هل روجت دراما رمضان للتطبيع مع إسرائيل؟ أليس الترويج لتقارب اجتماعي وإنساني دعوة للتطبيع؟ ألا يتحامل “بعضهم” على صناع الدراما؟ ألم يعش اليهود بيننا لسنوات قبل قيام إسرائيل؟ أمن الطبيعي أن تتجاهل الدراما تغطية تلك الفترة المهمة كي لا تتهم بالتطبيع؟
وهل التمهيد للتطبيع جريمة أصلًا؟ أليست الدراما مفتاحًا للتغيير السياسي هنا وفي العالم؟ وهل يمكن حل القضايا العالقة بينما ننزع كل الصفات الإنسانية عن اليهود؟
هل هو الوقت المناسب لطرح القضية؟ ألم يكن من الأفضل أن ينتظر صناع الدراما حتى تعترف إسرائيل بحقوق الفلسطينيين أولًا؟
أسئلة نطرحها على ضيوفنا في مناظرة دقائق لهذا الأسبوع:
– الناقد الفني والسيناريست بشير الديك
– الباحث والمحلل السياسي محمد زكي الشيمي
– الروائي والناقد بهاء عبد المجيد
– الباحثة والناشطة الاجتماعية إيمان عادل
– الإعلامي اللبناني طارق الخطاب
المناظرون
(5)
مفتاح لحل خلافات السياسة
محمد زكي الشيمي - باحث ومحلل سياسي
طوال الفترات الماضية، صورت الميديا الناطقة بالعربية اليهود باعتبارهم شياطين لا يتمتعون بأي ميزة. حتى الدراما المصرية صورتهم بنفس النمط؛ منافقين أو مستعدين للمتاجرة حتى بأسرهم، في صورة نمطية غير حقيقية تميل إلى الاتجاه السلبي بصورة أكبر.
لكن لاملائكة على طول الخط في الدراما ولا شياطيين.. بل بشر عاديو
مفتاح لحل خلافات السياسة
محمد زكي الشيمي - باحث ومحلل سياسي
طوال الفترات الماضية، صورت الميديا الناطقة بالعربية اليهود باعتبارهم شياطين لا يتمتعون بأي ميزة. حتى الدراما المصرية صورتهم بنفس النمط؛ منافقين أو مستعدين للمتاجرة حتى بأسرهم، في صورة نمطية غير حقيقية تميل إلى الاتجاه السلبي بصورة أكبر.
لكن لاملائكة على طول الخط في الدراما ولا شياطيين.. بل بشر عاديون.
ليس من المنطقي أن تزيل كل الصفات الإنسانية عن الآخرين، ولا من المنطقي أن تبرز الآخرين كأشخاص بلا مشاعر. الفكرة فاشلة من الأساس وغير عادلة.
ما يحدث في الدراما السعودية والكويتية حاليًا هو عودة بالأمور إلى طبيعتها. وأعتقد أن من الضروري في هذه المرحلة التعامل مع دولة إسرائيل بشكل طبيعي، دون التنازل بالطبع عن الحقوق الفلسطينية، فوسيلة الحصول على تلك الحقوق قصة تختلف عن التعامل مع اليهودي باعتباره شخصا عاديا.
حتى في الدراما اليهودية يتعاملون معنا بشكل طبيعي، ويصوروننا بشكل طبيعي، دون رؤية مسبقة تتنافى مع الطبيعة الإنسانية، رغم وجود بعض الأعمال المؤدلجة أيضًا، لكنها في النهاية تحاول تقديم نفسها بصورة متوازنة.
من ناحية أخرى، تتعامل الدول العربية مع دول بالمنطقة رغم الخلافات والنزاعات التي بينها. تركيا على سبيل المثال، بيننا خلافات، لكننا نتعامل معها بشكل أو بآخر.
لا منطق إذن في قطع التعامل مع دولة لأنني أرى أنها مخطئة، المنطق أن نحافظ على علاقات جيدة معها. تلك العلاقات قد تكون المفتاح لحل أي خلافات. وأعتقد أن مسلسلات كأم هارون ومخرج 7 تطرح رؤية سياسية بقدر ما تطرح رؤى فكرية وثقافية، قد تقود في النهاية لحل الخلافات السياسية العالقة. صحيح أن الدراما لا تصلح لحل الرؤية والخلافات السياسية، لكنها قد تفتح الباب للحلول.
لو أننا نتعامل مع الآخرين بشكل طبيعي لن تكون الفكرة غريبة. ولا ننسى أن اليهود بالفعل تعايشوا معنا لفترات، لكن ما حدث بعد ذلك أن الوضع صور على أنه غير طبيعي.
التطبيع مع العدو الصهيوني الذي اغتصب أرض فلسطين ونكل بالشعب اللبناني مرفوض. والتعامل معهم غير مقبول، لا إنسانيًا ولا اجتماعيًا ولا سياسيًا ولا تربويًا؛ فالموجودين الآن في فلسطين المحتلة صهاينة وليسوا [فقط ] يهودًا.
رأينا بالسابق كيف تآمروا على الشعب الفلسطيني، ورأينا كيف تصدت الأمة العربية لاحتلالهم
لا علاقات أيًا كانت
طارق الخطاب - إعلامي لبناني في قناة 24 السعودية
التطبيع مع العدو الصهيوني الذي اغتصب أرض فلسطين ونكل بالشعب اللبناني مرفوض. والتعامل معهم غير مقبول، لا إنسانيًا ولا اجتماعيًا ولا سياسيًا ولا تربويًا؛ فالموجودين الآن في فلسطين المحتلة صهاينة وليسوا [فقط ] يهودًا.
رأينا بالسابق كيف تآمروا على الشعب الفلسطيني، ورأينا كيف تصدت الأمة العربية لاحتلالهم، على رأسها مصر التي سطرت بطولات كبيرة بمحاربة عصابات الصهاينة وجيش الاحتلال الإسرائيلي، ولا ننسى السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز، وكيف أرسل الجيش السعودي إلى فلسطين، بجانب المقاومة الشعبية السعودية.
وحتى الآن، تتواصل منظومة التحريض على الدول العربية والإسلامية، وخاصة الضغط من الكيان الصهيوني على الولايات المتحدة الأمريكية كي يعترف ترامب بالقدس عاصمة الكيان الإسرائيلي.
بالتالي، أرفض التطبيع الثقافي أو الاجتماعي أو الإنساني؛ لأنهم بالنهاية لا يستحقون هذا. الأمر يتجاوز فلسطين إلى الجولان السوري ومزارع شبعا اللينانية.
لم أتابع تلك المسلسلات، لكنني أرفضها من المبدأ. عندما يخرجون من فلسطين، حينها فقط يمكن أن نتعامل مع اليهود بشكل إنساني.
لا أرى أن مسلسل أم هارون ينادي بأي تطبيع؛ يتناول قصص اليهود.. البشر الذين عاشوا بين مواطني الخليج لفترات طويلة، كما عاشوافي اليمن وسوريا ومصر وتونس، وهو ما لا يعد تطبيعًا بالأساس.
مسلسل مخرج 7 لا ينادي بالتطبيع كذلك؛ طرح فكرة أن ألعاب الفيديو حولت العالم إلى قرية صغيرة، أنت بنفسك من الممكن أن تجري ح
لم يعد هناك من يهتم بالجذور
إيمان عادل، كاتبة وناشطة اجتماعية
لا أرى أن مسلسل أم هارون ينادي بأي تطبيع؛ يتناول قصص اليهود.. البشر الذين عاشوا بين مواطني الخليج لفترات طويلة، كما عاشوافي اليمن وسوريا ومصر وتونس، وهو ما لا يعد تطبيعًا بالأساس.
مسلسل مخرج 7 لا ينادي بالتطبيع كذلك؛ طرح فكرة أن ألعاب الفيديو حولت العالم إلى قرية صغيرة، أنت بنفسك من الممكن أن تجري حديثا عبر الشات مع فتاة برازيلية، وهي يهودية ولها انتماءات صهيونية، لكنك لا تعرف.
