كانت السلفادور أرضًا خصبة لانتشار البيتكوين مع 70% من السكان بلا حسابات بنكية
لم يكن الأمر بحاجة إلا تبرع بعملات بيتكوين بقيمة 100,000 دولار من شخص مجهول إلى راكب الأمواج الأمريكي مايك بيترسون. الذي كان يقوم بأعمال مجتمعية في مدينة إل زونتي الشاطئية، ليبدأ نشر استخدام العملة في كل مكان،
شهدت المدينة إقبالا واسعا على التعامل بالعملة الجديدة. المتعاملون لن يدفعوا رسوم تحويل بخلاف ما يحدث في الحسابات البنكية، وساعد هذا على إطلاق استثمارات صغيرة.
وصل نجيب بقيلة إلى رئاسة السلفادور في يونيو 2019. لفت انتباهه ما كان يحدث في إل زونتي، وقرر تعميم تقنين التعامل بالبيتكوين في أنحاء البلاد، في حزمة إجراءات شملت إجبار التجار على قبولها كعملة دفع مقابل سلعهم وخدماتهم.
قوبلت خطوة السلفادور في سبتمبر 2021 بكثير من التشكيك، خصوصًا بعدما اشترت الدولة عملات بيتكوين بملايين الدولارات، وبعدها انخفضت العملة مما كلف البلاد مبالغ طائلة، وتوقع محللون أن التجربة ستفشل.
دخل القانون الذي ينظم البيتكوين حيز التنفيذ في الخريف الماضي، لتصبح السلفادور الدولة الأولى في العالم التي تعتبر فيها عملة البيتكوين عملة رسمية، أو ما يمكن وصفه بأكبر تجربة واقعية لإمكانية تعميم استخدام البيتكوين.
اليوم، بعد أشهر فقط، أصبحت البيتكوين موجودة في كل مكان في السلفادور: يمكن استخدامها في ماكدونالدز، أو المقاهي الفاخرة، أو محلات البقالة الصغيرة، فقط باستخدام رموز QR معلقة في مداخل المتاجر، صغيرها وكبيرها.
وتمتلك السلفادور أيضًا محفظتها الخاصة، Chivo (بمعنى "رائع")، وتمنح أي شخص يقوم بتنزيلها ما يوازي 30 دولارًا في محفظته.
ورغم وجود بعض المعوقات في تقنية Chivo، لكن 2.1 مليون سلفادوري، أو ثلث البلاد، باتوا يستخدمونها حاليصا في تعاملاتهم اليومية.
بالنسبة لمؤيدي البيتكوين، هناك الكثير من الدروس من تجربة السلفادور. إذا أرادت البيتكوين الوصول إلى إمكاناتها الكاملة، فيجب أن تكون مخزنًا للقيمة وعملة واقعية يستخدمها الأشخاص في التعامل.
يتوقع بعض المحللين أن تقوم السلفادور بافتتاح "مدينة بيتكوين" معفاة من الضرائب إلى حد كبير وإصدار سندات بقيمة مليار دولار.