News Of The World | كيف أصبح توم هانكس أفضل وأسوأ عناصر فيلم واحد؟ | حاتم منصور

News Of The World | كيف أصبح توم هانكس أفضل وأسوأ عناصر فيلم واحد؟ | حاتم منصور

17 Jan 2021
حاتم منصور
سينما عالمية
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

في فيلمه الجديد أخبار العالم News Of The World يقدم توم هانكس جولة أخرى تنتمي قلبًا وقالبًا للمرحلة الثانية من مسيرته مع النجومية، التي تحدثنا عنها تفصيليًا في مقال سابق. ويزور فيه للمرة الأولى في تاريخه نوعية الويسترن/الغرب الأمريكي.

الأحداث المقتبسة من رواية بنفس الاسم للأديبة الأمريكية بوليت جيلز، تدور عام 1870 بعد انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية، عن كيد (توم هانكس) المقاتل الذي شارك في هذه الحرب، ويعمل الأن كقارئ صحف ينقل أخبار العالم للتجمعات، ومسافر متنقل بين الولايات.

أفلام الويسترن على الطريقة المصرية .. من شمس الزناتي لـ”حرب كرموز”

أثناء سفرياته، يقابل طفلة صغيرة مات أهلها وسط فوضى الحروب والصراعات العرقية. وبدوافع نبيلة لا تخلو من رغبة في التطهر من ماضيه، يقرر أن يتولى نقلها إلى أقاربها في ولاية أخرى، وهي المهمة التي سيكتشف تدريجيًا أنها لن تكون بالسهولة التي تخيلها.

إعلان فيلم News Of The World

أكبر مشكلة في News Of The World هي سهولة توقع مسار الأحداث. وبقدر كبير تلامس القصة بشكل مباشر عملين من أشهر كلاسيكيات سينما الوسترن، للنجم جون واين الذي برع في هذه النوعية:

المشكلة الثانية هي السيناريو الذي أخفق في دمجنا مع فكرة تطهر البطل من ماض بغيض؛ لأننا طوال الأحداث لا نستشعر هذا الماضي، ونراه فقط كشخص نبيل. وجاء اختيار توم هانكس ليمثل الطعنة الثانية لفكرة التطهر؛ لأن لطفه وتاريخه كنجم متخصص في الشخصيات الطيبة، يخلق حاجزًا نفسيًا قويًا بين ما يجب أن نفترضه عن ماضي الشخصية، وما نشعر به فعلًا طوال المشاهدة.

هذه حبكة درامية تحتاج ربما لنجم من نوعية راسل كرو له تاريخ في الشخصيات التي تحمل طباع (شرسة – نبيلة) ونستطيع معه ذهنيًا بسهولة أن ننتقل بين الانطباعين عن البطل.

في عيده الـ 20.. كيف غير “المصارع” هوليوود للأبد؟ | حاتم منصور

رغم ما سبق يظل توم هانكس أهم العناصر هنا؛ لأن حضوره المعهود يمنح لهذا الفيلم حيوية وروحًا، رغم روتينية الأحداث والحبكة. ويظل أخبار العالم إجمالًا أفضل بمراحل من فيلمه الأخير Greyhound الذي احتوى على عيوب أكبر.

النقطة الثانية التي تمنح الفيلم استحقاقًا للمشاهدة، هي الطابع البصري الثري الذي صنعه المخرج بول جرينجراس مع مدير التصوير داريوس فولسكي.

جرينجراس مشهور بفضل إخراج 3 أفلام من سلسلة الأكشن جيسون بورن Jason Bourne وابتكار طابع أكشن مميز تتحرك فيه الكاميرا بطريقة اهتزازية عنيفة، وينتقل فيه المونتاج من لقطة للقطة بسرعة عاصفة.

هذا الأسلوب ينطبق أيضًا على فيلمه كابتن فيليبس الذي شهد أول تعاون بينه وبين توم هانكس عام 2013. وينطبق كذلك على United 93 الذي قدم فيه ما أعتبره أفضل فيلم عن هجمات 11 سبتمبر.

كيف انتفضت هوليوود من تحت أنقاض 11 سبتمبر؟ | حاتم منصور

أما داريوس فولسكي فيشتهر حاليًا باعتباره مدير التصوير المعتمد للمخرج ريدلي سكوت، وبكونه صاحب سلسلة قراصنة الكاريبي الشهيرة، وهما نقطتان تجعلانه دومًا أقرب للأفلام ذات الخدع البصرية المكثفة.

في News Of The World يغير جرينجراس أسلوبه، لطابع أكثر كلاسيكية وأقرب لأفلام الوسترن القديمة، حتى في مشاهد الأكشن. ويغير فولسكي أسلوبه كذلك ليمنحنا تجربة بصرية ثرية خالية من الخدع المكثفة، وتحتوي على لقطات تستعرض ثراء وروح المناطق الصحراوية والجبلية، التي تدور فيها أغلب أحداث الفيلم.

ببعض الحظ قد ينضم داريوس فولسكي إلى قائمة المرشحين لأوسكار أفضل تصوير هذا العام، وربما سيشق أخبار العالم أيضًا طريقه إلى ترشيحات أخرى مثل الأزياء وتصميم الإنتاج.

وبكثير من الحظ قد يشق طريقه إلى قائمة أفضل فيلم. أو ربما بالقليل منه إذا وضعنا في الاعتبار أن الأحداث تلامس قضية العنصرية العرقية، وهي القضية التي منحتها الأوسكار أفضلية في السنوات الأخيرة.

Nomadland | كيف تصنع فيلمًا مملًا بالمواصفات القياسية لليسار والجوائز؟ | حاتم منصور

رغم هذا، تبقى احتمالية انضمام News Of The World إلى قائمة كلاسيكيات الوسترن مستقبلًا شبه معدومة.

القائمة الفريدة التي انضم إليها، والتي سأذكره بسببها غالبًا للأبد، هي أنه من الأفلام المعدودة جدًا التي يعتبر نجمها أهم مزاياها وأهم عيوبها في نفس الوقت!

باختصار:

حبكة مكررة وتفتقد للإبداع. لكن لا تخلو من طابع بصري ثري، تم إنقاذها/ ذبحها أكثر وأكثر بفضل توم هانكس.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك