استيقظت “جامي” من نومها صباحًا، لتجد أن عدسة كاميرا مراقبة طفلها كانت موجهة إلى سريرها. توقعت أن زوجها ربما كان يتابعهم خلال نومهم ليطمئن عليهم أثناء وجوده في العمل، عبر تطبيق الهاتف، فلم تهتم كثيرًا بالأمر.
عندما عاد زوجها من العمل، نبهها التطبيق على هاتفها إلى أن الكاميرا تتحرك ببطء إلى سرير نومهم الخالي، قبل أن تعود إلى مكانها الطبيعي مركزةً على سرير طفلهما. بالتأكيد لم يكن زوجها هذه المرة ، فقد كان يجلس بجوارها يتناول العشاء.
هنا ارتعدت أطراف جامي، فقد اكتشفت للتو أن هناك من يتحكم في كاميرا مراقبة طفلهما عن بعد، وكان يشاهدهم طوال الوقت، حتى في أوقاتها الخاصة مع صغيرها عندما كانت ترضعه في سرير نومها، أغلقت الكاميرا فورًا، وقطعت الاتصال بالإنترنت تمامًا.
جامي كانت تتخذ كافة الاحتياطات الأمنية لتوفر بيئة هادئة ومناسبة لطفلها وتحافظ على خصوصيته، لكنها فشلت فشلًا ذريعًا؛ إذ لم تتمكن من اختيار نوع الكاميرا المناسب للحفاظ على خصوصيتها مع طفلها، رغم اختيارها لكلمة مرور قوية ومعقدة، لم تستخدمها إلا لتطبيق تشغيل الكاميرا.
نظام تشغيل الكاميرا نفسه كان يحمل ثغرات خفية فتحت الباب أمام الهاكرز لينفذوا إليه، ويتحكموا بسهولة فيها عن بعد.
بنهاية نوفمبر 2017، ومع اقتراب أعياد الكريسماس، أجرت مجموعة حماية المستهلك الألمانية Stiftung Warentest ومجلة Which? اختبارات متفحصة لمجموعة من ألعاب الأطفال المتصلة بالإنترنت، واكتشفوا وجود عدد كبير من الألعاب المتاحة في الأسواق يسهل اختراقها، بما يعرض الأطفال لخطر التحدث صوتيا مع غرباء عبر السماعات المزروعة داخل تلك الألعاب.
من أشهر الألعاب التي ظهرت الثغرات بها كانت دمى Furby Connect وToy-Fi Teddy وCloudPets، إلى جانب i-Que Intelligent Robot.
مثل تلك الألعاب يمكن توصيلها بالإنترنت، ليمكنك التواصل مع طفلك بصوتك، ومحادثته، وأحيانًا رؤيته عبر كاميرا مثبتة داخلها، لكن تلك الإمكانيات تمكن المخترقين من التحكم فيها حال نجحوا في النفاذ عبر شبكة الإنترنت في منزلك إلى داخل ألعاب طفلك، وبالتالي يمكنهم التواصل معه بشكل مباشر، مما قد يعرضه للخطر.
مكبرات الصوت الذكية أصبحت في كل مكان، وقريبًا ستصل منطقتنا بالتأكيد، منها أجهزة المساعدة المنزلية Google Home وAmazon Echo، والمثير للقلق أن كليهما متصل بالإنترنت، ويستمع لكل ما تقوله بمجرد أن تطلب ذلك، لكن الباحثين في شركة Checkmarx استطاعوا أن يجعلوها تستمع إليك طوال الوقت، دون علمك ودون أن تطلب ذلك.
باحثو تشيك ماركس طوروا مهارة جديدة لمساعدة أمازون بواسطة أدوات برمجية تتيحها للمطورين Amazon Skill، وتتمثل المهارة الجديدة في الاستماع المتواصل من جانب الجهاز إلى المستخدم وكل ما يقوله، دون الحاجة إلى سماع عبارة الاستدعاء “حسنًا أليكسا، …”، ومن ثم يسجل الجهاز كل ما يقوله المستخدم بالقرب منه، ويحوله إلى نص مكتوب يرسله إلى الهاكرز.
ومع مثل تلك الثغرة البرمجية الخطيرة، تضع أجهزة المساعدة المنزلية خصوصيتك على المحك؛ فأي مخترق يمكنه النفاذ إلى داخل العقل الكودي لتلك الأجهزة والعبث بها كما يحلو له، ويعرف كافة أسرارك، كأنه بجانبك في منزلك.
أشهر 10 هاكرز في التاريخ وقصصهم التي تهزم أفلام الخيال العلمي
لعشاق آبل.. 10 مزايا خفية في IOS 12
فوجئ شاب أمريكي بتغيرات غريبة في درجات الحرارة داخل منزله، خاصة أثناء النوم. أعتقد لبعض الوقت أن الأمر متعلق بجهاز ضبط الحرارة، والذي صنعته شركة Heatmiser، لكنه استيقظ يومًا عندما شعر بحر شديد، ليكتشف أن الجهاز رفع الحرارة بمعدل 12 درجة مئوية.
الصدمة دفعته لاستشارة مختصين في برمجة الأجهزة الإلكترونية، فأجمعوا أن الأمر يتعلق باختراق هاكر لجهاز الضبط في منزله، عبر ثغرة توجد في منصة تحكم إلكترونية رسمية على موقع الشركة المُصنعة على الإنترنت، يسمح لأي شخص بالتحكم في أجهزة ضبط الحرارة الخاصة بالمستخدمين بكبسة زر.
التحوّل السريع في الأجهزة المنزلية وتطويرها لتصبح متصلة بالإنترنت جزء من سوق إنترنت الأشياء IoT العملاق، والذي بلغ حجمه 235 مليار دولار في 2017.
التوقعات تشير إلى أن العام المقبل سيشهد طفرة حقيقية للأجهزة الذكية وإنترنت الأشياء في منزلك ومكان عملك وكل ما حولك.
تقرير نشرته مؤسسة IDC البحثية أشار إلى أن معدل نمو هذا السوق يصل إلى 18.5% سنويًا، بحيث يتوقع التقرير أن يصل حجمه إلى 939.7 مليون جهاز ذكي بحلول 2022.
الشركات المصنعة للمنتجات والأجهزة الذكية ستحتاج للتركيز أكثر على تأمين وتشفير كافة البيانات التي تخزنها وتحللها تلك الأجهزة؛ فكي تنتشر تلك التقنيات الحديثة لابد أن يثق المستخدمون فيها، وأنها تهتم لأمرهم وبياناتهم بالفعل. حينها فقط سيتحقق الانتشار الواسع الذي حدث مع الكثير من التقنيات على مر التاريخ، مثل التلفزيون والتليفون، ومن بعدهما الهاتف المحمول، وحتى الآن الكمبيوتر والموبايل والأجهزة القابلة للارتداء.