فتش عن رفعت الجمال | سقوط الجاسوس إيلي كوهين .. أدلة جديدة تؤيد الرواية المصرية | مينا منير

فتش عن رفعت الجمال | سقوط الجاسوس إيلي كوهين .. أدلة جديدة تؤيد الرواية المصرية | مينا منير

29 Dec 2018
مينا منير دقائق

مينا منير

باحث بجامعة لوزان - سويسرا

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

يبدو أن الوقت لم يحن لإغلاق ملف الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين ولا يبدو أنه سيحين قريبًا. هذا العام فقط حدثت تطورات عديدة يصعب تصديق أنها محض صدفة.

ساعة كوهين

في منتصف العام، طالعتنا الصحف الإسرائيلية بما يشبه فتح عكا بالنسبة لها، وهو وصول الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد” لساعة يد إيلي كوهين الذي لا يعرف أحد مكان رفاته إلى الآن. وصول الموساد لساعة يده من خلال أحد أجنحة ما يُسمى بالمعارضة السورية صاحبه أيضًا مقطع تسجيلي أطول لعملية إعدام الرجل، ووضع جثمانه في صندوق حصلت عليه تلك المعارضة في المكان الذي لا نعرفه، والذي يُرجح أن يكون مقرًا أمنيًا أو استخباريًا في إحدى المدن التي سقطت في قبضتهم.

اعتبر المتابعون أن ساعة اليد هذه دليل يعيد بارقة الأمل لأسرة الجاسوس في إمكانية الوصول إلى رفاته.

في الشهر التالي، أعلنت المخابرات الإسرائيلية تسمية المبنى الجديد لها على اسم البطل الأسطوري، وقد وافقت زوجته نادية على إهداء الساعة لوضعها في ردهة المبنى، ثم أعلنت شبكة نتفلكس، التي أنتجت فيلم الملاك عن أشرف مروان، أنها بصدد تصوير دراما من ست حلقات بعنوان “رجلنا في دمشق” عن حياة إيلي كوهين، والتي تبدأ من نشاطه في مصر، وأن المشاهد الخاصة بمصر ستصور في المغرب، وسيقوم الممثل الإنجليزي الشهير ساشا بارون كوهين بدور البطولة.

بعد هذا الزحام من الأحداث المتوالية في الأشهر الخمسة المنصرمة، تطلق نادية كوهين، أرملته، تصريحات بمعلومات جديدة تؤكد على ضرورة إعادة النظر في الرواية الرسمية حول سقوطه، وما يرتبط بذلك من ملاحظات هامة أود في هذا المقال التعرض لها.

ولكن من هو إيلي كوهين؟ ولماذا كل هذا اللغط المثار حوله، بعد إعدامه بأكثر من خمسين عامًا؟

بين التاريخ والدراما: الموساد يضخم شخصية إيلي كوهين بسبب إحساسه بالذنب | مينا منير

مصري خائن أم إسرائيلي وطني؟

تعود أزمة الهوية اليهودية في بلاد الشتات إلى التاريخ القديم. الفيلسوف والنبيل الثري اليهودي فيلون ابن الإسكندرية كتب في دفاعه عن ولاء اليهود لمدن المهجر التي استوطنوا بها كتابًا طويلًا (Legatio ad Gaium) ألقاه على الإمبراطور جايوس كاليجولا في رحلةٍ خطيرة قاد بها وفدا من المدينة إلى روما. فيه ذكر الرجل أكثر من مرة أن اليهودي الإسكندري يعتبر أن أورشليم القدس هي أمه، بينما الإسكندرية أبيه، فلا يمكن أن يتنكر لواحدةٍ على حساب الأخرى.

بعد مضي حوالي تسعة عشر قرنًا من الزمان، يجد يهودي سكندري آخر نفسه في هذه الأزمة، لكنه حسم أمره واحتقر أباه الذي احتضن أسرته القادمة من حلب، وأعطاه كل ما يمكن أن يعطيه لابنه دون تمييز.

أبصر إيلياهو بن شاؤول كوهين النور في ديسمبر 1924 بمدينة الإسكندرية، حيث تلقى تعليمه فيها وصولًا إلى دراسة الهندسة الإلكترونية بجامعتها.

بحسب المعلومات المتاحة، فقد كانت أسرته ذات أصول حلبية، لكنها استوطنت الإسكندرية قبلها بعقود، حالها حال شوام كثيرين، ولم تكن تجيد غير العربية باللهجة المصرية تحديدًا.

الجاسوس | سيرة إيلي كوهين.. أخطر جواسيس الموساد كما ترويها نتفليكس | الحكاية في دقائق

محاولة اختراق الجيش المصري

في نهاية الأربعينيات، استقرت بوصلة الأسرة سياسيًا على الولاء لدولة إسرائيل، وقررت الرحيل إليها تاركةً إيلي في الإسكندرية ليكمل تعليمه. قرر إيلي في ذلك الوقت الانضمام للجيش المصري، رغم قانون يعفيه مقابل قيمة مالية كونه يهوديا، لكن طلبه قوبل بالرفض لشكوك أمنية في ولائه.

يبدو أن قراره الإنخراط في الجيش كان مقصودًا منه التجسس، فوقتها تشكلت الوحدة 131 (1950 تقريبًا) التي كان المنوط بها ليس فقط التجسس، لكن أيضًا التآمر والتخريب ضد مصر، وعُرف لاحقًا أنه كان على علاقةٍ بها.

فضيحة لافون

في النصف الأول من الخمسينيات نشط دور الشاب إيلي كوهين في مجالات يغلب عليها الطابع اللوجستي، كتهريب الأشخاص والأموال والاستطلاع، لكن الارتباط بالوحدة 131 لم يكن وثيقًا، الأمر الذي نجاه حينما انكشفت الوحدة عقب فشل عملية سوزانة التي ستُعرف لاحقًا بفضيحة لافون.

كانت فضيحة لافون بمثابة اللحظة المفصلية في حياته وحياة إسرائيل، فبعد النجاح المدوي لجهاز المخابرات العامة المصرية اليافع في كشف الوحدة التي كانت تتشكل من خيرة ضباط ورجالات المخابرات الإسرائيلية المدربين ليس فقط على التجسس ولكن أيضًا على الاغتيالات والتخريب. سقطت حكومة بن جوريون ومعها وزير الدفاع فينحاس لافون، كما تدهورت العلاقات الغربية الإسرائيلية التي استغرقت 12 عامًا لإصلاحها كما تذكر وثائق جديدة.

مع سقوط الوحدة، ألقي القبض على كوهين، الذي تتفق كل المصادر على خروجه سليمًا منها لعدم كفاية الأدلة، ليظل على إثرها لمدة عامين يحاول تهريب اليهود والمال، حتى رحل هو في نهاية 1956 إلى إسرائيل.

من نجا، وبينهم رجال الصف الثاني مثل كوهين، أعيد تشكيلهم وتدريبهم في وحدة جديدة مكلفة بنفس التزامات الوحدة 131، وهي الوحدة 188 الخاضعة للموساد وليس المخابرات العسكرية (أمان)، والتي ستصير بعد ذلك نواة الوحدة سيزاريا، وهي الوحدة الخاصة بالاغتيالات في الموساد. تدرج فيها كوهين حتى صار جاهزًا للعمل في المهنة التي تُعرف فنيًا بوحدة “العمليات القذرة”، كما أوضح لي باحث متخصص في أمرها، هنا بالمملكة المتحدة. هذه المعلومة الخاصة تؤكد قدرات إيلي كوهين التي تتجاوز مجرد الاستطلاع والتجسس إلى القدرة على تنفيذ مهام تخريب واغتيالات.

إيلي كوهين وكابوراك يعقوبيان

وقع الاختيار على كوهين لتنفيذ مهمة طبق الأصل من عملية قامت بها مصر في الاتجاه المعاكس، وهي عملية كيبوراك يعقوبيان.

كان يعقوبيان مصورا فوتوغرافيا أرمنيًا من حي الظاهر، يعمل في محل أبيه في وسط البلد، قبل أن يسقط في الديون ومشكلات أخرى ألقت به في السجن. عرضت المخابرات المصرية عليه العمل معها مقابل الجنسية، وصرف المعاش لأمه الأرمنية المهاجرة من تركيا، وإخراجه من السجن. وافق الرجل وتم ختانه وتدريبه على هوية جديدة لمهاجر يهودي أرمني من تركيا يُدعى إسحق كوتشوك. يندمج كوتشوك في مجتمع معبد شارع عدلي، وبعد عام يهاجر إلى ساوباولو بالبرازيل، حيث يقدم طلب هجرة للسفارة الإسرائيلية هناك، وينتهي به الحال في كيبوتز بإسرائيل في 1961.

يمضي يعقوبيان في طريق التجسس لمدة عام، لكنه يسقط سريعًا لأخطاء اختلفت المصادر على طبيعتها، ويجري سجنه ثم إعادته لمصر بعد فترة وجيزة، ليختفي بعدها تمامًا عن أعين الجميع، حيث إن آخر معلومة وردت عنه أن المخابرات وفرت له مكانًا في وسط البلد، لكنه يصير شبحًا بعد ذلك.

في تلك الفترة الوجيزة، استطاع يعقوبيان/ كوتشوك توفير معلومات “حساسة” بحد وصف جهاز الأمن الوطني الإسرائيلي (الشاباك)، فماذا عن كوهين؟

تطابق العمليتين

بدا للسيد محمد نسيم، أحد أعلام المخابرات العامة المصرية، أن التشابه ناتج عن استلهام عملية كوتشوك وتكرارها في كوهين، الأمر غريب بالفعل نظرًا للتشابه الذي يصل حد التطابق، والتزامن في التوقيت (وهذا ينفي اعتماد الواحدة على الأخرى).

