في 1993، حصلت اللبنانية مريم طه طومسون على الجنسية الأمريكية. بعد 13 عامًا، ستختارها وزارة الدفاع الأمريكية، في 2006، للعمل بها.. تحديدًا في مساعدة القوات الخاصة العاملة في الخارج.
من أفغانستان إلى سوريا، وصلت طومسون أخيرًا إلى العراق، لمساعدة القوات الأمريكية العاملة ضمن قوات التحالف.. وبهذه الصفة، عُهد إليها بتصريح أمني حكومي يمكنها من مطالعة مستندات مصنفة كـ "سري للغاية"
في 2017، تعرفت على لبناني عبر أحد أفراد أسرتها. اعتقدت أنه ثري ويملك علاقات جيدة.. أخبرها "بما ظنت أنه من باب التفاخر" أن أحد أفراد أسرته يعمل في وزارة الداخلية اللبنانية، وأنه شخصيًا تلقى "خاتمًا" من حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني.
بدأ التواصل عبر السوشال ميديا. لم يلتقيا أبدًا. لكنهما انتقلا إلى تطبيقات الفيديو.
أخبرها أنه يحبها ويريد الزواج منها، لتتطور علاقة رومانسية. كانت حينها في عمر 58 عامًا. تقول إنها كانت تشعر بالوحدة وكبر السن، فوافقت على الزواج.
في ديسمبر 2019، وبينما تتصاعد الاشتباكات بين القوات الأمريكية في والميليشيات الموالية لإيران في العراق، تلقت مريم طومسون تكليفًا من وزارة الدفاع للانضمام إلى القوات الأمريكية الخاصة في أربيل، وهي منشأة تضم نخبة قوات مكافحة الإرهاب التابعة للعمليات الخاصة الأمريكية.
في نفس الشهر، كلفت الوحدة ضربات بشن ضربات ضد مليشيا كتائب حزب الله في العراق وسوريا، ردًا على الهجمات على القواعد العسكرية التي تستضيف قوات التحالف، والتي اتهم الرئيس حينها دونالد ترامب إيران بتدبيرها.
ردًا على الغارات الجوية، هاجم مسلحون موالون لإيران السفارة الأمريكية في بغداد.
ردت أمريكا باغتيال قاسم سليماني، قائد النخبة في الحرس الثوري، في مطار بغداد الدولي.
هنا، بدأت مغامرة طوسون. حبيبها "الثري المفترض" لم يكن إلا ناشطا في حزب الله اللبناني!
أجرى معها اتصالًا "عاطفيًا للغاية" مبديًا استياءه من الغارات الجوية. أخبرها بحقيقته، وطلب منها تزويد حزب الله بمعلومات عن الأصول البشرية التي ساعدت الولايات المتحدة على استهداف قاسم سليماني.
بعد تلقي الطلب في أوائل يناير 2020، بدأت مريم طومسون رحلة البحث في عشرات الملفات المتعلقة بمصادر الاستخبارات البشرية، بما في ذلك الأسماء الحقيقية وبيانات التعريف الشخصية ومعلومات الخلفية والصور، بالإضافة إلى البرقيات التشغيلية التي توضح تفاصيل المعلومات المقدمة إلى الأصول.
استخدمت طومسون عدة تقنيات لتمرير هذه المعلومات إلى حبيبها، الذي أخبرها أن رؤساءه كانوا مسرورين بالمعلومات، وأن القائد العسكري لحزب الله اللبناني يريد مقابلتها عندما تعود إلى لبنان.
إجمالًا، سلمت طومسون حبيبها معلومات تحديد الهوية لما لا يقل عن ثمانية أصول بشرية سرية، بما في ذلك أسماؤهم الحقيقية وصورهم، من خلال ملفاتهم السرية، ومعلومات عن التكتيكات العسكرية الأمريكية، و10 أهداف، وتقنيات وإجراءات "متعددة" تستخدمها الأصول البشرية لجمع المعلومات لحساب الولايات المتحدة.
أحست الولايات المتحدة أن شيئًا ما يحدث، ففتحت التحقيقات فورًا، والتي انتهت بعد شهر إلى اتهام مريم طومسون، التي ألقي القبض عليها في 27 فبراير 2020.
لم يستمر التحقيق معها طويلًا. اعترفت سريعًا، فوجهت إليها التهم بعد عدة أيام، في 5 مارس.
التهمة الرئيسية كانت نقل معلومات سرية إلى مواطن لبناني لينقلها إلى حزب الله الذي تصنفه واشنطن كمنظمة إرهابية.
عقوبة التهمة تصل إلى السجن المؤبد. لكن دفاع طومسون طلب حكمًا بالسجن لسبع سنوات، قبل أن يقول إنه لم يكن على علم بأي قضية تجسس.
طومسون طالبت بعقوبة أخف. قالت إنها تحب أمريكا وتحب أصدقاءها الجنود. لكنها كانت في موقف ضعف، بعدما وجدت شخصًا مستعدًا ليحبها في شيخوختها بعدما كانت يائسة تمامًا من إمكانية العثور عليه.
في النهاية، حكمت المحكمة على مترجمة البنتاغون، في 23 يونيو 2021، بالسجن لمدة 23 عامًا، في حكم قال جون ديمرز، رئيس قسم الأمن القومي بوزارة العدل، إنه "يعكس خطورة انتهاكها لثقة الشعب الأمريكي، وللمصادر البشرية التي عرضت حياتها للخطر، وللجنود الذين عملوا إلى جانبها كأصدقاء وزملاء"،
معتبرًا أن "نقل طومسون أسرار أمتنا الحساسة إلى شخص كانت تعرف أن له صلات بحزب الله اللبناني جعل خيانتها أكثر خطورة".
القاضي لم يحكم بالسجن المؤبد؛ بالنظر للخدمات التي قدمتها للقوات الأمريكية في أفغانستان والعراق وسوريا. لكن الحكم بالسجن 23 عامًا الذي صدر بحقها سيبقيها وراء القضبان لبقية حياتها.
الحبس 23 عامًا لمترجمة البنتاجون بعد نقل معلومات بالغة الحساسية إلى حزب الله (وزارة العدل الأمريكية)
مريم طوسون فضحت مصادر أمريكية في العراق لحزب الله في قضية تجسس إرهابية نادرة (واشنطن بوست)
حبس مترجمة البنتاجون بعد تسريب مستندات سرية إلى حزب الله (فوكس نيوز)
حبس أمريكية 23 عاما لنقلها معلومات سرية إلى حزب الله (UPI)
جاسوسة لحزب الله من مينيسوتا وخطة تجسس لا يجب أن تُنسى (Creative Destruction Media)