التجنيس الرياضي في قطر | كيف وصلت الدوحة للعالمية بـ “مرتزقة الرياضة”؟ | س/ج في دقائق

التجنيس الرياضي في قطر | كيف وصلت الدوحة للعالمية بـ “مرتزقة الرياضة”؟ | س/ج في دقائق

2 Aug 2021
قطر
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

قطر تدخل تاريح الذهب الأولمبي في طوكيو 2020 بعدما عرفت سابقًا طريق التتويج القاري والعالمي في ألعاب لم تكن تملك مجرد حق المشاركة فيها لعقود..

كان ليعتبر إنجازًا دون جدال لولا تفصيلة صغيرة لكنها مهمة. كل المنافسين تحت علم قطر غير قطريين! كلهم حصلوا على جنسية قطر عبر التجنيس الرياضي.

التجنيس الرياضي يختلف عن  التجنيس في الدول الأوروبية. الأخير تجنيس يحدث تلقائيا بشروط معلنة سابقا سواء كان اللاعب بطلا رياضيا أم موظفا في الصرف الصحي.

فما هو التجنيس الرياضي في قطر؟ لماذا لجأت إليه؟ ماذا منحها؟ وكيف تعاملت الاتحادات الدولية معه؟

س/ج في دقائق


هل الحصول على جنسية قطر سهل؟

على العكس.. لا تملك قطر قاعدة قانونية تسمح للأجانب، الذين يمثلون حوالي 90% من إجمالي السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، بأن يحصلوا على الجنسية، حتى ولو ولدوا لأم قطرية.

تنظر قطر في منح الجنسية لغير القطريين بأعداد محدودة بشروط: الإقامة في البلاد 25 عامًا متصلة على الأقل – إجادة العربية – بحث كل حالة على حدة – وأخيرًا موافقة الأمير بنفسه.

وتقول رويترز إن قطر تتشدد في قواعد منح الجنسية للأجانب، حتى من الأطباء والعلماء والمهندسين والأكاديميين والفنانين الذين يعطونها “قيمة مضافة”، رغم اعتبار الجنسية مصدر إغراء للمهنيين بالبقاء في البلاد لفترة أطول.


ما أسباب هذا التشديد؟

تخشى قطر من تجنيس الأجانب لسببين:

1- النظام السياسي:

تخشى قطر من أن توسيع منح جنسيتها قد يترك تأثيرًا على النظام القبلي الذي أصبح مهددًا بالفعل، ثم قد يصبح لهم تأثير سلبي على النظام السياسي لاحقًا.

2- التكلفة الإضافية:

تنفق قطر مليارات الدولارات سنويًا على التعليم المجاني والرعاية الصحية وقروض الإسكان لمواطنيها الذين يقدر عددهم بنحو 300 ألف مواطن. حال توسيع منح الجنسية، كل مواطن جديد يعني تكلفة إضافية.


لماذا توسعت قطر في التجنيس الرياضي إذن؟

تقول أسوشيتد برس، إن الاعتماد على “المواهب المستوردة” في بلد يفوق فيه عدد العمال المهاجرين عدد القطريين الأصليين ليس بالأمر الجديد.

وبحسب رويترز، تملك قطر المال، لكنها لا تملك مواطنين راغبين في ممارسة الرياضة عمومًا، ومن يحاول لا يملك القدرات التي تؤهله للمنافسة دوليًا.

ولأن قطر تعتقد أن اكتساب مكانة دولية عبر الرياضة ممكن، استخدمت الثروات الهائلة التي جنتها من النفط والغاز عبر التجنيس الرياضي للاعبين من جميع أنحاء العالم لينافسوا تحت علمها في البطولات الدولية في شكل تقول رويترز إنه أقرب لـ “الارتزاق”.

وعبر التجنيس الرياضي منحت قطر جنسيتها للأقدر على المنافسة في كل مجال: كينيا والسودان في العدو، وبلغاريا في رفع الأثقال، وهكذا.


ما آلية قطر في التجنيس الرياضي “الارتزاقي”؟

منذ 2004، أسست قطر أكاديمية التفوق الرياضي “أسباير” بهدف استكشاف الرياضيين المحليين والمساعدة في تطوير أدائهم للمنافسة دوليًا.

لكن الهدف تغير سريعًا؛ إذ استقطبت الأكاديمية العشرات من الناشين الموهوبين من جميع أنحاء العالم، وجلبتهم للعيش والتدريب في قطر، على أمل أن يسددوا الدين لاحقًا باختيار اللعب لحساب قطر، وهو ما حدث فعلًا.

أسوشيتد برس تعتبر أن قطر تتصرف مثل أندية كرة القدم المحترفة لا المنتخبات الوطنية: تراقب المسابقات المحلية في الدول المستهدفة، وبينها مصر والسعودية والسودان وغيرهم، ثم تغري المتفوقين في الفئات العمرية الأصغر بتمثيل قطر.

وفي حالة الدول غير الناطقة بالعربية، تمنح قطر ممثليها الجدد أسماء عربية، وبينهم الكيني ستيفن تشيرونو، الذي عُرف فيما بعد باسم سيف سعيد شاهين.

وتمنح قطر الرياضيين الأجانب جواز سفر مؤقتا، فإذا ما حققوا إنجازًا دوليًا، تخيرهم بين نوعين من المكافآت: مكافأة مالية – الجنسية القطرية الدائمة.

وإذا خسروا، تسحب جواز السفر منهم.


لماذا يوافق اللاعبون على التجنيس الرياضي لحساب قطر أصلًا؟

يقبل الرياضيون بقبول خطة قطر في التجنيس الرياضي لأسباب اقتصادية ورياضية:

اقتصاديًا:

تمنحهم قطر امتيازات أفضل وقت التدريب، ومكافآت ضخمة حال حققوا إنجازًا، لن يحصلوا على مثيلها حال اختاروا اللعب لدولهم الأصلية:

رياضيًا:

الأسهل على الرياضيين التأهل للمسابقات الدولية عندما يمثلون دولًا ضعيفة في قارات قابلة للمنافسة رياضيًا.

ريناتو كانوفا، مدرب ألعاب القوى الإيطالي الذي درب قطر سابقًا، يقول إن الرياضيين يهربون إلى التجنيس الرياضي في قطر غالبًا لأنهم يدركون أن المنافسة ستكون شديدة على تمثيل دولهم الأصلية.

يضيف لأسوشيتيد برس: “غالبًا ما تكون الاتحادات المحلية غير مذنبة، لكنها مضطرة للاختيار بين الآلاف الرياضيين”.


هل التجنيس الرياضي قانوني عمومًا وفي حالة قطر خصوصًا؟

الأمر محل تدقيق دولي، لكنه في حالة قطر أكثر خصوصية،

دراسة نشرتها المجلة الدولية للسياسات الرياضية تقول إن سلوك الإمارة الخليجية تستحق التدقيق؛ كونها تمنح فقط جوازات سفر مؤقتة للعديد من الرياضيين المهاجرين، دون منحهم الجنسية الكاملة، لتصبح قانونية تمثيلهم لقطر مشكوكًا فيها.

الأكثر خطورة أن ضغوط سحب جواز السفر تقود لخرق القواعد في بعض الحالات؛ إذ اكتشفت الاتحادات الدولية بعض حالات تناول المنشطات المحظورة بين الرياضيين المجنسين.


لماذا يظهر التجنيس الرياضي في قطر ببعض الرياضات أكثر من غيرها؟

السبب الرئيسي هو قواعد الاتحاد الدولي للعبة نفسها. هنا نعرض مثالين حققت فيهما قطر إنجازات بالفعل عبر التجنيس الراضي:

– الاتحاد الدولي لكرة اليد:

في يناير 2015، حلت قطر وصيفا في بطولة العالم التي استضافتها، بمنتخب غالبيته العظمى من دول مثل فرنسا وإسبانيا.

لم تخالف قطر هنا القواعد التي تشترط لتمثيل البلد:

  • حمل الجنسية.
  • عدم تمثيل منتخب آخر في الثلاث سنوات السابقة للمشاركة الرسمية الأولى مع المنتخب الجديد.

– الاتحاد الدولي لألعاب القوى:

لسنوات، يكافح الاتحاد الدولي لمنع ما وصفه عضو مجلسه حمد كلكابا مالبوم في 2017 بـ “سوق البيع بالجملة للمواهب الأفريقية”.

سيباستيان كو، رئيس الاتحاد الدولي قال لأسوشيتيد برس في 2019، إن “الأمر أقرب للاتجار بالبشر” مشيرًا إلى عرض لاعبين أفارقة على عدة دول عبر الإيميل.


هل تنافس قطر عبر التجنيس الرياضي على مونديال كرة القدم 2022؟

في مطلع القرن، بدأت قطر مرحلة التجنيس الرياضي للاعبي أمريكا اللاتينية الذين أبدوا تفوقًا في المنافسات الأوروبية الكبرى، لكن لم تتح لهم الفرصة مطلقًا للعب مع منتخباتهم الوطنية بسبب المنافسة الشديدة بين اللاعبين الأكثر موهبة.

في مواجهة الإغراءات، غير فيفا قواعد التجنيس الرياضي وربطها بالإقامة في الدولة الجديدة 5 سنوات، فالتفت قطر على المعايير الجديدة بتجنيد لاعبين أقل مكانة للعب في أندية بطولات الدوري المختلفة، وبعد إقامتهم في قطر لمدة خمس سنوات، تقوم بتجنيسهم وضمهم لمنتخباتها الوطنية.


ألا تملك قطر فرصة المنافسة بمواطنين أصليين قريبًا؟

ليس في المستقبل القريب. كانت رؤية منتخب قطر لكرة اليد في بطولة العالم لكرة اليد 2015، والذي وصل عدد المجنسين فيه للثلثين، مصدر قلق للشباب القطريين.

بحسب جاسم الجابر، مدير أكاديمية أسباير، فهناك مشكلة يواجهها الرياضيون القطريون وهي أنهم يشعرون أن الدولة تأتي بالرياضيين ويجنسوهم ويضعوهم في المنتخب الوطني، لذلك يقولون لأنفسهم: “لماذا علي أن أزعج نفسي وأبذل الجهد، وقد يستبدلون بي لاعبا متجنسا؟”.


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك