عقوبة خاشقجي | تقرير بلا دليل يرضي التقدميين .. لكن هل يحقق مصلحة أمريكا؟ | ترجمة في دقائق

عقوبة خاشقجي | تقرير بلا دليل يرضي التقدميين .. لكن هل يحقق مصلحة أمريكا؟ | ترجمة في دقائق

27 Feb 2021
الولايات المتحدة
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

النسخة الأصلية من المقال منشورة في افتتاحية وول ستريت جورنال: “عقوبة خاشقجي“.


إدارة جو بايدن ترفع السرية عن تقرير السي آي إيه حول مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول 2018. إعلان يمنح صاحبه إحساسا بالرضى عن نفسه أخلاقيا. لكن: ماذا إذا كان رفع التقرير يعزز مصالح الولايات المتحدة، أو حتى حقوق الإنسان على المدى الطويل، فتلك مسألة أخرى.

التقرير، الذي سلمته إدارة بايدن إلى الكونجرس بعدما رفعت عنه السرية، يلقي المسؤولية مباشرة على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان باعتباره من أمر بخطف جمال خاشقجي وقتله. لكنه لم يقدم أي دليل مباشر على ذلك، بل بنى افتراضه على أساس أن محمد بن سلمان يسيطر على صنع القرار في السعودية. كذلك شارك مستشاره وأفراد من أمنه الشخصي في العملية، بالتالي “يقيم” أنه أمر بالعملية.

حظر خاشقجي لا يشمل محمد بن سلمان

بعد إصدار تقرير سي آي إيه حول مقتل جمال خاشقجي أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عما أسماه “حظر خاشقجي”، وهي سياسة جديدة لتقييد إصدار تأشيرات دخول الولايات المتحدة على الأفراد الذين يُعتقد أنهم شاركوا بشكل مباشر في أنشطة جادة لقمع المعارضين خارج الحدود الإقليمية.

قد يكون “حظر خاشقجي” فعالًا كتحذير للمسؤولين الأجانب بأنهم وعائلاتهم قد يمنعون من دخول الولايات المتحدة إذا تدخلوا ضد المعارضين في الخارج. لا يمكن التقليل من قرار كهذا واحتمالات تأثيره بالنظر إلى عدد القادة الأجانب الذين يريدون إرسال أولادهم للتعلم في ستانفورد أو ديوك.

قائمة من 76 سعوديًا ستكون أول المشمولين بـ “حظر خاشقجي”. لكن لاحظ أن القائمة لا تشمل محمد بن سلمان. ولي العهد، وزير الدفاع السعودي، وربما الملك القادم.

فورين بوليسي: استعداء بايدن للسعودية سيزيد أزمة أمريكا ولن يغير الوضع في الرياض| س/ج في دقائق

ليس جديدًا.. لكنه التوقيت

تفاصيل من تقرير سي آي إيه السري تسربت إلى الميديا وقت إعداده لأول مرة؛ جزئيًا لإحراج الرئيس حينها دونالد ترامب. الذي كان ينظر إلى ولي العهد محمد بن سلمان كحليف؛ ولم يكن يريد أن يعرض علاقة السعودية مع الولايات المتحدة للخطر. لذلك، قبل ترامب  إنكار محمد بن سلمان لتورطه في مقتل جمال خاشقجي دون أي إدانة فعلية أو أخلاقية، كعادة ترامب.

لكن، لا تنس أن دعم ترامب للسعوديين، ومعارضته للطموحات النووية الإيرانية، ساعدا في تمهيد الطريق لاتفاقيات إعلان إبراهام التاريخية بين إسرائيل والدول العربية.

بالمقابل، لا يجد جو بايدن أزمة في إضعاف العلاقات مع السعودية. أو كما يسميها “إعادة تقويم العلاقة”. فرصة أتته للعب على الوتر الحساس للتقدميين والانعزاليين الساعين لإبعاد واشنطن عن الرياض.

هولاء التقدميون في حزب الديمقراط والميديا يصفون استبعاد محمد بن سلمان من “حظر خاشقجي” بالتصرف غير الملائم. يطلبون إضافته للقائمة. لكن إدارة بايدن تدرك أن قرارًا مماثلًا من شأنه أن يغامر جديًا بقطع العلاقات الأمريكية مع السعودية وأن من شأنه أن يساعد الخصوم في طهران وموسكو وبكين. لذلك يجب أن تفكر إدارة بايدن مرتين قبل اتخاذ خطوة ضد السعودية.. الصديق النادر في جزء خطير من العالم.

أمريكا و السعودية | مقامرة بايدن مع الحوثيين قد تفاقم حرب اليمن | ترجمة في دقائق

ماذا عن البقية؟

مقتل خاشقجي كان هجومًا وحشيًا على خصم سياسي، لكن لو اعتمدنا نفس المعايير يمكننا التفكير في آخرين كان يجب وضعهم في قائمة “حظر خاشقجي” الجديدة، مثل زمرة الكرملين برئاسة فلاديمير بوتين وأعضاء مجلس الدولة الصيني المسؤولين عن اعتقالات هونج كونج، أو رعاة الإرهاب في إيران الذين يبدو أن بايدن عازم على مغازلتهم.

تقرير السي آي إيه حول مقتل خاشقجي وعقوبات “حظر خاشقجي” التي تله يبعثان برسالة اشمئزاز الولايات المتحدة من جريمة فظيعة، لكن الولايات المتحدة لا تزال بحاجة إلى شركاء مثل السعودية.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك