الاتجاه نحو التشفير "الدفع مقابل المشاهدة" لم يغير طبيعة ناقل دورات الألعاب الأولمبية لأربعة عقود.
لكن أسعار حقوق البث الأولمبية تصاعدت تدريجيًا، من 0.5 مليون دولار "دون منافسة" في دورة برشلونة 1992، إلى 3.75 مليون دولار "بعد منافسة مع أوربت" في أتلانتا 1996، ثم دورات سيدنى 2000، وأثينا 2004، وبكين 2008 "دون منافسة" بإجمالي 18 مليون دولار، ثم أولمبياد لندن 2012 بـ 21.2 مليون دولار "بعد منافسة مع أبو ظبي الرياضية والجزيرة الرياضية، وإيه آر تي".
المنافسون الثلاثة قدموا عروضًا أعلى. عرض إيه آر تي مثلًا وصل 25 مليون دولار، لكن الأولمبية الدولية فضلت عرض الاتحاد باعتباره "يحقق انتشارًا أكبر".
في 2009، حصل اتحاد إذاعات الدول العربية على العقد الأخير مع اللجنة الأولمبية الدولية لبث أولمبياد ريو دي جانيرو - البرازيل - 2016، على جميع المنصات، مقابل 32 مليون دولار، بزيادة بلغت 50% تقريبًا عما دفعه للحصول على حقوق بث أولمبياد لندن 2012.
بالمقابل، التزم أعضاء الاتحاد بعرض 200 ساعة على الأقل من الألعاب الأولمبية، وبرنامج يومي مجمع مدته 52 دقيقة يعرض في وقت الذروة.
الاتفاقية غطت السعودية والإمارات ومصر وقطر والجزائر والبحرين وجيبوتي والعراق والأردن والكويت ولبنان وليبيا وموريتانيا والمغرب وعمان والصومال والسودان وسوريا وتونس واليمن.
عضو المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية، ريتشارد كاريون، الذي قاد المفاوضات، قال حينها إن الاتحاد يوفر للجنة طلبها بالضبط: "تمكين مشجعي الشرق الأوسط من اختيار المنصة الإعلامية التي يختارونها لمتابعة المنافسات".
بينما ركز رئيس اللجنة الأولمبية الدولية حينها، جاك روج، على مبدأ "مجانية المشاهدة المهم للغاية بالنسبة للجنة".
في 2016 تغير كل شيء. أعلنت اللجنة الأولمبية الدولية عن فوز بي إن سبورتس بحقوق البث في الشرق الأوسط لدورتين أولمبيتين (2020 - 2024) بجانب الألعاب الشتوية وأولمبياد الشباب لنفس الفترة، عبر جميع المنصات، بما في ذلك البث المباشر وغير المباشر، والدفع مقابل المشاهدة، وكذلك عبر الإنترنت والهاتف المحمول، وبجميع اللغات.
مقابل الصفقة الشاملة، دفعت بي إن 250 مليون دولار
توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، قال إنه مسرور بالترحيب بشريك البث الجديد بي إن سبورتس، مع سجلها "الممتاز" في حقوق البث التي تؤهلها لتوفير "تغطية رائعة" في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك "التغطية التلفزيونية المجانية على الهواء".
اتحاد إذاعات الدول العربية أثار شكوكًا حول "احترام قواعد السوق" في استحواذ بي إن على حقوق الألعاب الأولمبية.
الاتحاد الإماراتية نقلت عن مسؤولي الاتحاد؛ الرئيس محمد العواش، والمدير العام عبد الرحيم سليمان، ورئيس مكتب الرياضة نبيل خيرات، أن "السنوات الماضية عرفت تطوّرات خارجة عن إرادته عبر ممارسات تفتقر إلى أبسط قواعد الشفافية والنزاهة".
الاتحاد قال إنه قدم عرضًا ماليًا للحصول على الحقوق أعلى مما قدمته بي إن سبورتس "لكن المنحنى الذي اتخذته الأولمبية الدولية أسوة بالفيفا حالا دون الفوز".
المدير التنفيذى لاتحاد إذاعات الدول العربية عبد الرحيم سليمان قال لـ "الشروق" المصرية إن مؤسسته "شعرت بشيء يخطط له في الأولمبية الدولية بقدوم توماس باخ"
يضيف أن الاتحاد قدم عرضًا بقيمة 180 مليون دولار للحصول على حقوق بث دورتي 2020 و2024، وأن الأولمبية الدولية أبلغتهم بقبوله، مع طلب بسداد 10 ملايين دولار إضافية، وهو ما قبله الاتحاد، "ليصل اتصال من مسؤول كبير في الأولمبية الدولية يؤكد أن عرض الاتحاد هو الأفضل، لكن باخ يتعرض لضغوط كبيرة لقبول عرض بي إن سبورتس".
