ولد محمد دياب إبراهيم المصري، الشهير بـ “محمد الضيف” في 1965 لأسرة فلسطينية يعود أصلها إلى بلدة القبيبة المقدسية.
عاش في المخيمات لفترة، قبل استقرار أسرته الفقيرة في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة.
اضطر للعمل طفلًا في عدة مهن، بالإضافة للعمل مع والده في محل للغزل والتنجيد.
مع تدرجه الدراسي، حاول إقامة مشاريعه الخاصة مبكرًا لينفق على نفسه، فأنشأ مزرعة صغيرة لتربية الدجاج، ثم استصدر رخصة قيادة سيارة، لكنه بات مطاردًا من القوات الإسرائيلية عندما عرف طريقه إلى فرع الإخوان في سن المراهقة، قبل أن تغير اسمها إلى حماس، فضاقت عليه فرص العمل.
في الثمانينيات، تعمقت صلته بالإخوان في الجامعة، فكان من أبرز ناشطي الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بغزة، وأحد أبرز المشاركين في أنشطتها المجتمعية.
محمد الضيف ممثل مسرحي سابق قبل عمله العسكري، ساهم في إنشاء “العائدون”، كأول فرقة فنية إسلامية في خان يونس، لتقدم المسرحيات والأناشيد.
واشتهر الضيف بلقبه الحالي “أبو خالد” من خلال دوره التمثيلي بمسرحية “المهرج”، والذي لعب فيها دور شخصية تاريخية عاشت بين العصرين الأموي والعباسي.
كان مسؤولاً عن اللجنة الفنية في مجلس طلاب الجامعة الإسلامية التي تخرج فيها 1988 بدرجة البكالوريوس في العلوم.
تقول واشنطن بوست إن قدرته على التنكر ظهرت في هذه المرحلة حتى عرف بـ “ملك التنكر”، وأنه يستفيد منها لاحقًا في رحلته العسكرية الطويلة.
أما لقب الضيف، فلقب به نفسه لكثرة تنقلاته، وقيل بسبب وفوده من الضفة لغزة.
في 1987 شارك في تأسيس حماس، التي تعرضت بعد عامين فقط لأولى ضربات إسرائيل باعتقال أحمد ياسين وآخرين بينهم الضيف، الذي قضى 16 شهرًا في السجون، وهناك التقطت له صورته الأشهر.
أثناء اعتقاله، اتفق مع صلاح شحادة وزكريا الشوربجي على تنظيم مجموعة مغلقة لأَسْر الجنود الإسرائيليين، دون الارتباط بالتنظيم الأم. وبعد فترة وجيزة من خروجه، في 1990 تحديدًا، ساعد في تأسيس كتائب القسام.
كان العقل المدبر في اختطاف وقتل 3 جنود إسرائيليين في 1994. وسرعان ما اشتهر بصبره وقبضته على السلاح، وكان له دور فعال في تطوير قدرات حماس، لا سيما في تصنيع الصواريخ والقنابل.
عام 1996 كان مهمًا في مسيرة محمد الضيف باغتيال أستاذه يحيى عياش عبر عملاء. هنا تولى الضيف مسؤولية الانتقام بتكتيك تفخيخ الحافلات الإسرائيلية التي أوقعت مئات القتلى والجرحى.
الهجرم البري على غزة | هل قتلت إسرائيل مقاتلي حماس بفخ الميديا الدولية؟ | س/ج في دقائق
بعد وقت قصير، التقى رئيس حكومة إسرائيل حينها شيمون بيريز، ورئيس مديرية المخابرات العسكرية موشيه يعلون برئيس السلطة ياسر عرفات مع تحذير واضح: “يجب إيقاف محمد الضيف”.
عرفات تجاهل تحذير يعالون، وسأل دحلان، “محمد، من هذا الضيف الذي يقصدونه؟”.
كان الإسرائيليون غاضبين؛ لأن مخابراتهم كانت تعلم جيدًا أن دحلان كان صديقًا للضيف منذ مرحلة الجامعة، وأنه التقى به على فترات متقطعة منذ ذلك الحين، آخرها قبل فترة وحيزة.
يعلون اعتبر هذه النقطة مؤشرًا أخيرًا على نوايا عرفات. وبعد أقل من شهرين، في فبراير 1996، كان الضيف وراء أسبوع من تفجيرات الحافلات في القدس وعسقلان قُتل فيها حوالي 50 إسرائيليًا. وهنا اعتقلت السلطة الفلسطينية الضيف لفترة تقول إسرائيل إنها كانت متقطعة، إذ سمحت له بمغادرة السجن أحيانًا.
أطلقت السلطة سراح الضيف بشكل نهائي في أبريل 2001، مع عشرات من نشطاء حماس والجهاد. اغتالت إسرئيل معظمهم، لكن الضيف اختفى فورًا عن الأنظار، أو بوصف حمزة أبو شنب، نجل أحد أبرز مؤسيي حماس: “خرج عن الرادار كليًا”.
في 2002، وفي ذروة الانتفاضة الثانية، اغتالت إسرائيل قائد القسام صلاح شحادة، فخلفه الضيف.
منذ ذلك الوقت، تكثفت الهجمات الانتحارية على الحافلات والأماكن العامة، ومعها صاغ الضيف استراتيجية حماس طويلة المدى، فأشرف على لجان مضاعفة التمويل وتسلم الأسلحة من إيران وأماكن أخرى، لبناء صواريخ متطورة في غزة.
ثم أنشأ قوة من المقاتلين المدربين غير الانتحاريين. ويقول محللون إن بناء الأنفاق كان من أفكاره أيضًا، حيث رأى أن حرب حماس يجب أن تنتقل إلى داخل إسرائيل.
صفقة القرن.. تغيرات الشرق الأوسط الجذرية التي لم يدرك الفسلطينيون عاقبتها | س/ج في دقائق
ظل محمد الضيف مدرجًا في قائمة المطلوبين في إسرائيل منذ 1995، وصنفته الخارجية الأمريكية إرهابيًا عالميًا في 2015.
تعرض لأكثر من محاولة اغتيال، المعروف منها في 2001 – 2002 – 2003 – 2006. وتعرض لجروح غير معروفة، قالت تقارير إنها تركته بعين واحدة وذراع واحد وبلا قدمين، ليخرج من قيادة القسام لفترة انتقلت فيها القيادة إلى أحمد الجعبري.
كان الجعبري مكثرًا في الظهور العلني، بينما واصل الضيف الاختفاء مركزًا جهوده على تجهيز عشرات الأنفاق ليوم الحاجة إليها. والنتيجة اغتيال الجعبري في بداية حرب غزة 2014، ليستعيد الضيف القيادة.
في نفس الحرب، استهدفته غارة إسرائيلية قتلت زوجته وأحد أطفاله، وكان يعتقد أنه قُتل أيضًا، لكنه نجا مجددًا، ليكتسب لقب “القط ذو الأرواح التسع”.
تقول المخابرات الإسرائيلية إنه يجيد التنكر كالحرباء، وأنه يستطيع تغيير شكله ليتحرك بجوازات مختلفة.
عرف عنه الصبر الشديد، حيث يستطيع أن يبقى في غرفة دون خروج لعام كامل.
“هادئ جدا. يبتعد عن الأنظار ويعيش مختبئًا بين السكان”، يقول عماد فلوجي، القيادي السابق في حماس والذي ساعد في تأسيس القسام، وأحد القلائل الذين التقوا محمد الضيف: “هو ناجح لأن الدائرة المحيطة به صغيرة جدًا. هذا هو السبب في أنه لا يزال حيًا “.
محاولة اغتيال محمد الضيف 2014
حرب غزة برواية أمريكية؟ “غسيل في بلكونة مواطن” استغلته إيران | ترجمة في دقائق
بعد 7 سنوات من الاختباء، أصدر محمد الضيف بيانًا نادرًا في أوائل مايو يحذر فيه إسرائيل من طرد عائلات الشيخ جراح في القدس وإخراج الشرطة من المسجد الأقصى، ومن هنا بدأت الحرب الحالية.
يقول محللون إن الظهور النادر لمحمد الضيف كظل أسود على خلفية مضيئة، مستخدمًا الكثير من الآيات القرآنية، يهدف لخلق إحساس بأن يحمل رسالة مقدسة، بيتنا يتردد صدى صوته كما لو كان قديسًا حيًا”.
الشيخ جراح | نزاع عقاري في القدس؟ أم نزاع دولي يصل إلى البيت الأبيض؟ | س/ج في دقائق
في استطلاع رأي أجراه موقع فلسطيني قبل أشهر، اختار أنصار حماس محمد الضيف أكثر من خالد مشعل، القائد العام للحركة، ورئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية.
بالمقارنة مع مشعل، الذي يقال إنه يعيش في فندق خمس نجوم في قطر، ينظر الفلسطينيون إلى الضيف كرجل متواضع يعيش بينهم، لكنه زاهد في السياسة.
يقول حمزة أبو شنب “السياسة لا تخدم طموحاته. يريد فقط إسقاط الاحتلال بالمقاومة المسلحة”.
بلومبرج: حرب غزة تعيد تذكير الجميع بمن تكون مصر.. “مهندس الشرق الأوسط” | ترجمة في دقائق
محمد الضيف (مشروع مكافحة التطرف)
محمد الضيف .. الشخصية الغامضة التي تترأس الجناح العسكري لحركة حماس (واشنطن بوست)
إسرائيل حاولت قتل زعيم حماس محمد الضيف مرتين في عملية غزة (جيروزاليم بوست)
قائد في حماس يحذر إسرائيل بشأن القدس (أسوشيتد برس)
الضيف.. إعادة كتابة التاريخ (وكالة البوصلة الأردنية)
من هو محمد الضيف؟ (هاآرتس)
موضوعات متعلقة
نسخة للطباعة
