عانَى الراهب المسيحي مارتن لوثر من إمساك مزمن، أجبره على قضاء ساعاتٍ طويلة في الحمام.
وباعتراف لوثر نفسه، ساعدته لحظات التأمل الطويلة التي قضاها في الحمّام على إعادة صياغة أفكاره الدينية.
ذكر تحديدًا أنه كان في "مجرور" (الحمام) حين توصّل إلى الاعتقاد بأن خلاص الإنسان يكون من خلال الإيمان وليس الأعمال.
شكّلت هذه الفكرة إرهاصات أولية للثورة اللاهوتية الشاملة التي سيقوم بها، والتي ستصنع صدعًا هائلاً في المسيحية، من خلال بزوغ الفرقة البروتستانتية التي تمردت على سيطرة بابا الفاتيكان.
ويعتقد علماء الآثار، أن لوثر كتب العديد من أطروحاته الإصلاحية التي هاجم فيها الفاتيكان بقسوة داخل الحمام.
لاحقًا، بُذلت جهود تنقيبية في أرجاء ألمانيا حتى عُثر على الحمام الذي غيّر "التأمل" فيه تاريخ المسيحية!
عُمره يتجاوز الـ450 عامًا، مصنوع من الحجر، ومزوّد بمصرف بدائي.
اشتهر آريوس الكاهن السكندري من أصل ليبي في التاريخ القبطي بآرائه المُعارضة للمُجمّع الكَنسي، وتحديدًا في رفضه الاعتراف بـ "ألوهية يسوع".
ولا تزال كُتب التاريخ المسيحي تُقدِّم صورة سلبية جدًا عن آريوس، وتنقل تفاصيل كاملة عن الحرب التي تعرّض لها الرجل بحرق كتبه ومنعه من نشر أفكاره.
خلال زيارته إلى القسطنطينية، وقبل دخوله في معركة لاهوتية حامية مع الكنيسة، أصيب بمغص مفاجئ، طلب على أثره دخول الحمام، ولما طالت جلسته فيه، تفقده أحد تلامذته فوجده ميتًا!
يعتبر بعض المؤرخين أنه تلقى سُمًّا بطيئًا قتله على مهلٍ، أما التاريخ الكنيسى فخلّد موت الرجل بأنه أصيب بـ"ندم الضمير"، فطلب اللجوء إلى الحمام، حيث خرجت أحشاؤه من جسده وهو يقضي حاجته!
هناك العديد من المشاهير الذين تُوفوا في مرحاض منزلهم، أشهرهم المُطرب إلفيس بريسلي، لكن أكثرهم تأثيرًا هو الملك الإنجليزي إدموند أيرونسايد، المعروف بإدموند الثاني.
حكم إدموند إنجلترا لفترة وجيزة خلال عام 1016، حقّق فيها نجاحًا كبيرًا في الدفاع عن بلاده ضد الغزو الدنماركي، ما أكسبه شعبية كبيرة.
لسببٍ مجهول، استغلَّ بعض معارضيه حُب الملك للجلوس لفترة طويلة في الحمام لقتله!
وبحسب المؤرخ الإنجليزي هنري هانتينجدون، فإن الملك "قُتل غدرًا" خلال الحمام، بعدما تسلّل قاتل من فتحة المرحاض وطعنه في مؤخرته عدة مرات.
بينما اعتبر مؤرخ آخر هو جوفري جايمار، أن المرحاض الملكي جرى "تفخيخه" عبر تزويده بقوس مشدود فيه سهم، مُجهز للانطلاق فور جلوس الملك عليه، وهو ما حدث للملك الذي مزّق السهم أحشاءه وقتله فورًا!
بعد أن أصبح للحمامات غرفة أساسية في القصور الملكية نشأت الحاجة لتعيين خدم يسهرون على تنظيفها قبل وبعد استخدام الملك لها.
عُرف صاحب هذه الوظيفة بِاسم "صاحب البراز". وهنا يجب ذكر أن كلمة "براز" في ذلك العصر كانت تعني المقعد المُستخدم في الحمام.
قد تظنّ أن مهنة تنظيف حمام الملك أمر متدنٍ، لكن العكس كان الصحيح، إذ كان المنصب مرغوبًا من كثيرين، لأن رجالة يُصبحون الأكثر قربًا من الملك.
بمرور الوقت، أصبح "عرسان البراز" طائفة اجتماعية راقية يتلمّس الكثيرون نيل رضاهم طمعًا لقضاء حوائجهم عند الملك.
وبمرور الوقت توسّعت صلاحيات "العرسان" وتجاوزت إطار "الحمّام"، فبات من حقهم التدخل في اختيارات ملابس الملك وأدواته الشخصية، بل وتحمّلوا أيضًا أعباء إدارية/ سياسية حتى أصبحوا بمثابة سكرتارية غير رسمية للملك.