التايمز: ليس آيات الله وحدهم .. الليبراليون الغربية شركاء في محاولة قتل سلمان رشدي| ترجمة في دقائق

التايمز: ليس آيات الله وحدهم .. الليبراليون الغربية شركاء في محاولة قتل سلمان رشدي| ترجمة في دقائق

15 Aug 2022
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نقلاً عن مقال ماثيو سيد في التايمز


محاولة اغتيال سلمان رشدي – في فعالية حول حرية التعبير – تفقده القدرة على الكلام.

إن كنت مسلمًا متعصبًا فستعتبره ببساطة عقابًا إلهيًا على كاتب ازدرى الإسلام فاستحق العقاب. وهذا على ما يبدو كان تصور المهاجم الذي احتاج خمسة رجال لجره بعيدًا دون أن يتوقف عن محاولة إكمال الطعنات.

سلمان رشدي | هل أصابته “رصاصة الخميني” بعد 33 عامًا من إطلاقها؟ | س/ج في دقائق

ليست فتوى الخميني وحدها

الطاعن هنا استجاب لفتوى من روح الله الخميني، آية الله ومرشد إيران الأعلى، الذي رأى في روايته “آيات شيطانية” إلحادًا واستهزاءً بالإسلام، ولمكافأة وضعت على رأس سلمان.

لكن، قبل أن يوجه الليبراليون سهام الانتقاد إلى الطاعن ومحرضيه من الأصوليين بكل أريحية، رافعين صلواتهم بنجاة سلمان رشدي، لنعترف وليعترفوا بحقيقة أنهم كانوا شركاء الجريمة.

صحيح أن رشدي ربما عاش – كما يقولون – بحرية تامة تحت الحماية البريطانية بينما كانت رواياته تحرق في الشوارع، فإن النائب العمالي البريطاني السابق، كيث فاز، كان بين أول من قادوا المظاهرات ضد “آيات شيطانية”.

وبهذا المعنى وبما بعده، فإن رشدي لم يكن أبدًا شأنًا تاريخيًا، بل فضيحة حية تمر عبر عروق المجتمعات الغربية: أن الليبراليين الغربيين على مدى 30 عامًا عملوا كشركاء بحكم الأمر الواقع لآيات الله، وساعدوا في مهمة تفكيك حرية التعبير، وإرسال الخوف من خلال قمع الذين يجرؤون على انتقاد الدين أو أي شيء آخر من هذا القبيل.

أزمة لويس سميث

الهجوم على سلمان رشدي استدعى إلى ذهني فورًا شخصية لويس سميث، وهو بريطاني بارز آخر من أقلية عرقية، كان لاعب جمباز فاز بثلاث ميداليات أولمبية قبل أن ينتقل إلى مهنة تلفزيونية.

قبل بضع سنوات، كان يتجول مع زميله لوك كارسون،، وهما يغنيان(كما فعلا معًا غالبًا) عندما استلقى كارسون على سجادة وصرخ “الله أكبر”، ليضحك سميث.

فقط قليل من الضحك. لا شيء خطير. لكن الفيديو، كما خمنت على الأرجح، تسرب. ليتوحد المعلقون الليبراليون في موجة غضب ضده في الأيام التالية، مروجين لدعوى أن الفيديو مهين للدين.

لم يدافع عنه أحد باعتباره مجرد مشهد يتكرر بتلقائية في المجتمعات الليبرالية، وأنه لا يخص دينًا بعينه، أو أنه لا أحد يمكنه اليقين بأنه لن يتعرض لموقف ساخر أبدًا.

كلهم توحدوا على دعوة إلغائه، ليتحقق فعلًا بإيقافه من اتحاد الجمباز البريطاني، مع اتهامات بالإسلاموفوبيا والعنصرية.

التكفير بالمناقيش | خمسة محاور للتكفير أخفاها سيد قطب في ظلال القرآن | هاني عمارة

عقود الإسكات

لويس سميث هنا كسر شرطًا مخفيًا في عقود الرياضيين في بريطانيا: “لن تحصل على تمويل إن انتقصت من شخص بسبب الإعاقة أو الجنس أو الحمل أو الأمومة أو العرق أو النشاط الجنسي أو الحالة الاجتماعية أو المعتقدات أو العمر.

أعد قراءة الفقرة السابقة: هذا ليس عقدًا. هذا أمر إسكات. الانتقاد ممنوع تمامًا، لأي شخص، ولأي سبب.

أتدري ما مصير سميث الآن؟ تصله تهديدات دائمة بالقتل، أو تشويه وجهه على الأقل، ليضطر للبقاء تحت الحراسة 24 ساعة، حتى أثناء نومه، كل هذا بينما لا يجد قوت يومه؛ لأن الرعاة وقنوات البث أداروا له ظهورهم، ليعاني من أجل سداد رهنه العقاري.. فقط لأن التقدميين قرروا حظره.. لأنه ضحك!

الأيديولوجية الليبرالية المتجانسة

هل كان الأصوليون أو المتعصبون أو حملة السكاكين هنا هم من عاقبوا سميث؟!

لنكن واضحين: لا. بل من حملة الأيديولوجية الليبرالية أنفسهم، الذين لم يعد عندهم أي تسامح مع “النكتة”.

هم أنفسهم الذين وضعوا انتقاد أي تجاوز من تجاوزات الإخوان المسلمين العديدة تحت خانة الإسلاموفوبيا.

هم أنفسهم الذين لن يتسامحوا معك لو عبرت عن رأي مختلف عنهم في ما يخص المتحولين جنسيًا أو حتى تغير المناخ!

محاكم التفتيش الليبرالية

لنرجع إلى قصة سميث. عثر على فرصة عمل أخيرًا، بعدما أصدر اعتذارات مذلة ومثيرة للشفقة، واضطر للركوع للعقيدة الليبرالية، تمامًا كما سجد جاليليو أمام محاكم التفتيش.

صدق الآن أو لا تصدق: استطلاعات رأي لا تعد ولا تحصى مؤخرًا كشفت أن الناس في جميع أنحاء الغرب يمتنعون عن التحدث علنًا عن قضايا حساسة، خوفًا من العواقب!

هذه هي الوجهة التي وصل إليها العالم الليبرالي. نحب أن نعتقد أننا نتمتع بحرية التعبير. لكننا نفتقر حتى إلى تقليدها.

وبينما يوصل الأطباء جسد سلمان رشدي بجهاز التنفس الصناعي، نواصل نحن السير نائمين نحو الكارثة.


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك