قرأت بالتأكيد عشرات الأخبار ومنشورات السوشال ميديا حول الإنجاز الذي حققته ناسا بكشف صورة تليسكوب جيمس ويب. حسنًا، ليست صورة واحدة، هي مجموعة صور سيتوالى نشرها تباعًا.
ما لم تدركه غالبًا حتى اللحظة: أننا نملك بين أيدينا، الآن ولاحقًا، صورًا حية ومباشرة للحظات الأولى لتشكل الكون المبكر جدًا من الظلام الدامس بعد الانفجار العظيم مباشرة!
أدركت حجم الإنجاز؟! لدينا خبر آخر: إن كنت تحلم بالحياة على كوكب آخر، فهذا جزء من مهمة جيمس ويب التي ستتواصل؛ بحثًا عن كواكب أخرى صالحة للحياة، بخلاف كوكب الأرض.
السياسة لم تغب عن الإعلان، نشطاء مثليون اعترضوا على تجاهل طلب لهم.
س/ج في دقائق
ما الذي يظهر في صور جيمس ويب تحديدًا؟
وفقًا لوكالة ناسا، فالصور التي بين أيدينا تظهر رقعة من السماء يمكن رؤيتها من نصف الكرة الجنوبي على الأرض. لكنها – وفق ناسا- تظهر لسكان الأرض بحجم حبة رمل مثبتة على مسافة ذراع.
توصف بأعمق صورة بالأشعة تحت الحمراء التقطها البشر للكون حتى الآن.
وتضم مجموعة ضخمة من المجرات تسمى SMACS 0723، تقع على بعد حوالي 4.6 مليار سنة ضوئية. والآن، نراها تمامًا كما كانت عليه عند هذه المرحلة الزمنية، بعد الانفجار العظيم بفترة وجيزة.
كل مرة ترددون نفس الكلام.. ما الجديد؟
الجديد هو مصدر صور جيمس ويب: التليسكوب نفسه.
نفس البقعة من السماء غالبًا ما يزورها هابل والتلسكوبات الأخرى بحثًا عن الماضي العميق.
لكن تليسكوب جيمس ويب – أكبر مرصد فضائي في التاريخ- يوفر دقة وحساسية تفوقان تلسكوب هابل بـ 100 مرة.
عكس هابل، تلسكوب جيس ويب قادر على الرؤية في الأشعة تحت الحمراء، وبالتالي مراقبة النجوم وأنظمة الكواكب التي تختبئ في سحب الغاز والغبار في مناطق من الكون وتستحيل رؤيتها بالضوء المرئي.
جيمس ويب ليس أول تلسكوب فضائي مزود برؤية بالأشعة تحت الحمراء، لكنه الأكبر من نوعه، مما يسمح بمزيد من الملاحظات التفصيلية، بالشكل الذي يظهر في الصورة:
إطلاقًا. صور جيمس ويب تعيدنا إلى الوراء حرفيًا، لتضعنا على بعد بضع مئات من ملايين السنين فقط من الانفجار العظيم، تمامًا كما بدأت المجرات في التكون وبدأ الضوء في الوميض من النجوم الأولى.
السبب ببساطة أن ضوء هذه النجوم استغرق ما يقرب من 13.5 مليار سنة – أو معظم عمر الكون – للسفر إلينا.
مدير ناسا بيل نيلسون قال نصًا: “سنعود 13.5 مليار سنة إلى الوراء. وبما أننا نعلم أن عمر الكون يبلغ 13.8 مليار سنة، فإننا نعود إلى البداية تقريبًا”.
ولماذا انزعج المثليون من إعلان صور جيمس ويب على أهميتها؟
رغم اجتهاد ناسا في عدم الخروج عن نص “الدايفرستي” بتشكيل فريق التليسكوب من باحثين في 41 دولة ضمن 266 مهمة بحثية، ثلثها بقيادة نساء، فإن تسمية “جيمس ويب” نفسها أغضبت المثليين.
التلسكوب يحمل اسم جيمس ويب، ثاني مدراء ناسا، الذي قاد الوكالة خلال إطلاق بعثات أبولو في الستينيات. لكن تجمعات الباحثيين المثليين اتهموه بـ “اضطهاد” أسلافهم، والتسبب في فصلهم من الخدمة في منتصف القرن العشرين.
في 2021، وقع باحثو الفلك المثليون عريضة بتوقيع 1700 شخص من أجل تغيير الاسم. لكن طلبهم لم يلق استجابة.
وبمجرد إعلان صور جيمس ويب الجديدة، غردت تشاندا بريسكود-وينشتاين، الأستاذة المساعدة للفيزياء في جامعة نيو هامبشاير وأحد الباحثين الأربعة الذين قادوا عريضة إعادة التسمية: “كواحدة من الأشخاص الذين يقودون قضية تغيير الاسم، أشعر اليوم بالمرارة، أنا متحمسة جدًا للصور الجديدة وغاضبة جدًا من وكالة ناسا، لأنها رفضت بعناد الاعتراف بأن جيمس ويب لا يستحق تسمية مرصد عظيم باسمه”.
Back in 2015 when I first learned about JW’s legacy, I pushed the AAS Committee on Sexual-orientation & Gender Minorities (SGMA), which I co-founded (the name is my fault), to say something about it. The senior folks didn’t want to, and I was just a postdoc on the faculty market.
— The Disordered Cosmos by Chanda Prescod-Weinstein (@IBJIYONGI) July 11, 2022