تسريبات جديدة من البريد الإلكتروني لأنتوني فاوتشي، مستشار الرئيس الأمريكي جو بايدن، من 3,000 صفحة، تعود إلى الفترة من يناير إلى يونيو 2020، تكشف دوره في تمويل أبحاث فيروس كورونا في معهد ووهان الصيني الذي صار حاليًا متهما بإعادة تخليق الفيروس ليسبب الحائحة الحالية.
عالمة الفيروسات الصينية، لي مينج يان، التي كانت من بين أول من طرحوا سيناريو تسرب كورونا من معمل ووهان، تقول إن تسريبات فاوتشي تثبت أن مستشار بايدن الحالي كان يعرف كل التفاصيل، خصوصًا أن الأموال التي حولها إلى بكين كانت مخصصة لإجراء أبحاث طفرة اكتساب الوظيفة.
ولأن التسريبات لا تأتي فرادى، تتكشف قصة عالم تابع للجيش الصيني حصل على تمويل من المعاهد الوطنية الصحية الأمريكية، تقدم للحصول على براءة اختراع للقاح كورونا في فبراير 2020 “حين كان العالم يتكشف بصعوبة أن كورونا يتناقل بين البشر”. ما فتح سيناريو أن اللقاح كان قيد الدراسة حتى قبل انتشار الوباء.
س/ج في دقائق
ماذا كشفت تسريبات فاوتشي عن تستره على الصين؟
وفق قانون حرية تداول المعلومات، نشرت الميديا الأمريكية 3,000 صفحة من إيميل أنتونتي فاوتشي، كبير مستشاري الرئيس جو بايدن، في الفترة من يناير إلى يونيو 2020.
تسريبات فاوتشي كشفت أنه كان يعرف دائمًا أكثر مما كشف، وبينها علمه بإجراء تجارب أبحاث طفرة اكتساب الوظيفة في معهد ووهان الذي يحصل على تمويل أمريكي، والمتهم بالتسبب في تخليق جائحة كورونا الحالية.
تسريبات فاوتشي امتدت إلى ما أعلنته منظمة “جدجيكال ووتش” حول حصولها على 280 صفحة من الوثائق، تكشف أن المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية قدم في الفترة من 2014 إلى 2019، تحت رئاسة فاوتشي، تمويلًا بلغ 826,277 دولارًا لمعهد ووهان لإجراء أبحاث حول “فهم مخاطر ظهور فيروس كورونا خفاشي المصدر”، بوساطة الباحث الرئيسي، بيتر داسزاك، رئيس شركة إيكو هيلث إليانس الأمريكية.
وثيقة من تسريبات فاوتشي حول توزيع التمويل الأمريكي لأبحاث معهد ووهان
رئيس جدجيكال ووتش توم فيتون قال إن تسريبات فاوتشي الجديدة تؤكد أن تمويل معهد ووهان من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين، وأن منظمته استغرفت عامًا كاملًا كي تحصل على حكم فيدرالي بالحصول على الوثائق، ما اعتبره “دليلًا على محاولة التستر”.
تسريبات فاوتشي شملت كذلك أنه علم بالشكوك النظرية حول احتمال تسرب فيروس كورونا من معمل ووهان. لكنه نفاها دون تدقيق في الاحتمال، ليتلقى شكرًا من بيتر داسزاك – الذي تم التمويل من خلاله – بشأن تصريحاته العلنية بأن “الأدلة العلمية لا تدعم نظرية التسرب في المختبر”.
اللقاح المبكر.. لماذا يعد مصدر إحراج إضافي لفاوتشي؟
وفق معلومات جديدة تزامن الكشف عنها مع تسريبات فاوتشي الأخيرة، فإن عالما صينيا يعمل مع الجيش الصيني والحزب الشيوعي، على صلة بمعهد ووهان، تقدم بطلب الحصول على براءة اختراع للقاح كورونا، في 24 فبراير 2020؛ أي بعد 5 أسابيع فقط من اعتراف الصين بانتقال الفيروس بين البشر.
هذا العالم يعرف باسم تشو.
تشو مات في مايو 2020 في ظروف غامضة، دون إعلان إلا في ورقة علمية صدرت في ديسمبر 2020، وهو ما تقول نيويورك بوست إنه لا يتوافق مع الاحتفاء المتوقع بعالم عسكري صيني حاصل على العديد من الجوائز.
وبحسب التقارير، فإن تشو، قبل العمل في جيش التحرير الشعبى الصينى، كان يملك علاقات قوية بالولايات المتحدة، حيث قام بأبحاث ما بعد الدكتوراه في كلية الطب بجامعة بيتسبرغ، وتعاون مع مركز الدم في نيويورك وجامعة مينيسوتا، وتم تمويله بثلاث منح من المعاهد الوطنية للصحة، التي كان يرأسها فاوتشي
تقرير نيويورك بوست قال إن تشو عمل عن كثب مع مختبر ووهان في قلب التركيز الدولي المتزايد على صلاته المحتملة بالوباء، بالإضافة إلى عالمة الخفاش سيئة السمعة شي جينجلي.
في مقابلة مع سي إن إن، قال فاوتشي إن تسريبات بريده الإلكتروني “أخرجت من سياقها” معتبرًا أن نفيه احتمال تسرب كورونا كان سببه “أن لديه عقلًا متفتحًا بشأن أصل الفيروس”.
وقال فاوتشي إنه “لا يزال يرى أنه من غير المحتمل أن يكون قد أطلق من مختبر ووهان”.
ردًا على مزيد من الأسئلة، قال إنه “لا يتذكر محتويات الإيميل التي طالتها التسريبات”. لكنه قال إنه يعتبر أن تعمد الصين تصميم فيروس قاتل “سيناريو بعيد المنال تمامًا”.
وبخصوص لقاح تشو، رفض فاوتشي إجراء مقابلة مع صحيفة “ذا استراليان” للتعليق على الأمر.