فبينما وصل يعقوبيان إلى ساوباولو باسم اليهودي إسحق كوتشوك، وصل كوهين إلى بوينوس أيريس عاصمة الأرجنتين في نفس العام باسم كمال أمين ثابت، تاجر سوري. تقرب ثابت من المجتمع السوري الكبير في العاصمة الأرجنتينية، وقد “أقنعه” السوريون هناك أنه حان الوقت للمهاجر الذي نشأ في الأرجنتين للعودة أخيرًا إلى حضن الوطن وخدمته. وبالفعل، بينما وصل كوتشوك إلى إسرائيل وعمل فيها لمدة ستة أشهر التحق حينها بالجيش، كان ثابت قد وصل إلى دمشق كتاجر أثاث سوري.

سقوط يعقوبيان في تل أبيب تبعه نجاح مدوٍ لكوهين في دمشق، حيث تدرج في العلاقات والنفوذ وصولًا إلى شخصيات القيادة القطرية والدائرة الضيقة في وزارة الدفاع. وصل إيلي كوهين إلى معلومات شديدة الأهمية، بحسب المصادر الإسرائيلية، بخصوص الدفاعات السورية بالجولان وخطط سوريا لحجب المياه عن إسرائيل، الأمر الذي ذهب بالكُتّاب الإسرائيليين لاعتباره حجر الزاوية في نجاح الهجوم في حرب 67، التي لم يشهدها كوهين الذي كان قد تم إعدامه قبلها بعامين بالتمام.

سيناريوهات سقوط كوهين في الميزان

يظل سقوط إيلي كوهين لغز الألغاز. في سوريا تظهر الرواية الرسمية بتنويعتين على لسان صلاح الضللي، رئيس المحكمة العسكرية التي قضت بإعدامه، ومنذر الموصلي، مدير مكتب الرئيس أمين الحافظ حينها.

الرواية السورية الرسمية:

الأولى هي أنه مع كثرة المعلومات الحساسة التي تكتشف سوريا تسريبها، ومع كثافة الموجات الناقلة لها، قررت جلب جهاز متقدم من الاتحاد السوفييتي يرصد مصدر الموجات، وبالفعل ينجح الجهاز في تتبع الموجات التي يرسلها إيلي كوهين من منزله حتى يتم القبض عليه.

فنيَا، يصعب تصديق الرواية؛ فالبحث عن شقة في عاصمة بحجم دمشق مثل البحث عن “إبرة في كوم قش” (نتحدث عن النصف الأول من الستينيات)، ولذلك مسح المدينة بجهاز الرصد لا يحتاج فقط أن يكون كاملًا، بل أن تستمر الموجة في إرسال الإشارات حتى القبض على مُرسلها، وهو أمر شديد الصعوبة.

رواية أقل فاتنازية

يبدو أن سوريا تداركت الصعوبة الفنية لهذه الرواية، فطرحت إصدارًا آخر أقل فنتازيةً، وهو أن السفارة الهندية قد اشتكت من التشويش الذي تتعرض له رسائلها اللاسلكية بسبب موجات يجري إرسالها من نقطة قريبة، مما يجعل المساحة التي سيتعامل معها جهاز الرصد صغيرة جدًا، وفكرة القبض على مصدر الإشارة خلال إرسالها أكثر قبولًا.

باتت الرواية الأولى هي الرسمية، واعتمدتها إسرائيل في كتبها، إلا أن مصر كان لها قولٌ آخر.

الرواية المصرية

ففي مصر، كانت هناك رواية مفادها أن العميل 300 (وليس 313 كما هو متعارف إعلاميًا) الذي زرعته المخابرات المصرية في الوحدة 131 قد تعرف على إيلي كوهين مما كشف الأخير. هذا العميل كان رفعت الجمال، المعروف إعلاميًا برأفت الهجان، والذي قمت بتحليل روايته سابقًا.

نظرة أعمق | رفعت الجمال | راجع كل ما تعرفه عن بطولات رأفت الهجان.. لا. لم تعرف شيئًا بعد!

كان الجمال، بحسب روايته الشخصية، قد تعرف في بداية نشاطه في الإسكندرية على أربع شخصيات نشطة، بينها إيلي كوهين، وكلاهما ألقي القبض عليه حينما انكشفت الوحدة (بفضل الجمال كما يقول) وأطلق سراحهما معًا، ليرحلا إلى إسرائيل في 1956، وهناك تجمعهما الصدفة عبر صديق مشترك في جهاز أمني.

