فتح القسطنطينية | الصليبيون مهدوا لسقوط القسطنطينية في يد المسلمين | الحكاية في دقائق

فتح القسطنطينية | الصليبيون مهدوا لسقوط القسطنطينية في يد المسلمين | الحكاية في دقائق

29 May 2021
تاريخ الاسلام تركيا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

تقول النبوءة على قبر الامبراطور قسطنطين الأول

إن القسطنطينية مدينة أسسها امبراطور يدعى قسطنطين..

أمه اسمها هيلينا

وستسقط في عهد امبراطور اسمه قسطنطين..

وأمه اسمها هيلينا أيضًا!

هذا ما حدث فعلًا في 29 مايو 1453، عندما سقطت القسطنطينية في أيدي العثمانيين، في عهد الإمبراطور قسطنطين الحادي عشر، والذي مات أثناء القتال، دون العثور على جثمانه بعد المعركة.

لكن، ربما لم تكن هذه النبؤة لتتحقق لولا الضربات السابقة التي تلقتها القسطنطينية، وأهمها في الحملة الصليبية الرابعة التي وجه فيها الصليبيون الغربيون إلى القسطنطينية الضربة التي لم تتعاف منها أبدًا.

قادة الحملة الصليبية الرابعة حولوا هدف الحملة من الهجوم على الدولة الأيوبية إلى الهجوم على القسطنطينية. والنتيجة نهب المدينة وإحراق جزء منها في أبريل 1204.

لم يتوقف الصليبيون عند النهب، بل أقاموا “الإمبراطورية اللاتينية” بتنصيب الامبراطور بالدوين الأول. ومن هنا ساءت العلاقات بين الدول الكاثوليكية اللاتينية الغربية وبين الدول التابعة للمذهب الأرثوذكسي في الكنائس الشرقية لقرون تالية؛ كون القسطنطينية أهم وأكبر مدينة مسيحية أرثوذكسية.

صحيح أن الأمراء اليونانيين التابعين للقسطنطينية استمروا في الوجود ، وأنهم أسسوا امبراطورية طرابزون وأخرى في إيبروس وثالثة في جنوب القسطنطينية نفسها، لكن هذه الممالك الثلاث لن تتحد مرة أخرى حتى بعد طرد الصليبيين وإقامة الإمبراطورية البيزنطية مجددًا في 1261.. كل مملكة منها تعتبر نفسها الوريث الحقيقي للامبراطورية الأصلية، كل حكامها من اليونان وكلهم يتصارعون فيما بينهم.

حالة الضعف التي أصابت القسطنطينية جراء الحملة الصليبية الرابعة استمرت، ليس فقط في أنحاء الإمبراطورية، بل في مدينة القسطنطينية نفسها، حيث انخفض عدد السكان إلى ما بين 50 – 100 ألف..

وتحولت المساحات المهجورة إلى أراض زراعية داخل المدينة، ولم تعد هناك قوة عددية كافية للدفاع عن المدينة ضد العثمانيين.

العثمانيون في المقابل وصلوا أخيرًا إلى مرحلة استقرار بوفاة تيمورلنك ونهاية الصراع مع دولته، وبدأت دولتهم هم في التوسع حتى أحاطت بالقسطنطينية تمامًا، وبدأ قسطنطين الحادي عشر في دفع الجزية للدولة العثمانية.

مع تولي محمد الفاتح الحكم بدا واضحًا أن هدفه غزو القسطنطينية وضمها بشكل صريح..

الحاجز الوحيد أمامه كان معاهدة الجزية التي يدفعها قسطنطين الحادي عشر. لكن محمد الفاتح وقع معاهدات مع المجر وجنوة والبندقية لضمان عدم مشاركتهم في الدفاع عن القسطنطينية.

الجزية نفسها ضاعفت المشكلة للقسطنطينية الهشة اقتصاديًا، فهدد قسطنطين بدعم أورهان، أحد أبناء عمومة محمد الفاتح والذي يعد منافسًا له على العرش. وهنا كانت الحجة جاهزة لمحمد الفاتح ليلغي المعاهدة التي تدفع فيها القسطنطينية الجزية، ويبدأ الهجوم.

بداية الحرب جاءت مع بناء حصن روملي لفرض حصار على مضيق البسفور في أبريل 1452، لمنع أي سفينة من تقديم المساعدة للقسطنطينية عندما يبدأ حصارها.

وخلال 4 أشهر اكتمل بناء الحصن، وبدأت القسطنطينية في تخزين المؤن وإرسال طلبات المساعدة لدول أوروبا. لكن لم تصل سوى فرقة مرتزقة بقيادة الإيطالي جيوفاني جوستنياني للدفاع عن القسطنطينية.