دون سبب، أعادت اللجنة الأولمبية الدولية فتح باب تلقي العروض بعد أسبوع واحد، ليرفع الاتحاد عرضه إلى 225 مليون دولار. فتتقدم بي إن سبورتس بعدها بعرض جديد قيمته 250 مليون دولار.
رفع الاتحاد عرضه إلى 245 مليون دولار، مستندًا على مبدأ تعويض الفارق الضعيف في مقابل البث بتوسيع قاعدة المشاهدة التي تغطي 1,160 قناة تتبع الاتحاد لتصل إلى 365 مليون مشاهد مقابل شبكة لا يتجاوز مشتركوها 4 ملايين مشترك، ليصله اتصال من اللجنة الأولمبية الدولية بعد 3 أشهر يخبره بإصرار توماس باخ على منح الحقوق لبي إن سبورتس رغم أفضلية عرض الاتحاد.
عرض توماس باخ التوسط لإقناع مسؤولي بي إن سبورتس ببيع الحقوق لاتحاد إذاعات الدول العربية.
وبدأت المفاوضات بالفعل لنقل الفعاليات التي يشارك فيها رياضيون في الدول الأعضاء عبر القنوات الوطنية، قبل أن ينسحب الاتحاد في يونيو 2021، بقرار من الدول الأعضاء بسحب الألعاب الأولمبية من قائمة البطولات الإلزامية، مراسلًا جهات البث الأعضاء بالتفاوض مباشرة إن أرادت مع الناقل الحصري.
رئيس الأولمبية الدولية توماس باخ وصل منصبه في بدايات 2014. وكانت قطر على قائمة زياراته الأولى في أبريل من نفس العام.
خلال الزيارة، اجتمع توماس باخ بأمير قطر تميم بن حمد، ليقول البيان الرسمي إنهما ناقشا استعدادات استضافة مونديال 2022، ومعاملة العمال المهاجرين، حيث أطلع تميم ضيفه على إجراءات الدوحة لتأمين العمال.
لاحقًا، قال باخ إنه رأى ما "يمكن معه أن يتخيل أنه في يوم من الأيام سيكون لقطر نصيب في استضافة الألعاب الأولمبية".
خلال الزيارة، زار أكاديمية أسباير، المسؤولة عن تجنيس اللاعبين الأجانب لتمثيل قطر في المنافسات الدولية، وقال إنها "جعلته يشعر بالفخر"، معلنًا أن اللجنة الأولمبية ترسل الرياضيين المستفيدين من منحها للتدرب في أسباير.
دافع باخ عن قطر في أكثر من مناسبة. قال إن انتقاد استضافتها لبطولات تنظمها اللجنة الأولمبية الدولية، وكذلك كأس العالم لكرة القدم "لا يتعلق بالمال"، معتبرًا أن اللجنة الأولمبية الدولية "لا تستهدف تعظيم الإيرادات، بل تحقيق مهمتها في توحيد العالم من خلال الرياضة"، مطالبًا دول العالم باحترام "الحياد السياسي".
لم يكن الانتقاد الوحيد لرئيس الأولمبية الدولية على أي حال. يو إس إيه توداي اتهمته بتمكين نظام المنشطات الذي ترعاه الدولة في روسيا من خلال رفض فرض عقوبات أشد بعد فضيحة المنشطات التي استمرت ما يقرب من عقد من الزمان.
توماس باخ عن انتقادات قطر: الأمر لا يتعلق بالمال (تيلي ريبورت)
رئيس الأولمبية الدولية يتوقع استضافة قطر للألعاب الأولمبية (بانكوك بوست)
باخ يزور قطر ويناقش الأمير حول كأس العالم (أسوشيتد برس)
باخ منفتح على عطاءات قطر الأولمبية المستقبلية (Infobae)
الأولمبية الدولية تمنح اتحاد إذاعات الدول العربية حقوق بث أولمبياد ريو (رويترز)
بي إن تستحوذ على حقوق البث الأولمبية في الشرق الأوسط (سبورتس برو ميديا)
بي إن والأولمبية توقعان صفقة بـ 250 مليون دولار (إنسايد ذا جيم)
حوار- عبد الرحيم سليمان: البث الحصرى يحرم المواطن العربى من مشاهدة الدورات الاولمبية المقبلة (الشروق)