يلتقي الجمال بكوهين على فتراتٍ متقطعة بعد أن استقرا في إسرائيل، ثم يختفي الأخير بعد أن يبلغ الجمال بأنه التحق بمهنة خاصة في وزارة الدفاع.

في نهار أحد الأيام في ألمانيا يشتري الجمال الصحف العربية والعبرية كعادته، ليكتشف أن إيلي كوهين قد صار كمال أمين ثابت الذي كان في طليعة الرموز السورية التي استقبلت اللواء عامر. يبرق الجمال هذه المعلومة للسيد محمد نسيم، الذي بدوره يظهر فجأة على باب بيت الجمال ثم يختفيان مرة أخرى في فرنسا، الأمر الذي يتبعه لاحقًا خبر إلقاء القبض على كوهين.

قيل لي أن خطورة المعلومة جعلت اللواء صلاح نصر رئيس الجهاز شخصيًا يطير إلى سوريا، ويلتقي بالرئيس أمين الحافظ ليبلغه بالمعلومة.

أدلة جديدة تؤيد الرواية المصرية

في 2004، يكتب الصحفي الإسرائيلي يوسي ميلمان مقالين بالعبرية والإنجليزية لهآرتس يذكر فيهما أن هذه الرواية باتت أكثر رجاحةً بعد لقاءً أدلت فيه السيدة فالتراود بيتون، أرملة الجمال، بهذه المعلومات لصحيفة ال Cairo Times، أي أن الرواية كانت بالفعل واحدة من الروايات التي تدور في أروقة الموساد، ولكنهم لم يمتلكوا ما يؤكدها.

إلا أن الشهر الماضي حمل لنا تصريحات أعتقد أنها الأخطر. فقد قالت نادية كوهين، أرملة الجاسوس، أن الروايات الخاصة بالرصد لموجات الإرسالة ليست حقيقية، وأنه لم يتم كشفه بمحض الصدفة، فقد قال لها إيلي كوهين في زيارته الأخيرة أنه صار تحت المراقبة في سوريا، وأنه على الأرجح تم الإيقاع به، ولذلك فإن اللقاء الأخير معها كان وداعيًا، وكلاهما علم بذلك، فقد توسل للموساد ألا يجبروه على العودة لسوريا، لكن التحضيرات الكبرى لحرب 67 كانت على قدمٍ وساق، فتم تهديده علنًا، وأجبروه على العودة، وبمجرد وصوله تم القبض عليه.

تصريحات زوجة إيلي كوهين تقترح سيناريو كانت فيه معلومة مبكرة تلاها فترة مراقبة انتهت بالقبض عليه. بالتالي، ودون الحاجة لإنكارها للرواية الكلاسيكية المعتمدة، فإن شهادتها تحتوي على ما يؤكد استحالتها، وترجح كفة رواية إسقاط الجمّال لكوهين.

موقف سوريا من الرواية المصرية؟

يرفض السوريون الرواية المصرية، وقد كان ذلك في ضوء تصريحات لأمين الحافظ شخصيًا، وكذلك منذر الموصلي، فالسوريون يرون أن الرواية كانت جزءًا من الدعاية المصرية التي أرادت إحراج سوريا، وإظهار كعب المخابرات المصرية العالي عليها، في وقت شهد اضطرابًا بين الدولتين بعد الانفصال.

قد يكون ذلك حقيقيًا إن كانت الرواية قد خرجت للعلن حينها، لكن ذلك لم يحدث، فقد صمتت مصر تمامًا حتى ظهور رواية الجمال في منتصف الثمانينيات، بل وحينها لم تظهر العلاقة بين الجمال وكوهين في رواية مرسي، حتى ظهرت مذكرات  الجمال المقتضبة جدًا (والتي أُسقطت منها رواية سقوط كوهين) في العام 1994.

لم يكن هناك شهادة واضحة على الأمر حتى أطلقت زوجة الجمال تصريحاتها الخاصة بالأمر انطلاقًا من النسخة الأصلية غير المنشورة للمذكرات، في حوارها الذي أشار له ميلمان في العام 2004.

فإن كانت مصر قد أرادت إحراج سوريا لفعلت أكثر من ذلك بكثير. أضف إلى ذلك أن الحجة يمكن أن تُساق في الاتجاه المعاكس (circular argument)، ويمكن القول بأن سوريا تريد إخفاء إنجاز مخابراتي مصري قد يحرجها. وفي كل الأحوال فإن تصريحات نادية الشهر الماضي أصبحت في نظري مسمارًا أخيرًا في نعش الرواية السورية التي اعتمدتها إسرائيل.

ويظل رفعت الجمال، جاك بيتون، الرقم الصعب في معادلة معارك الجاسوسية في المنطقة، أثناء تلك الحقبة، فهل سيأتي اليوم الذي ينكشف فيه المزيد عن دوره في عملية إيلي كوهين وغيرها؟!

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك