تبرعات سوريا تمول تنظيمات الإرهاب عبر البيتكوين.. أبرزها داعش والقاعدة وحماس | س/ج في دقائق

تبرعات سوريا تمول تنظيمات الإرهاب عبر البيتكوين.. أبرزها داعش والقاعدة وحماس | س/ج في دقائق

21 Feb 2021
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

سعر البيتكوين يصعد لمستويات تاريخية وسط توقعات بفرض واقعه على السوق الفعلي قريبًا بعدما تجاوزت قيمتها السوقية التريليون دولار (عبر الرابط ستجد شرحًا مبسطًا لأهم ما تحتاج معرفته عن البيتكوين ولماذا يتوقع المراقبون أن يدخل السوق الفعلي).

لكن البيتكوين يحمل مخاطر أخرى، على رأسها تسهيل الجرائم المالية وتمويل الإرهاب بالنظر لمستوى التشفير العالي الذي تستخدمه شبكة البيتكوين وصعوبة التوصل لبيانات المتداولين بها بما يسهل ارتكاب الجرائم بعيدًا عن أعين السلطات.

مع زيادة مستوى إخفاء الهوية الذي قدمته عملة البيتكوين باتت عملة مشهورة في السوق المظلمة Silk Road، حيث استخدمت بشكل أساسي لتجارة المخدرات وتهريب السلع.

مع الوقت حاولت البيتكوين التخلص من بعض هذه الارتباطات السلبية. لكن المعاملات المشفرة تستمر في منح المجرمين غطاء إخفاء الهوية، مما يمكنهم من التهرب من العدالة – وتمكين تمويل جميع أنواع الأنشطة الخبيثة.

تكمن المشكلة في أنه على عكس العملات التقليدية، فإن العملات المشفرة لا مركزية، وبالتالي لا تخضع لنفس اللوائح والمراجعات والمراقبة كما هو الحال في المؤسسات المالية أو البنوك. هذا يعني أن المعاملات الإجرامية المحتملة التي تتم معالجتها بالعملة المشفرة تتجاوز الضوابط التنظيمية التي يتعين على البنوك قانونًا تنفيذها.

ثلاث منظمات إرهابية – على الأقل- في الشرق الأوسط تستخدم البيتكوين في تمويل أنشطتها: داعش والقاعدة وحماس.

س/ج في دقائق


فيم تستخدم تنظيمات الإرهاب عملة البيتكوين تحديدًا؟

تستخدم العملة الافتراضية عمومًا في 6 عمليات أساسية:

1- غسيل الأموال.

2- الاحتيال على المستثمرين.

3- جني الأموال من برامج الفدية.

4- شراء السلع غير المشروعة.

5- تهديد بعض الأشخاص لتحويل المال.

6- جمع التبرعات للأعمال الإرهابية.


لماذا تعتبر البيتكوين العملة الأنسب لتمويل الإرهاب دوليًا؟

لسنوات عديدة، استخدمت المؤسسات المالية مؤشرات الإنذار ونماذج السلوك المشبوهة للكشف عن أنشطة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، لكن في حالة البيتكوين لا نماذج أو مؤشرات مماثلة للكشف عن المعاملات غير المشروعة.

يمكن للإرهابيين شراء ونقل البيتكوين بسرعة وسهولة إلى أي مكان في العالم، دون المخاطرة بالتعرض لمشكلات قانونية.

ورغم إمكانية تتبع المفاتيح العامة لمستخدمي البيتكوين من خلال سجل المعاملات، لكنها تظل مجهولة الهوية ما لم تكن مصحوبة بمتطلبات أخرى مثل عنوان البريد الإلكتروني. لذلك يقدم مستخدمو حسابات البيتكوين في الأنشطة المشبوهة معلومات احتيالية أو لا يقدمون أي معلومات تعريف شخصية.

أحد أنصار داعش وصف البيتكوين بـ “نظام قادر على إحياء سنة التبرع للجهاديين المفقودة”.

الفضة والبيتكوين | إيلون ماسك يقود وول ستريت “إلى حيث تترفع النخب أن تتداخل” | س/ج في دقائق


هل تقتصر أنشطة البيتكوين غير القانونية على الإرهاب فقط؟

لا. العملات المشفرة جذابة لمخالفي القانون بشكل عام؛ لأنها تجعل من الممكن الاحتفاظ بالأموال وتحويلها بدون سلطة مركزية.

عمليات الأسواق الأون لاين التي تسمح باستخدام البيتكوين تسجل ما يقرب من مليار دولار في التجارة سنويًا، حتى مع إغلاق السلطات للعديد من هذه الأسواق.

الدول التي تواجه عقوبات اقتصادية أمريكية، مثل إيران وفنزويلا وروسيا، اتخذت أيضًا خطوات نحو إنشاء عملات رقمية خاصة بها للتحايل عليها.

ستيفن ستالينسكي، المدير التنفيذي لميديل إيست ميديا ريسيرش يقول إن الخاضعين للعقوبات يحاولون تجاوزها باستخدام البيتكوين.


ما هي أبرز تنظيمات الإرهاب التي تستخدم البيتكوين حاليًا؟

في أغسطس 2020، أعلنت وزارة العدل الأمريكية تفكيك ثلاث حملات إلكترونية لتمويل الإرهابيين فيما وصفتها بأكبر عملية مصادرة حكومية لعملة البيتكوين بسبب الإرهاب.

السلطات الفيدرالية صادرت ملايين الدولارات، وأكثر من 300 حساب للعملات المشفرة، و4 مواقع، و4 صفحات فيسبوك تتعلق بالمؤسسات الإجرامية، وكانت أبرز المنظمات الإرهابية المتعاملة بالبيتكوين:

1- حماس:

الحملة الأولى لجمع التبرعات أدارتها كتائب القسام، ذراع حماس العسكري، التي دعت أنصارها لتحويل التبرعات باستخدام البيتكوين. وتفاخرت أمام المتبرعين المحتملين بأن تبرعات البيتكوين لا يمكن تعقبها وستستخدم لأغراض عنيفة، كما قدموا تعليمات بالفيديو حول كيفية تقديم التبرعات بشكل مجهول، جزئيًا باستخدام عناوين بيتكوين فريدة تم إنشاؤها لكل متبرع فردي.

عندما اتصل عميل سري بكتائب القسام، أكدت رسالة بريد إلكتروني للوكيل أن “تبرعك سيحدث فرقًا حيث لا يمكن الجهاد بدون أموال لشراء أسلحة وتدريب المجاهدين، فأبواب الجهاد كثيرة: بالكلام، وبالمال، وبالقتال، إلخ”.

2- تنظيم القاعدة

تضمنت الحملة الثانية مخططًا من قبل تنظيم القاعدة وفروعها لإدارة شبكة غسيل أموال بيتكوين باستخدام قنوات تليجرام وغيرها من منصات السوشال ميديا لطلب التبرعات بالعملات المشفرة.

في بعض الحالات، زعموا أنهم يعملون كجمعيات خيرية في حين أنهم في الواقع كانوا يطلبون الأموال بشكل علني وصريح لشن هجمات إرهابية.

تواصل عملاء متخفون مع مدير حملة “Reminder for Syria”، وهي مؤسسة خيرية ذات صلة تسعى لتمويل الإرهاب من خلال تبرعات البيتكوين. وذكر لهم مسؤول الحملة أنه يأمل في تدمير الولايات المتحدة، وناقش ثمن تمويل صواريخ أرض جو.

3- داعش:

تتضمن الحملة الثالثة مخططًا من قبل مراد شاكر، المسؤول عن إدارة عمليات القرصنة لداعش، لبيع معدات الحماية الشخصية المزيفة أثناء جائحة كورونا من خلال موقع ويب يسمى FaceMaskCenter.com.

ادعى الموقع أنه يبيع أقنعة التنفس N95 المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وكانت المعدات التي حاول بيعها للمستشفيات ودور رعاية المسنين وأقسام الإطفاء غير قانونية.

الموقع تأسس في تركيا في 26 فبراير 2020، وكان يطالب المشترين بالدفع بالبيتكوين.


وهل هناك عمليات شبيهة خارج الولايات المتحدة؟

في سبتمبر 2020، قال ممثلو الادعاء في فرنسا إن الشرطة اعتقلت 29 شخصا في عملية استهدفت شبكة لتمويل الإرهاب للجهاديين في سوريا.

قال مكتب الادعاء العام لمكافحة الإرهاب إن الشبكة، النشطة منذ 2019 والتي يشتبه في تبعيتها لتنظيم هيئة تحرير الشام، تعمل في الغالب عن طريق شراء كوبونات العملات المشفرة التي أعطيت مراجعها لجهات اتصال جهادية في سوريا ثم قيدت في حسابات البيتكوين.

وقالت إن التعامل باستخدام البيتكوين يمثل خروجًا عن الأساليب السابقة لتحويل الأموال التي حددتها خدمات مكافحة الإرهاب وغسيل الأموال الفرنسية، والتي تضمنت في الغالب تفويضات نقدية.

وجاء في البيان أن “المراقبة المستمرة لهذه الشبكات دفعت تنظيمات الإرهاب إلى البحث عن مزيد من الغموض باستخدام العملات المشفرة مثل البيتكوين”.

السعودية والإمارات تستعدان لإصدار العملة المشفرة الأكثر أمانًا في العالم | س/ج في دقائق


وماذا نعرف عن قيمة التعاملات الإرهابية عبر البيتكوين؟

رغم صعوبة تتبع الأموال الإرهابية عبر شبكة البيتكوين فهناك أرقام تقديرية لبعض المحافظ المكتشفة فقط.

في 2015، ذكرت دويتشه فيله أن محفظة بيتكوين واحدة يعتقد أنها تخص داعش تلقت حوالي 23 مليون دولار في غضون شهر واحد.

ومؤخرًا، قالت مجموعة جوست سيكيورتي، وهي مجموعة نشطة في مجال القرصنة ومكافحة الإرهاب، إنها حددت سلسلة من المعاملات لمحافظ البيتكوين التي يعتقد أنها مملوكة لداعش والتي تحتوي على أموال تتراوح بين 4.7 مليون دولار و 15.7 مليون دولار.

المجموعة صرحت أن هذا المبلغ يمثل ما بين 1-3% من دخل داعش السنوي، وأكدت أن التنظيم يستخدم البيتكوين على نطاق واسع لتمويل عملياته.

هذه الأرقام رغم أنها لا تكشف إلا عن عدد قليل من المحافظ، إلا أنها تشير إلى الحجم الكبير لتداول الأموال الإرهابية عبر البيتكوين.


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

الإرهابيون يلجأون للبيتكوين لزيادة التمويل (نيويورك تايمز)

أكبر عملية مصادرة على الإطلاق لحسابات المنظمات الإرهابية (فوربس)

6 أسباب.. لماذا يستخدم الإرهابيون البيتكوين؟ (كونفنتوس لو)

فرنسا تعتقل 29 متهمين بمكافحة الإرهاب في سوريا (فرانس 24)

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك