السمة الغالبة على المجتمع اليوناني القديم كانت تحريم أي علاقة بين ذكرين بالغين، واعتبارها عارًا كبيرًا ووصمة على الرجولة. لذلك، لم تكن العلاقات المثلية بين الرجال البالغين شائعة، رغم ورود إشارات عن حدوث نوعية العلاقات تلك في الأساطير أو في الحياة اليومية، أشهرها ما أثير عن علاقة الإسكندر الأكبر بصديقه هيفايستيون.
لكن الشكل الأكثر شيوعًا للمثلية الجنسية التي عرفتها اليونان القديمة كانت العلاقات بين رجلٍ كبير في السن، عادةً ما يحظى بمكانة مجتمعية كبرى، وبين صبي صغير يتراوح عُمره بين 12 و16 عامًا.
كانت ثقافة المحرمات الجنسية غير شائعة في اليونان القديمة؛ إذ طور اليونانيون فهمًا مختلفًا تمامًا عن فلسفة الجنس المتداولة حاليًا، والقائمة على النظر لـ"الذكر" و"الأنثى" على أنهما مخلوقان متساويان في الحرية، على المتحابين فيهما أن يخلقا علاقة معًا.
لكن في نفس الوقت يُنظر للرجل الذكر البالغ على أنه "ذروة البشر"، أما غيره فهم مخلوقات فغير مكتملة النضج مثل النساء والفتيات والصبية.
بحسب وجهة النظر تلك، فإن من حقِّ صاحب المكانة العُليا أن يُمارس الجنس مع مَن يختار من أصخاب المكانة الأدنى: النساء والأطفال أيًّا كان نوعهم، يتناقل بينهم كما يشاء طالما أن اختياراته بقيت في دائرة "الأقل شأنًا".
لهذا كان من المعيب على رجلين ناضجين أن يُمارسا الجنس، لأنهما متساويان في العُمر والمكانة. وكان فاعلها يُحرم من مكانته كعضو محترم بالمجتمع، ويُمنع من المشاركة في المؤسسات السياسية في أثينا.
لم يُجرِّم القانون اليوناني ممارسة الكبار للجنس مع الصبية، وشاع هذا السلوك بين النبلاء وكبار رجال الدولة اليونانية.
لم يشعر مرتبكو هذه العادة بأي جُرم أخلاقي أو اجتماعي.
فبخلاف أنه لم يكن نشاطًا مُحرّمًا، فإنه لم يكن مرفوضًا مجتمعيًا، بل كان موضع ترحيب من مُنطلق أن هذا النشاط سيُزوِّد الفتية الصغار بالخبرة الجنسية اللازمة التي ستعينهم على ممارسة علاقة جنسية كاملة في المستقبل بكفاءة كبيرة!
وهو ما يعني أن تلك العلاقة وإن اشتملت على ممارسة الجنس إلا أنها كانت في جوهرها وسيلة للإرشاد والتوجيه!
كان يُنظر للمراهقين الصغار على أنهم غير مكتملي الذكورة، لذا عليهم أن يخوضوا هذه التجارب التعليمية حتى ينضجوا ويصلوا للكمال الإنساني؛ الذكر الناضج القادر على ممارسة الجنس بِاقتدار.
وبخلاف ذلك، فإن الرجل الأكبر في العلاقة، الطرف المتحكم، كان يحظى بِاحترامٍ في المجتمع بصفته "ذكوري قوي"، أما الطرف الأصغر سنًّا فكان يحظى باحترامٍ مماثل بسبب ارتباطه بعضو محترم في المجتمع اليوناني.
فلاسفة يونانيون كبار تفاعلوا مع هذه العادة، أشار إليها أفلاطون بشكلٍ سريع في كتابه "الجمهورية"، أما سقراط فرفض فعلها فتعرّض للسخرية من مجتمعه!
تزخر الثقافة اليونانية بعشرات الأمثلة عن علاقات جنسية مثلية تندرج تحت بند "البيدوفيليا" منها افتتان الإله زيوس بالراعي جناميد.
حكت الأساطير اليونانية، عن غرام الإله زيوس بصبي مراهق "بدون لحية"، فأغواه ليبقى جواره ومنحه الخلود وعيّنه في وظيفة ساقي الآلهة.
وبحسب المؤرخين، فإن هذه القصة الإلهية وفّرت للمجتمع اليوناني مبررًا شرعيًا لإقامة مثل هذه النوعية من العلاقات، وبسبب انتشرت ممارسة النبلاء اليونان ممارسة الجنس مع صبية في عُمر الزهور.
ممارسة الجنس مع الأطفال في اليونان القديمة وروما
هل كان الإغريق القدماء مثليون حقًّا؟
ممارسة الجنس مع الأطفال في الثقافة اليونانية
المثلية الجنسية وفقًا للأطباء اليونانيين القدماء
ممارسة الجنس مع الأطفال في اليونان القديمة
الجنس بين الرجال والفتيان في اليونان الكلاسيكية