعوبهم، بالتالي يفرضون أجنداتهم الخاصة على حساب معايير المؤسسة الأم.

س/ج في دقائق


كيف فتح “التضامن مع مدانة بالإرهاب” ملف تحيز بي بي سي عربي؟

صحيفة جيويش كرونيكل تتبعت خيطًا بدأ من محادثة مع الإسرائيلي أرنولد روث، 69 عامًا، الذي قتلت ابنته المراهقة ضمن 15 شخصًا في عملية استهدفت مطعمًا في القدس عام 2001، بتدبير من الفلسطينية الأردنية أحلام التميمي.

بعد العملية، ألقت إسرائيل القبض على أحلام التميمي، وبقيت في السجن حتى أطلق سراحها ضمن صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس، فانتقلت للعيش في الأردن، لكنها ظلت على قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي الإف بي أي، لأكثر المطلوبين للمحاكمة بتهم الضلوع في جرائم إرهابية بسبب مشاركتها في التخطيط لقتل مواطنين أمريكيين.

في أكتوبر 2020، استضافت بي بي سي عربي التميمي في مداخلة هاتفية “إنسانية” ضمن “حملة تضامن” بعدما وصفته بـ “تعنت السلطات الأردنية” ضد زوجها – المدان بطعن مدني إسرائيلي ثم إضرام النار في جثته – بمنع تجديد إقامته.

أحلام التميمي بي بي سي عربي

أحلام التميمي على بي بي سي عربي

روث اشتكى، فحصل على اعتذار من جيمي أنجوس، مدير تحرير بي بي سي جلوبال نيوز، واضطرت بي بي سي عربي لحذف المقطع من منصاتها الرقمية، وتقديم اعتذار عن “مخالفة القواعد التحريرية“.

لكن روث قال إن “لقاءاته مع إدارة بي بي سي العليا كشفت أنهم لا يعرفون ما يحدث في الخدمة العربية أصلًا”.


ما الذي كشفته تحقيقات المنتقدين عن تحيز بي بي سي عربي؟

استضافة أحلام التميمي كانت القاعدة لا الاستثناء. منتقدو بي بي سي عقدوا مقارنة بين خدمتي بي بي سي العربية والإنجليزية، تضمنت:

١- تجاهل إرشادات الحياد الخاصة بمؤسسة بي بي سي عبر استخدام لغة توصيف مستوحاة من التنظيمات الإسلامية المتطرفة بشكل متكرر.

٢ – استضافة محللين يعرضون وجهات نظر متطرفة، وبينهم عبد الباري عطوان دون استضافة ضيف مقابل للرد عليهم.

التحكم في “قائمة الضيوف” صار أشهر اللعبات التي تمارسها الخدمة العربية.

على سبيل المثال: بي بي سي عربي دأبت على استضافة عزام التميمي وأنس التكريتي، دون أن تعرف عن صلاتهما بالإسلام السياسي. تقدمهما كمحللين سياسيين يعبران عن رأي محايد. ومن هناك ينتقلان إلى غرفة الأخبار الإنجليزية كممثلين عن “المينستريم”.

٣ – توظيف مراسل ومسؤول تحرير كان يعمل سابقًا في في مناصب تحريرية عليا على مدى أكثر من 10 سنوات في قناة المنار التابعة لحزب الله، والمصنفة كيانًا إرهابيًا.

بالإضافة إلى عديد من المرتبطين بتنظيم الإخوان المسلمين وجماعات النشطاء المرتبطة به، العاملين وفق أولوياته الإعلامية.

٤ – ظهر ذلك أيضا في التعامل مع العلاقات العربية الإسرائيلية وفق أجندة ما قبل اتفاقات السلام الأخيرة، رغم أن المنابر الإعلامية العربية نفسها اهتمت بالتحول في العلاقات مع إسرائيل، وخلق تقارب في المنطقة.


لماذا يمكن مد الخط إلى تغطية بي بي سي عربي عمومًا؟

يرى مقال نشرته “ذا سبيكاتور” أن أصل المشكلة يعود إلى “ضعف إشراف بي بي سي على صحفيي الخدمة العربية.” حين لا تعرف اللغة، يصير بإمكان “ثقافات تحتية” النمو والهيمنة.

التحقيق في جويش كرونيكل نقل عن موظفين في غرفة أخبار بي بي عربي رفضوا كشف هويتهم حديثهم عن “جو سام” يخشون فيه التعبير عن مخاوفهم بشأن التحيز عمومًا. أحدهم قال نصًا: “تدخل من باب بي بي عربي في برودكاستينج هاوس في لندن، وكأنك دخلت إلى عالم بمعايير مختلفة”.

