اهتم الجيش الأمريكي بمكافحة انتشار الإنفلونزا بين جنوده، فبذل علماؤه جهودًا كبيرة لتطوير أول لقاح ضد الإنفلونزا.
منذ ثلاثينيات القرن الماضي، بدأ العلماء في جهودهم لمكافحة الفيروس، وهي الجهود التي استفاد منها الجيش الأمريكي لاحقًا.
وفي 1945م، وافقت الولايات المتحدة على أول لقاح للإنفلونزا للاستخدام العسكري، وبعد عامٍ واحد أتاحت استعماله للاستخدام المدني.
أحد الباحثين الرئيسيين في هذا المشروع هو جوناس سالك، العالم الأمريكي الذي طور لاحقًا لقاح شلل الأطفال.
قبل الاستخدام الواسع النطاق للمضادات الحيوية، كانت الجروح الصغيرة والخدوش يمكن أن تؤدي إلى التهابات مميتة.
بالرغم من أن العالم الإسكتلندي ألكسندر فليمنج اكتشف البنسلين منذ عام 1928، إلا أن الولايات المتحدة لم تُنتجه بكميات كبيرة إلا في الحرب العالمية الثانية.
اندهش الجراحون العسكريون من الطريقة التي يخفف بها الدواء الألم، ويزيد من فرص نجاة المصابين، ويُمكّن الأطباء والممرضات من إسعاف الجنود وهُم في ساحة المعركة.
مع دخولها الحرب، اعتبرت الولايات المتحدة أن تصنيع البنسلين هو أولوية لها، وفي أحد الإعلانات الأمريكية وصفت هذه الجهود بأنها "سباق ضد الموت".
وتضمنت خطط غزو نورماندي، إنتاج 2.3 مليون جرعة من البنسلين لقوات الحلفاء.
قبل أيامٍ من اندلاع الحرب العالمية الثانية، أجرت ألمانيا أول اختبار طيران لنموذج طائرة تستعمل محرك نفاث.
بعد نجاح التجربة، اجتاحت القوات الألمانية بولندا، وكانت الشرارة التي اشتعلت بموجبها الحرب العالمية الثانية.
يقول روب والاس، اختصاصي تعليم العلوم والتكنولوجيا: "استعدّت ألمانيا للحرب قبل وقوعها بعقد تقريبًا".
ومع اشتعال القتال في جبهات شتّى، ودخول إنجلترا في المعارك بكل قوتها، تسرّبت إليها أنباء اهتمام ألمانيا بتطوير محركات طائراتها، لتمنحها القُدرة على التحليق لمسافات طويلة وقصف مدنٍ بعيدة.
استدعى المسؤولون الإنجليز من الأرشيف تجارب فرانك ويتل، المهندس في سلاح الجو الملكي، والذي نال أول براءة اختراع للمحرك النفاث عام 1930.
طورت الحكومة البريطانية طائرات بناءً على تصميمات ويتل، وفي 15 مايو 1941 حلّقت أول طائرة حربية إنجليزية تستخدم الدفع النفاث.
لم تحقق هذه الجهود ما يكفي من نجاح لتؤثر في مسار الحرب، إلا أنها كانت بداية الاهتمام بالمحركات النفاثة، التي ستغيّر مفاهيم كثيرة في النقل العسكري والمدني خلال سنوات ما بعد الحرب.
خلال الحرب العالمية الثانية، ابتكر الجراح الأمريكي تشارلز درو، وسيلة لتوحيد إنتاج بلازما الدم للاستخدام الطبي.
على عكس الدم الكامل، يمكن إعطاء البلازما لأي شخص بغض النظر عن فصيلة دم الشخص، مما يسهل علاجه في ساحة المعركة.
وكان هذا الاكتشاف بداية لاستعمال هذه الطريقة في علاج البشر في السنوات اللاحقة.
أنتج الفيزيائي البريطاني السير روبرت واتسون وات أول نظام رادار عملي في عام 1935، وبحلول عام 1939، أنشأت إنجلترا شبكة من محطات الرادار على طول سواحلها الجنوبية والشرقية.
لعب مختبر الإشعاع التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، دورًا كبيرًا في تطوير تكنولوجيا الرادار في الأربعينيات.
وكان الهدف الأصلي للمختبر هو استخدام الإشعاع الكهرومغناطيسي كسلاح، وليس كشكل من أشكال الكشف عن الطائرات أو الصواريخ.
يقول والاس أخصائي التكنولوجيا: كانت فكرتهم الأولى هي أنه إذا تمكنا من إرسال شعاع من الطاقة الكهرومغناطيسية إلى طائرة، فربما يمكننا قتل الطيار عن طريق حرقه أو شيء من هذا القبيل، لكن ذلك لم يتم، ففكروا في استخدامه كما فعلوا بالإشعاع الصوتي في السونار.
هنا ظهر اختراع الرادار.
ساعد الرادار قوات الحلفاء في الكشف عن سفن وطائرات العدو، وفي وقت لاحق، ظهرت العديد من الاستخدامات غير الحربية له مثل توجيه الطائرات المدنية واكتشاف الأحداث المناخية الكبرى مثل الأعاصير.
6 ابتكارات في الحرب العالمية الثانية غيرت الحياة اليومية (هيستوري)