هزيمة مباغتة مُني بها تحالف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في الانتخابات الأخيرة، والتي حقق فيها حزبها النتائج الأسوأ في تاريخه.
أنهت هذه الهزيمة عهد ميركل التي تربعت على كرسي المستشارية لـ4 ولايات متتالية.
وفتحت باب التساؤل عن شكل حياة المستشارين الألمان عقب التقاعد؛ والتي يتخلون فيها عن ضغوط مناصبهم والتزاماتها التي تلتهم الكثير من الوقت والجهد.
بعضهم اختار تقاعدًا هادئًا مثل كونراد أديناور (أول مستشار ألماني بعد الحرب العالمية الثانية) الذي قضَى ما تبقى من حياته في العناية بزهور حديقته.
وآخرون كـ”بسمارك” (رئيس الوزراء المؤسِّس للإمبراطورية الألمانية)، أفنَى حياته البعيدة عن منصبه في كتابة انتقادات لاذعة لرجال الحُكم، متأثرًا بمرارة خروجه المهين من منصبه بعد 19 عامًا قاد فيها ألمانيا إلى المجد.
فماذا عن الباقين؟
الحكاية في دقائق
خلال زيارة لها إلى واشنطن هذا العام، سُئلت ميركل عمّا ستفعله بعد تقاعدها.
اعتادت ميركل تجاهل هذا السؤال كلما وُجِّه لها خلال السنوات الأخيرة إلا أنها هذه المرة أجابت قائلة: "سآخذ قسطًا من الراحة، ولن أقبل أي دعواتٍ للخروج من المنزل. سأغمض عيناي وآخذ قيلولة قصيرة،ثم سأرى ما يُمكنني فعله بعدها. أعتقد أنني سأحب هذا كثيرًا".
وفي مناسبة أخرى، قالت ميركل إن أكثر ما سيروق لها بعد تقاعدها أنها ستتخلص من القلق على حجم المهام المُلقاة على عاتقها.
من المفترض أن ميركل تمتلك ما يكفي من أموال تعينها على قضاء فترة تقاعد ممتعة، فطوال 16 عامًا تلقت راتبًا ضخمًا بصفتها مستشارة يبلغ 25 ألف يورو (29 ألف دولار) علاوة على 10 ألف يورو أخرى نظير عضويتها في الرايخشتاج (البرلمان الألماني) التي تفوز بمقعدٍ فيه منذ 30 عامًا. وبخلاف ذلك فمن المقرر أن تتلقى معاشًا يتجاوز 15 ألف يورو شهريًا.
في رواية خيالية تصوّر الكاتب أندرياس موهي حياة المستشارة الألمانية عقب تقاعدها، متخيلاً أنها ستختار السفر إلى منزل العُطلة في براندنبورغ (ولاية ألمانية تقع شرقي البلاد).
بالفعل، هذا المنزل هو المفضل لميركل لقضاء إجازاتها، هذه الإجازة كانت تعني فقط عدم وجود مواعيد رسمية، إلا أنها لا تستطيع إغلاق هاتفها أو تجنب الاجتماع بالوزراء يوميًا عبر الإنترنت.
وفقًا للرواية، فإن ميركل ستعيش حياة ريفية كاملة تشغل فيها وقتها في خبز الكعك والتنزه على الأقدام لفتراتٍ طويلة، رغم ذلك فإن أندرياس توقّع أن تشعر ميركل بالملل سريعًا بسبب فراغ جدول أعمالها الذي كان دومًا مزدحمًا.
هذه النقطة تحديدًا تطرقت لها ميركل بشكلٍ غير مباشر خلال حديث آخر عن تقاعدها، قالت "إنك لا تدرك قيمة ما ستفقده إلا عندما لا يكون بين يديك".
حتى الآن لم تعلن ميركل أي تفاصيل عما ستفعله، لكن يبدو أنها لن تتعجل في هذا الشأن. فسيتعين عليها البقاء في برلين طوال العام المقبل، على الأقل، بسبب تجديد زوجها أستاذ الكيمياء يواكيم سوير تعاقده مع جامعة هومبولت في برلين.
فلحُسن حظه، أساتذة الجامعة لا تجبرهم نتائج الانتخابات على التقاعد أبدًا.
شغل منصب المستشارية الألمانية بدءًا من 1966م وحتى 1969م.
بعد رحيله، استمرّ كيسنجر في دائرة العمل السياسي رغم عدم تقلده منصبًا رسميًا.
واستمر في نشاطه داخل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وأمِلَ في العودة مرة أخرى لمنصبه وهو مالم يحدث.
في 1980، أعلن اعتزاله العمل السياسي وشرع في كتابة مذكراته. لم يسعفه القدر في إنهائها كاملاً حيث توفي بعد الانتهاء من جزئها الأول فقط والذي يغطي حياته حتى عام 1958م، وحملت عنوان "سنوات مظلمة ومشرقة".
عقب رحيله عن منصبه عام 1982م، اشترك في ملكية صحيفة "دي تسايت" الأسبوعية.
وبذل جهودًا لدعم مساعي إنشاء الاتحاد النقدي الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي الموحد.
قضى وقته في تأليف العديد من الكتب السياسية، كما ذاع صيته في إلقاء المحاضرات مقابل أجرٍ باهظ. في 2012 كشف أنه لا يتقاضى في المحاضرة الواحدة أقل من 15 ألف يورو.
شغل منصب مستشار ألمانيا من 1982م وحتى 1998م، وهو أول مستشار لألمانيا الموحدة، قضى 16 عامًا في منصبه، وهو الراعي لأول لصعود نجم أنجيلا ميركل حتى أنها كان يُطلق عليها في الأوساط السياسية"فتاة كول".
بعد رحيله عن منصب استمرّ في منصبه البرلماني لبعض الوقت ثم أعلن اعتزاله الحياة السياسية في 2002م.
لم تقطع هذه الخطوة بينه وبين ميركل التي أعلنت تواصلها المنتظم معه بدعوى الاستفادة من "تجربته العظيمة كرجل دولة".
في 2004م، نشر مذكراته، وحملت عنوان "ذكريات"، تلاها جزء ثانٍ في 2005م.
خلال هذه الفترة، أسّس شركة للاستشارات السياسية والاستراتيجية، وعمل بنشاط كعضو ضغط لصالح الغير.
في أواخر حياته، لم يعد راضيًا عن سياسات ميركل وأدان أفكارها بشأن أزمة الديون الأوروبية معتبرًا أنها تُهدد الوحدة الأوروبية، وألّف كتابًا ضد ميركل حمل عنوانًا لافتًا "هذه المرأة تُدمر أوروبا الخاصة بي".
تعرّض لمتاعب صحية جمّة قضى بعدها السنين الأخيرة من حياته فوق مقعد متحرك.
شغل منصب المستشار الألماني من 1998م وحتى 2005م.
بعدما غادر منصبه، جرى تعيين شرورد في شركة خطوط أنابيب الغاز "نورد ستريم"، التابعة لشركة "غاز بروم" الروسية.
أثارت هذه الخطوة الكثير من الجدل، خاصة وأن شرورد كان دائم الدفاع عن التعاون مع هذه الشركة خلال توليه منصبه.
بسبب هذا الإجراء شُرِّع قانون يُجبر المسؤولين الحكوميين الألمان الكبار على عدم التعاون مع شركات تجارية إلا بعد استئذان الحكومة في أن هذه الخطوة "لن تضرّ بالمصلحة العامة"، مع فرض "فترة انتظار" يُمكن أن تصل إلى 18 شهرًا.
سافر إلى إنجلترا من أجل تحسين لغته الإنجليزية والتي ساعدته على الانخراط أكثر في عالم الأعمال.
وتوثّقت علاقته التجارية بالشركات الروسية الكبرى، وتحديدًا العاملة في قطاع الطاقة، وهي خطوة استدعت انتقادًا لاذعًا من ميركل.
كما تردد اسمه أكثر من مرة العمل على تسوية النزاعات التجارية بين كبار الشركات داخل ألمانيا.
وفي 2017م، لعب دورًا سياسيًا غير رسمي، عقب لقائه برئيس الوزراء التركي أردوغان، والضغط عليه للإفراج عن الناشط السياسي الألماني بيتر ستودتنر المحتجز داخل سجن تركي.