في أبريل 2019، وصل جهاز ماك بوك إلى مركز صيانة في ولاية ديلاوير في وسط الولايات المتحدة. الجهاز كان يعاني من عطل نتيجة تعرضه للماء ،لكن الشخص الذي أحضر الجهاز للمتجر لم يدفع تكاليف الصيانة، ولم يعد مجددًا لاستعادته بعد انتهاء عمليات الإصلاح.
حاول مالك المركز الاتصال بالعميل، لكن محاولاته فشلت.
الجهاز وصل إلى أيدي جون بول ماكأيزاك بالصدفة. العامل الأربعيني فتح الجهاز مجهول الهوية، ليجد أن محتوياته تتعلق بنجل نائب الرئيس السابق جو بايدن.
صنع ماكأيزاك لنفسه نسخة من محتويات الجهاز الذي دفعه للخوف على حياته.
اتصل بأشخاص يثق بهم فنصحوه بتسليم الجهاز ومحتوياته إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذي يعتقد أنهم كانوا يعرفون على الأغلب أنه يملك نسخة.
عملاء المكتب حذروا ماكأيزاك من التعامل مع أي شخص حول الجهاز، حتى لو كان بايدن نفسه.
بعد هذا اختفى الجهاز ومحتوياته، حتى أعلنت نيويورك بوست أن مستشار ترامب السابق ستيف بانون اتصل بالصحيفة ليخبرها بالجهاز ومحتوياته.
بينما قدم رودي جولياني - محامي ترامب- نسخة من محتويات الجهاز.
محتويات الجهاز المنشورة مؤخرًا أعادت فتح ملف محاولة الديمقراط عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي بدأت عندما اتهموه باستغلال نفوذه للضغط على رئيس أوكرانيا لإجراء تحقيقات حول فساد هانتر بايدن، وما إذا كان حصل على وظيفته في شركة بوريزما الأوكرانية للطاقة بفضل منصب والده جو بايدن، الذي كان حينها منصب نائب الرئيس باراك أوباما.
التسريبات تتضمن رسالة بتاريخ 17 أبريل 2015 من فاديم بوزارسكي، مستشار مجلس إدارة شركة بوريزما يشكر هانتر على ترتيب لقاء بين جو بايدن وبين مسؤولي الشركة.
توقيت الاجتماع كان بعد عام واحد على انضمام هانتر بايدن للعمل بالشركة، والتي حصل فيها على راتب 50 ألف دولار شهريًا، وقبل 8 أشهر من قرار فصل المدعي العام الأوكراني الذي كان يحقق في فساد شركة بوريزما.
الرسالة لم تكن الوحيدة المتعلقة بأعمال بوريزما.
في رسالة أخرى، يشكو بوزارسكي لهانتر من أن المسؤولين الحكوميين الجدد عادة ما يتحدثون بشكل غير رسمي مع شخص أشار له بـ"م. ز." ويتصرفون معه بعدوانية حتى يعطيهم المال..
الحرفان قد يكونا إشارة إلى مؤسس الشركة ميكولا زلوشفسكي، بينما يقول بوزارسكي لهانتر: "نحن بحاجة ماسة لنصيحتك حول كيف يمكنك استخدام نفوذك لتوصيل رسالة لإيقاف ما نعتبره إجراءات بدوافع سياسية".
وفي رد على الرسالة يطلب هانتر معلومات عمن يهاجمون الشركة، وإن كان هناك أي اتهام رسمي بعد، ومن في الحكومة الأوكرانية يحتاج للحديث معه.
رسائل أخرى كشفتها التسريبات كانت متبادلة بين هانتر وصديق مقرب له يدعى أرشر، كان يتحدث عن استغلال اسم والده جو بايدن حتى يطلب زيادة راتبه في شركة بوريزما.. الرسائل لم تفصح إن كان تمكن من زيادة الراتب أم لا.
قصة التسريبات تسببت في ضجة صحفية وسياسية بين مطالب بالتحقيقات في الكونجرس حول فساد بايدن وصحة ما ورد في الرسائل.
لكن تويتر وفيسبوك تسببا في معركة أخرى عندما حظرا مشاركة رابط القصة باعتبار أن المعلومات مسروقة من جهاز خاص، ووصل الأمر إلى تعليق حساب كايلي ماكيناني المتحدثة باسم البيت الأبيض لنشرها رابط القصة.
هنا دخل ترامب على الخط واتهم عائلة بايدن بأنها استغلت منصب نائب الرئيس كأنه شركة خاصة لتحقيق الربح. وتوالت هجماته على عمالقة السوشال ميديا باعتبارهم منحازين للديمقراط.
بعد هجوم ترامب بساعات لجأ النواب الجمهوريين في مجلس النواب إلى نسخ النص المكتوب بالصحيفة ثم مشاركته على حساباتهم لتلافي رقابة تويتر وفيسبوك.
من جهة أخرى ظهر جاك دورسي رئيس تويتر ليعلن اعتذاره عن حجب القصة ووصف التصرف بأنه "غير مقبول"، لكنه ألقى باللوم على سياسة معينة في تويتر تمنع مشاركة رابط بدون تعليق وليس تحيزًا لصالح بايدن.
رودي جولياني المقرب من ترامب قال في تصريحات إن الرسائل التي تم الكشف عنها الآن ليست كل شيء، وأن حوالي 40 ألف إيميل والكثير من الصور ومقاطع الفيديو لم تنشر بعد وصفها بأنها مخلة.
المحامي روبرت كوستيللو الذي يعمل لدى رودي جولياني صرح أيضا لقناة فوكس أنه وجولياني يملكان نسخا أخرى من محتويات الجهاز قال إنها تضر بهانتر بايدن جدًا.