تقدر القوات البيزنطية وقتها بـ 10 آلاف جندي بيزنطي و600 من العثمانيين المؤيدين لأورهان و200 من الرماة وعدد قليل من المقاتلين الكتالونيين الذين وصلوا القسطنطينية بسفينة واحدة.. بينما القوة البحرية كانت 26 سفينة فقط.

على الجانب الأخر، كانت قوات العثمانيين تقدر بـ 80 ألفًا من الجنود، و 10 آلاف من الانكشارية، و1,500 من الفرسان الصرب بجانب قوات المدفعية، وقوة بحرية من 31 سفينة و75 قاربًا كبيرًا،

بخلاف قوات المدفعية العثمانية التي حازت شهرة في قصص المعركة، بسبب ضخامة المدفع الذي أنشأه المهندس المجري أوربان، والذي عرف باسم مدفع الدردنيل، أو المدفع السلطاني، والمصمم خصيصًا لضرب أسوار القسطنطينية الشهيرة بضخامتها، وبلغ حجمه 16,800 كجم وطول 518 سم.

وصلت القوات العثمانية لأسوار المدينة في 1 أبريل 1453 بينما وصل محمد الفاتح في 5 أبريل 1453 وبدأ الحصار بقصف الأسوار الخارجية في 6 أبريل 1453، لكن القصف المدفعي العثماني لم يؤثر كثيرًا؛ لأن المحاصرين كانوا يعيدون الأجزاء المحطمة من الأسوار ليلًا عبر إلقاء الرمال والركام مكانها. وكان الركام أكثر قدرة على امتصاص الضربات المدفعية ربما أفضل من السور القديم نفسه.

في 7 أبريل 1453، بدأت قوات المشاة العثمانية في الهجوم على الأجزاء المتهدمة من الأسوار.. لكن المحاصرين صدوا الهجوم

في 8 و 9 أبريل، بدأت قوات من داخل القسطنطينية في الخروج ومناوشة القوات العثمانية بدون نتائج.

وعاد القصف المدفعي في 11 أبريل 1453 وهو القصف الذي استمر حتى نهاية الحصار.

في 17 و 18 أبريل، عاودت قوات المشاة العثمانية محاولة الهجوم ليلًا دون نتيجة.

في البحر، فشل العثمانيون في اختراق السلسلة. وفي 20 أبريل وصل عدد من السفن من البندقية لمساعدة البيزنطيين.

هنا بدأت خطة محمد الفاتح الشهيرة بنقل السفن العثمانية على الأرض خلف الضفة الأخرى من القسطنطينية ونقلها لما وراء السلسلة في 28 أبريل.

وهنا تحول جزء من القوات البيزنطية بعيدًا عن الأسوار، مما أضعف القوات التي تحمي السور.

في 6 مايو، تمكنت المدافع العثمانية من تدمير بوابة “سانت رومانوس” وكاد يكتمل الاستيلاء على المدينة. لكن المدافعين صدوا الهجوم ليلًا.

وفي 11 مايو، دمر العثمانيون بوابة كاليجاري، لكن قوات الإمبراطور صدت القوات العثمانية التي اخترقت السور.

في 29 مايو، بدأ الهجوم العثماني الشامل الذي اقتحم المدينة.. في ذلك اليوم شوهد الامبراطور قسطنطين الحادي عشر لأخر مرة وهو يقاتل. كل التقارير تشير لمقتله، دون العثور على جثمانه أبدًا.

أما الأمير أورهان، ابن عم محمد الفاتح، فأعدم بعد استيلاء محمد الفاتح على المدينة..

وأباح العثمانيون المدينة للنهب ثلاثة أيام، قبل أن يعلن محمد الفاتح نفسه “محمد قيصر الروم” باعتبار أنه وريث الامبراطورية الرومانية وأن القسطنطينية نفسها كانت تعرف باسم “روما الثانية”..

لكن لقب القيصر سيفتح بابا للصراعات المستقبلية للدولة العثمانية مع روسيا، من جهة باعتبار أن القياصرة الروس ينحدرون من نسل صوفيا باليولوجينا وهي من أفراد عائلة قسطنطين الحادي عشر، وبالتالي فهم الورثة الشرعيون لامبراطورية الروم

في هذا الصراع اعتبرت موسكو نفسها “روما الثالثة”.

المشكلة الأخرى لمحمد الفاتح كانت أن إحدى جواريه أنجبت ابنه الثالث الأمير “جيم” بعد فتحه القسطنطينية وإعلانه نفسه قيصرا، الأمر الذي سيتخذه جيم حجة لمنافسة أخوته الأكبر منه على العرش باعتباره الابن الذي ولد بعدما أصبح والده القيصر.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك