تصدرت رواية “آيات شيطانية” للكاتب سلمان رشدي العديد من قوائم الكتب الأكثر مبيعًا على موقع أمازون بعد أيام من إصابته بجروح خطيرة في حادث طعن بمحاضرة في نيويورك.
جاءت الرواية في المرتبة الأولى في قائمة الكتب الأكثر مبيعًا في قائمة أمازون الأدبية وفي قائمة الأدب البريطاني والأيرلندي المعاصر، كما تصدرت النسخة الإسبانية من الرواية أيضًا أفضل الكتب مبيعًا في الأدب والخيال في الصفحة الإسبانية.
جاء هذا التطور بعد أيام من وضع سابق كانت فيه الرواية خارج قائمة أفضل 100 كتاب على أمازون.
فما هي رواية “آيات شيطانية”؟ ولماذا أثارت كل هذا الجدل وأريقت الدماء بسببها؟
س/ج في دقائق
ما هي رواية آيات شيطانية؟
آيات شيطانية رواية من تأليف الكاتب البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي، صدرت في لندن بتاريخ 26 سبتمبر عام 1988.
بعد 9 أيام من إصدار هذا الكتاب تلقت دار النشر التي طبعته آلافا من رسائل التهديد والاتصالات التلفونية المطالبة بسحب الكتاب من دور بيع الكتب.
قامت الهند وبنجلاديش والسودان وجنوب أفريقيا وكينيا وسريلانكا وتايلاند وتنزانيا وإندونيسيا وفنزويلا وسنغافورة بمنع الكتاب وخرجت مظاهرات تنديد بالكتاب في إسلام آباد ولندن وطهران وبومبي ودكا وإسطنبول والخرطوم ونيويورك.
حدثت خلال عمليات الاحتجاج هذه حادثتان لفتتا أنظار العالم. الأولى إحراق أعداد كبيرة من الكتاب في برادفورد في المملكة المتحدة في 14 يناير 1989. والثانية صدور فتوى من المرشد الإيراني آية الله الخميني في 14 فبراير 1989 بإباحة دم سلمان رشدي.
سلمان رشدي مختبئا | 33 عامًا يطارد الحسناوات وتطارده فتوى ومكافأة لقاتله | بروفايل في دقائق
وما قصة آيات شيطانية وحبكتها؟
آيات شيطانية عبارة عن رواية مكونة من تسعة فصول، يصلح كل فصل منها لأن يكون منفصلاً.
الشخصيتان الرئيسيتان في الرواية هما صلاح الدين جمجة، وهو هندي عاش منذ شبابه في المملكة المتحدة وحاول أن ينسجم مع المجتمع الغربي ويتنكر لأصوله الهندية، وجبريل فرشته وهو ممثل هندي متخصص بالأفلام الدينية، حيث يمثل أدوار آلهة هندوسية، وقد فقد إيمانه بالدين بعد إصابته بمرض خطير حيث لم تنفعه دعواته شيئاً للشفاء.
في بداية الرواية يجلس الاثنان على مقعدين متجاورين في الطائرة المسافرة من بومبي إلى لندن، ولكن الطائرة تتفجر وتسقط نتيجة عمل تخريبي من قبل جماعات متطرفة.
وأثناء سقوط هذين الشخصين تحصل تغييرات في هيئتهما فيتحول صلاح الدين جمجة إلى مخلوق شبيه بالشيطان وجبرائيل فرشته إلى مخلوق شبيه بالملاك.
يعاني جبريل فرشتة من رؤيا شبيهة بالأحلام الواقعية السحرية تدور حول أحداث في فترة ظهور الإسلام في الجزيرة العربية وأخرى حول أحداث معاصرة،
وفي هذه الأحلام تختلف المسميات عن المعروف من التاريخ، حيث تسمى مدينة مكة بالجاهلية، وهي مدينة مبنية من الرمال، ويشار إلى النبي محمد رسول الإسلام باسم مهاوند، وهو الهيئة التي وصل اسمه بها وشاع في أوروبا في العصور الوسطى.
ولماذا أثارت آيات شيطانية الجدل والدماء؟
هناك 7 مواطن تثير الجدل في الرواية:
1- يوصف الله في الرواية بأنه “مدمر الإنسان”.. وهو الوصف الموجود في العهد القديم وكتاب الرؤيا، ويخص غير المؤمنين وأعداء لليهود.
2- تحتوي الرواية على انتقادات للنبي إبراهيم على سلوكه تجاه هاجر وإسماعيل ابنهما.
3- يشير رشدي إلى النبي محمد بـ ” مهاوند”، وهو الاسم الأوروبي للنبي.
4- تم تسمية عاهرات في الرواية بأسماء زوجات النبي محمد.
5- يذم الكتاب الصحابة المقربين من النبي، حيث يطلق عليهم “المتشردين من بلاد فارس” و “المهرجين”، وقد جاء ذلك على لسان شاعر تم توظيفه لمهاجمة النبي.
6- ينتقد الكتاب تعاليم الإسلام وكلام النبي محمد لاحتوائه على الكثير من القواعد والسعي للسيطرة على كل جانب من جوانب الحياة اليومية.
7- الأكثر إثارة للجدول، أنه ذكر رواية أسطورية موجودة في بعض كتب التراث الإسلامي تسمى بقصة “الغرانيق”، تقول إن النبي محمد كان يصلي بالناس في مكة ويقرأ سورة النجم، فألقى الشيطان في أثناء قراءته كلماتٍ على لسانه فيها الثناء على آلهة المشركين وإثبات الشفاعة لها عند الله.
سلمان رشدي | هل أصابته “رصاصة الخميني” بعد 33 عامًا من إطلاقها؟ | س/ج في دقائق
وكيف تعامل رشدي مع الهجوم عليه وعلى آيات شيطانية ؟
في فبراير 1989، أعرب رشدي عن ندمه قائلاً: “إنني آسف بشدة للقلق الذي أحدثه النشر لأتباع الإسلام المخلصين.”
في يونيو 1989 توفي الخميني، لكن الفتوى استمرت في عهد خليفته، المرشد الأعلى الحالي، علي خامنئي، وبدا أن هناك جهدًا متجددًا لوضعها موضع التنفيذ.
في عام 1990، أعرب رشدي مرة أخرى عن ندمه، وقال إنه يعتنق العقيدة الإسلامية، ولم يوافق على الآراء التي عبرت عنها الشخصيات في الرواية وعارض نشر الكتاب، لكن خامنئي رفض الاعتذار، ونقل عن سلفه قوله: “حتى لو تاب وأصبح أكثر المسلمين تقوى على وجه الأرض، فلن يكون هناك تغيير في هذا الأمر الإلهي”، بحسب الجارديان.
اضطر رشدي بعد ذلك أن يعيش مختبئًا لسنوات طويلة، وقد تم استهداف الناشرين والمترجمين للرواية خلال هذه السنوات، حتى تم استهدافه في نيويورك هذا الأسبوع.
التايمز: ليس آيات الله وحدهم .. الليبراليون الغربية شركاء في محاولة قتل سلمان رشدي| ترجمة في دقائق
هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