ولد نايل نصار في شيكاغو الأمريكية في 1991، لأبوين مصريين من الباجور – المنوفية.
أمضى حياته في الكويت، حيث أدار والده شركة هندسة معمارية هناك.
ثم التحق بجامعة ستانفورد، وتخرج بدرجة بكالوريوس الاقتصاد في 2013، ويتحدث عدة لغات، منها الإنجليزية والعربية والفرنسية.
امتطى نايل نصار ظهر حصان لأول مرة في مدرسة محلية للفروسية في الكويت، عندما كان في الخامسة من عمره.
وبدأ قفز الحواجز عندما وصل سن العاشرة. ينسب الفضل في ذلك إلى والديه اللذين يقول إنهما “فهما دروس الحياة التي يمكن للخيول أن تعلمنا إياها”، فشجعاه هو وشقيقه على لعب الفروسية.
يضيف: “لم أتوقع أن أدخل المنافسة في البداية. كنت استمتع ببساطة بعلاقة الحصان والفارس. أبهرني الحصان كمخلوق مستعد دائمًا بشكل مثير للدهشة”.
بدأ الفوز بمسابقات الهواة، فتحولت الهواية إلى شغف أبدي. لكن نايل نصار لم يكن مقتنعًا بعد بأن قفز الحواجز قد يصبح مستقبله المهني، رغم أنه فاز بأول جائزة تنافسية FEI Grand Prix في أبو ظبي في 2011.
يقول: “ذهبت إلى ستانفورد لدراسة الاقتصاد وكنت مقتنعًا بأنني سأحصل في النهاية على وظيفة، وربما يبقى قفز الحواجز كهواية على الهامش. صحيح أنني كنت ناجحًا للغاية في مسيرتي كهاوٍ، لكنني لم أحقق أي إنجاز ذي أهمية بعد.
مع ذلك، كان حصانه “لوردان” هو الذي ساعد في تغيير المسار.
اشتراه كحصان صغير قبل بضع سنوات، واصطحبه معه إلى أمريكا، حيث قضى سنوات دراسته الجامعية في تعليمه وتحسين مستواه.
في عام 2013، بلغ لوردان إلى حافة سن الرشد أخيرًا. وصل 9 سنوات، وبات مستعدًا للمشاركة في سباقات قفز الحواجز.
يقول نايل نصار: “حينها كانت توقعاتي لا تزال منخفضة. ليس لدي كثير من الخبرة للمنافسة في مستوى الاحتراف، وكان لوردان أصغر الخيول بين زملائي. عادة ما تكون ذروة الخيول بين سن 10 إلى 13 عامًا. ولم يكن طبيعيًا أن يشارك حصان طفل عمله بالكاد 9 سنوات في محاولة لقفز حاجز 1.60 مترًا”.
يضيف: “كانت لحظة خاصة بالنسبة لي حين نجح لوردان. كان الحصان الذي اخترته وطورته بنفسي لثلاث سنوات. أدمنته، واعتقدت أن من العار إلا أكرس نفسي له بعدما أثبت نفسه، لنرى إلى أين يمكننا أن نذهب معًا. ومن هنا، طار قلبي إلى سباقات قفز الحواجز الكبرى، وظل هناك منذ ذلك الحين.
يحمل نايل نصار الجنسية الأمريكية، لكنه اختار تمثيل بلده الأم، مصر.
ومع جواده لوردان، وآخر اسمه لوسيفر، مثل مصر في نهائيات كأس العالم للاتحاد الدولي للفروسية (2013، 2014، 2017)، وألعاب الفروسية العالمية في الاتحاد الدولي للفروسية 2014، وبنى سلسلة من انتصارات سباقات الجائزة الكبرى، بما في ذلك سباق الجائزة الكبرى هيتس، الذي تبلغ قيمته مليون دولار، والذي حصد لقبه ثلاث مرات، كما فاز في تحدي السرعة في جراند بريكس.
ليتضح تدريجيًا أن لاعبًا متميزًا ينضم إلى صفوف النخبة.
يقول نايل نصار إنه لم يكن ليصل لما حققه بدون دعم عدد لا يحصى، وهذا يشمل الخيول. “أضع رفاهية الخيول في المقام الأول؛ لأنني أكن الكثير من الاحترام لشركائي”.
يضيف: “قفز الحواجز على وجه الخصوص له منحنى تعليمي حاد للغاية. يستغرق الأمر الكثير من الوقت والتفاني لتصبح من النخبة، وحقيقة أن كل حصان فريد يجعله أكثر جاذبية وتحديًا. الأخطاء مكلفة للغاية، وهامش الخطأ كبير للغاية، وعادة ما تكون النتيجة النهائية غير متوقعة”.
وفي حين أن المنافسة الأولمبية كانت بالفعل محور تركيزه الرئيسي، يعتبر نايل نصار أن نجاحه الحقيقي سيتحقق عندما يكون مصدر إلهام للأجيال القادمة من لاعبي قفز الحواجز المصريين.
يقول “آمل أن أستمر في هذا المسار التصاعدي، وأن ألهم جيلاً أصغر من الفرسان المصريين للقتال من أجل أحلامهم وأهدافهم”.
أنس جابر تصنع تاريخ التنس | 3 ملهمين وراء “المعجزة التونسية” | الحكاية في دقائق
لم يكن تدريب “لوردان” فرصة نايل نصار الوحيدة في جامعة ستانفورد. هناك التقى جينيفر جيتس، ابنه الملياردير بيل جيتس، التي كانت تدرس علم الأحياء البشرية في نفس الجامعة، مع شغف مشترك برياضات الفروسية.
جمعت الاثنين علاقة منذ 2017 على الأقل. في عيد الحب في ذلك العام، نشر نايل نصار صورة لهما في مأدبة عشاء رومانسي في ميامي بيتش، وعلق عليها: “كم أنا محظوظ أن أقنع كل هذا الجمال بأن تكون شريكتي في عيد الحب هذا العام”.
أعادته علاقتهما للجامعة في يونيو 2018، لدعم جينيفر جيتس عندما حصلت على شهادتها في الأحياء.
حتى أعلنا خطبتهما في بداية 2020، وسط ترحيب من بيل جيتس ووالدة جينيفر، ميليندا جيتس، قبل أن يتزوجا في أكتوبر 2021.
قالت جينفير إن مشاركة حبهما وشغفهما بالخيول مع بعضهما البعض أمر لا يصدق، وعلق نايل نصار وقتها على صورتهما معًا بقوله: “أشعر أنني أسعد رجل في العالم الآن”.
يعيشان حاليًا في نيويورك، حيث تدرس جيتس الطب في مدرسة إيكان في ماونت سيناي في مانهاتن. ويسافر الثنائي كثيرًا بسبب منافسات الفروسية التي يشارك فيها نايل نصار، حيث ترافقه في جميع مسابقاته حول العالم.
ليس سرًا أن بيل وميليندا جيتس فاحشا الثراء.. لكن ماذا عن جينيفر؟
من ثروة والديها، تملك جينيفر جيتس ثروة صافية تصل 20 مليون دولار. حيث قالا إنهما سيعطيان كل واحد من أولادهما 10 ملايين دولار، وسيخصصصان بقية الأموال للجمعيات الخيرية.
لكن ثروة نايل نصار ربما أكبر بكثير. ليست معروفة بالتحديد، لكنه يملك وفق تقديرات ثروة ما يتراوح بين 20 مليونًا و100 مليون دولار
لا يعتمد نصار على كونه رياضيًا محترفًا كمصدر دخله الوحيد. بخلاف ثروة والديه، يدير شركة إسطبلاته الخاصة التي أسسها منذ 2014 في جنوب كاليفورنيا.
بعد ستة عقود من خروح الفروسية المصرية من الدورات الأولمبية، انتهى الغياب أخيرًا في طوكيو 2020، بفريق “متألق” بوصف الأولمبية الدولية، يضم محمد طاهر زيادة، وسامح الدهان، وعبد القادر سعيد، ومعهم نايل نصار. تنافسوا في سباقات قفز الحواجز بعدما تأهلوا عبر السباق القاري الذي استضافه المغرب في 2019.
يقول نايل نصار: “كنا لنصاب بخيبة أمل كبيرة لو فشلنا. لكنني شعرت بالارتياح حين شعرت من زملائي برغبتهم في التعاون تحت الضغط، وتقديم جولات حاسمة عندما تصل المنافسة لمراحل حاسمة”.
في تلك المنافسة، لم يكتف الفريق المصري بالتأهل، بل كانت المرة الأولى التي يحقق المنتخب المصري لقب كأس الأمم في تاريخ اللعبة.
على الرغم من كونه جزءًا من فريق الفرسان المصري الذي شارك في أولمبياد طوكيو كأحد أبرز ما يمكن تحقيقة في هذه الرياضة، يرغب نايل نصار في تحقيق المزيد في مسيرته.
يقول: “مررت بالعديد من اللحظات التي لا تنسى في السنوات القليلة الماضية وأنا محظوظ لأنني حظيت بمسيرة محظوظة حتى الآن. لكني أحب أن أبقى عيني في المقدمة حيث لا يزال هناك الكثير لتحقيقه”.
“يمكن أن تمتد مهنة الفارس لعدة عقود. لذلك هناك دائمًا مجال للتحسين والتعلم والنمو حتى عندما تصل إلى المستوى الأعلى. كما أن القفز على الحواجز هو أيضًا موضوعي للغاية وثنائي ؛ إما أن تزيل الأسوار أو لا تفعل ذلك ، إما أن تكون أسرع من البقية أو لا.
الغزل.. من الشعر والفروسية إلى زمن الفيمينست