لم يعد هناك من يهتم بالأصول ولا الجذور. حتى القضية الفلسطينية لم يعد هناك من يهتم بها، ولا أرى أن المسلسلين تحدث عن فكرة التطبيع مع إسرائيل نفسها.
من حيث المبدأ، لا يجوز تناول فكرة التطبيع مع إسرائيل في أي عمل درامي إلا بشروط واضحة ومحددة، أهمها تنفيذ قرارات مجلس الأمن وقرارات الأمم المتحدة التي تنادي باستعادة الأراضي المحتلة عام 1967 وإعادة المواطنين الفلسطينين المهجرين،
فإذا لم يحدث ذلك، فلا يجب بأي حال من الأحوال المناداة بالتطبيع معهم، في
لا يجوز طبعا
بشير الديك - سيناريست وناقد فني
من حيث المبدأ، لا يجوز تناول فكرة التطبيع مع إسرائيل في أي عمل درامي إلا بشروط واضحة ومحددة، أهمها تنفيذ قرارات مجلس الأمن وقرارات الأمم المتحدة التي تنادي باستعادة الأراضي المحتلة عام 1967 وإعادة المواطنين الفلسطينين المهجرين،
فإذا لم يحدث ذلك، فلا يجب بأي حال من الأحوال المناداة بالتطبيع معهم، في الدراما أو غيرها.
وعلى كل حال، أنا ضد فتح قنوات اتصال أو الترويج للتعامل معهم طبيعيًا في الأعمال الدرامية. بل العكس، يجب أن تتضمن تلك الأعمال الشجب والإدانة والمناداة بالحقوق الضائعة.
اليهود عاشوا بيننا منذ القدم، ولا أرى من الصحيح محوهم من التاريخ. إن أردت ذلك فامحهم أولًا من الأديان السماوية، كالقرآن على سبيل المثال، وهو موجودون في النسيج الوطني. لكن هناك فارق بين اليهودي العادي واليهودي الفاشيستي.
لم أشاهد مسلسلي أم هارون أو مخرج 7، لكن التعامل مع اليهود اجتماعيًا أمر عادي من
التعامل معهم واجب إنساني
بهاء عبدالمجيد - روائي وناقد أدبي وسينمائي
اليهود عاشوا بيننا منذ القدم، ولا أرى من الصحيح محوهم من التاريخ. إن أردت ذلك فامحهم أولًا من الأديان السماوية، كالقرآن على سبيل المثال، وهو موجودون في النسيج الوطني. لكن هناك فارق بين اليهودي العادي واليهودي الفاشيستي.
لم أشاهد مسلسلي أم هارون أو مخرج 7، لكن التعامل مع اليهود اجتماعيًا أمر عادي من الناحية الإنسانية، ولأن الدراما قد تعدل من سلوك الإنسان، فمن الإيجابي تقديمهم بصورتهم العادية والطبيعية.
لا يجب أن ننسى أن التاريخ عبارة عن تحولات اجتماعية بسلبيات البشر وإيجابياتهم، مر علينا الحضارة المصرية القديمة والحضارة القبطية والتاريخ الحديث وما بعد الحداثة، واليهود كانوا مكونًا أساسيًا فيها بعاديتهم وطبيعتهم.
أنا مع التعامل معهم إنسانيًا واجتماعيًا، لكن هناك فارقًا فيما يتعلق بالسياسة، وأحب التنويه أن الدراما المصرية والأعمال الأدبية قدمتهم من قبل على أنهم عاديون وطبيعيون ومكون اجتماعي مثل غيرهم، وما تقدمه الدراما الآن ليس جديدًا. جد الفنانة بسمة على سبيل المثال من أصل يهودي، ولم ينتقص ذلك من وطنيته.
في النهاية، أنا ضد التطبيع السياسي، لكني مع التطبيع في العلاقات الاجتماعية العادية. لا أطالب بالتنازل عن حقوقنا، لكن العنف لا يحل أي قضية بينما الدراما قد تفعل.