منذ شهور، يلاحق اليسار في أمريكا المليارديرات باعتبارهم يدفعون ضرائب أقل مما ينبغي. أهم الملاحقين كان إيلون ماسك، الذي تتجاوز ثروته 300 مليار دولار.

ماسك لا يحصل على راتب نقدي أصلًا. بالتالي، فكل تلك المليارات تقريبًا تندرج تحت بند يسمى "المكاسب غير المحققة" أو "الأرباح على الورق" غير مستحقة الضرائب.

وبناء عليه، فهو ليس ملزمًا قانونًا بدفع ضريبة دخل إلا إذا باع أسهمه وحولها إلى أموال سائلة.

استباقًا لأي تنفيذ للخطة في الكونجرس، عرض إيلون ماسك طوعًا، استفتاء على متابعيه عبر تويتر، إن كان يجب عليه بيع 10% من أسهم تسلا لسداد الضرائب.

خلال مدة الاستطلاع، زاد الجدل في الميديا الدولية. وبالنهاية، صوت 58٪ من المتابعين لصالح بيع الأسهم ودفع الضرائب، وكتب ماسك أنه سينزل على نتائح التصويت.

وبمجرد أن جاءت نتيجة الاستفتاء بالموافقة، باع ماسك حوالي 10.1 مليون سهم فورًا، وهو عدد كان أقل من المستهدف بـ 7 ملايين سهم.

قبل طرح التغريدة، كان إيلون ماسك في ورطة؛ إذ لم تتبق سوى أشهر قليلة على الموعد النهائي لممارسة خيارات الأسهم التي حصل عليها منذ سنوات.

لتبسيط معنى ممارسة الخيارات؛ فهي أشبه بمكافآت حصل عليها إيلون ماسك بعد نجاحه في تحقيق أهداف تسلا، وهي تعطيه الحق في الحصول على أسهم إضافية في الشركة بسعر محدد خلال فترة زمنية محددة.

يملك ماسك 22.9 مليون خيار من الأسهم، كجزء من حزمة عام 2012. والموعد النهائي لممارسة الخيارات كان محددًا بأغسطس 2022.

إن لم يستخدمها خلال تلك الفترة فإنه سيفقدها كليًا. وإن استخدمها سيكون مطالبًا بدفع فاتورة ضريبة ضخمة تتراوح بحدود 16 مليار دولار وفق أسعار أسهم تسلا حينها، بخلاف 3.6 مليار أخرى كان مطالبًا بسدادها لولاية كاليفورنيا عن الفترة التي كانت شركاته تعمل فيها من هناك خلال معظم عام 2021.

ومع استمرار الزيادة في أسعار أسهم تسلا، فإن الفاتورة كانت تتصاعد باستمرار.

نادرًا ما يكون إعلان أحد أصحاب المصلحة الرئيسيين عن خطط لبيع الأسهم أمرًا جيدًا للسهم. وهذا ما كان يريده إيلون ماسك بالضبط.

انخفضت أسعار الأسهم بشدة، ومعها انخفض مجموع الضرائب التي بات مطالبًا بدفعها إلى ما مجموعه 13 مليارًا (11 ضرائب فيدرالية، وملياري دولار ضرائب لولاية كاليفورنيا).

باع ماسك حوالي 15.7 مليون سهم في المجموع، ليلامس تقريبًا حد الـ 10% من أسهم تسلا التي وعد ببيعها.

لكن في المقابل، حول إيلون ماسك أكثر من 22.8 مليون خيار مما ستنتهي صلاحيته في أغسطس إلى أسهم، وفق سعر محدد سابقًا بـ 6.24 دولارًا للسهم، أي أقل بكثير من 1% من سعر سهم تسلا في الأوقات الطبيعية.

النتيجة أن إيلون ماسك جمع أرباحًا من بيع أسهم تسلا بحدود 16 مليار دولار، سيسدد منها الـ 13 مليارًا المطلوبة للضرائب، ليوجه المليارات الثلاثة المتبقية لضخ استثمارات إضافية في شركة ستارلينك التي يملكها، ويخطط من خلالها لتغطية كوكب الأرض بالكامل بالإنترنت عبر الأقمار الصناعية.

هل انتهت اللعبة؟ لا. دخل إيلون ماسك استفتاء تويتر بحصة في تسلا تصل نحو 170.5 مليون سهم. الآن، وصلت أسهمه إلى أكثر من 177 مليون سهم؛ أي بنحو 7 ملايين سهم تقريبًا أكثر مما كان يملكه قبل انطلاق اللعبة.

هذا ليس كل شيء. لا يزال إيلون ماسك يملك 50.7 مليون خيار آخر ستسمح له بشراء ملايين من الأسهم الإضافية، وإن كان ذلك بسعر أعلى مما اشترى به الآن.

لكن، من غير المحتمل أن يمارس ماسك هذه الخيارات قريبًا، حيث لن تنتهي صلاحية أي منها حتى يناير 2028.

وقريبًا، ستضاف 8.4 مليون خيار لحصيلة خيارات ماسك مع نتائج الربع الرابع من عام 2021، ومليونان آخران مع إعلان نتائج الربع الأول من 2022، ثم 8.4 مليون خيار إضافي في الربع الثاني أو الثالث من نفس العام، أو أوائل عام 2023 على أقصى تقدير، وفقًا لتوقعات وول ستريت.

وإلى لقاء في ألعاب أخرى.