الموظفون تحدثوا عن “ثقافة مختلفة تمامًا يشعر فيها صحفيو بي بي سي العربي بأن لهم حرية اتباع أجنداتهم الخاصة بدلًا من معايير حياد هيئة الإذاعة البريطانية”.

نهى ميللر، أستاذة الإعلام في جامعة بيدفوردشير، قالت إن صحفيي بي بي سي عربي “غالبًا ما يرون أنفسهم ممثلين غير منتخبين لشعوبهم، ولهذا يتبعون أيديولوجياتهم الخاصة بدلاً من إرشادات بي بي سي”، لتضيف أن “الصحفيين الذين لا يلتزمون بالثقافة السائدة – المسيحيين المصريين مثلًا – يواجهون تمييزًا في غرفة التحرير”.


كيف تتعامل بي بي سي مع أخطاء قسمها العربي؟

على مدى عامين تقريبًا، اعترفت بي بي سي بـ 25 خطأ في تغطية خدمتها العربية (متوسط خطأ في الشهر). لكنها قالت إن “بي بي سي عربي تشارك نفس مبادئ الدقة والنزاهة التي تتبعها المؤسسة الأم”، ورفضت “الإيحاء بتحيزها”. قالت إنها تتعرض للانتقادات من كل الأطراف؛ ما اعتبرته دليلًا على الحياد.

متحدث باسم المؤسسة قال إن فريق بي بي سي عربي يضم محررين وصحفيين ذوي خبرة من جميع أنحاء الشرق الأوسط وحول العالم ويخضعون لنفس الإرشادات التحريرية الصارمة التي تشكل جميع إنتاج بي بي سي.

أضاف أن خدمة بي بي سي عربي حائزة على جوائز كمصدر أخبار محايد وجدير بالثقة في مشهد إعلامي شديد الاستقطاب في الشرق الأوسط.

مع ذلك، دعا المدير العام تيم ديفي، الذي عين في سبتمبر 2020، موظفي بي بي سي لتجديد التزامهم بالحياد “في أعقاب تضاؤل ​​الثقة في المؤسسة”.

وعندما تولى منصبه، طالب ديفي الموظفين الذين يحبون إبداء آرائهم في أعمدة الرأي أو الانخراط في نشاط حزبي على السوشال ميديا أن يرحلوا عن بي بي سي.

بي بي سي دائمًا في خطر.. لكن النهاية تقترب أكثر في معركة بوريس جونسون


لماذا لا تعترف بي بي سي بأخطاء خدمتها العربية في غير إسرائيل؟

الإجابة على هذا السؤال لها أكثر من شق:

أولها: أن إسرائيل قادرة على الرصد الممنهج لأخطاء القسم العربي. وقادرة بالتالي على مخاطبة الإدارة العليا في بي بي سي من خلال ثقافتها.

ثانيها: النظرة العامة في بي بي سي إلى الدول الناطقة العربية كدول أوتوقراطية غير ديمقراطية (حلال فيها الضرب).

صحفيو بي بي سي المرتبطون بتنظيم الإخوان أو جماعات النشطاء يعلمون أنهم إن قدموا رواية منحازة فليس هناك رواية – حقيقية – مقابلة. غياب الشفافية عن الإعلام الناطق بالعربية يلعب هنا لصالحهم.

ثم إن الانحياز في حالة بي بي سي العربية التي تتعامل مع أكثر من عشرين دولة لا يتعلق عادة بقصص مغلوطة أو تغطية متجاوزة للحقائق. بل يتعلق بتسليط الضوء على عيوب تكتل معين من الدول، في مقابل إغفال دول أخرى.

ثالثها: التواطؤ الداخلي. حيث التوغل في بي بي سي الخدمة العربية وصل إلى مستويات متعددة. أشدها خطورة هي القيادات الوسطى، التي تميل إلى البقاء في أماكنها مهما تغيرت القيادات العليا.

من أبرز العلامات على ذلك أن صحفيي بي بي سي ممنوعون بشكل عام من إبداء آرائهم على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن صحفيي القسم العربي لا يلتزمون بهذا. يستغلون مواقعهم للترويج لـ “قراءة معينة” للأخبار على صفحاتهم الشخصية. آمنين من المساءلة.

العلامة الأخرى تتعلق بمستويات استخدام اللغة. وهي مسألة يصعب إدراكها من خلال الترجمة. بمعنى أن تساهل الرقابة التحريرية من قبل مديري غرفة الأخبار ممن يتحدثون اللغة العربية لن يعوضه مراجعة المدراء الأجانب للأخبار.


هل هناك مصادر أخرى لمزيد المعرفة؟

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك