الإسلاميون واليسار بين صحوتين.. الصحوة اليسارية تدعو إلى دين جديد| ترجمة في دقائق

الإسلاميون واليسار بين صحوتين.. الصحوة اليسارية تدعو إلى دين جديد| ترجمة في دقائق

4 May 2021
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نقلاً عن مقال الكاتب الهندي عبيد عمر: “الصحوة اليسارية تدعو إلى دين جديد” المنشور في نيوزويك.


نشأت في منزل متدين انخرطت من خلاله في الممارسات الدينية لفترة طويلة. لكنني في النهاية، بعد أن أمضيت وقتًا طويلًا في تثقيف نفسي وانغمست أكثر في النصوص التي كانت أسرتي تستمد منها معتقداتها، أدركت أنني لست هذا الرجل المتدين الذي يفترض أن يشبه أباه.

أزعجتني تفاصيل معينة بعدما تحققت منها بعمق. شعرت أن الحجاب تحيز شديد ضد النساء، وعارضت ميراث العنف المستمد من الكتب الدينية، ثم وجدت تشريعات الردة، والتي رأيتها عكس القيم الليبرالية التي أصبحت أؤمن بها.

كندا.. نموذج التحول

كرجل عالماني، عملت كمقاول للجيش الكندي لأكثر من عقد في كوسوفو، السودان، البوسنة، هايتي، ثم أفغانستان، قابلت مسلمين كثيرين، وآخرين مثلي لم يعودوا مسلمين. لكن عندما عدت إلى كندا في 2014، لم أجد نفس البلد الذي تركته.. عدت إلى كندا مختلفة كليًا.

كندا التي غادرتها كانت تحمل بفخر عكس كل القيم التي أزعجتني. كنت فخورًا بتقاليد حرية البحث وحرية التعبير والنقاش المفتوح والخطاب المدني. لكن كندا التي عدت إليها كانت تشبه ديانة شبابي أكثر من تشابهها مع كندا القديمة.

تركت كندا المؤمنة بالثقافة الغارقة في مشاعر: “قد أختلف مع ما تقوله، لكني أحترم حقك في قول ذلك.” فعدت إلى كندا تعتنق قاعدة: “أنا لا أتفق مع ما تقوله، لذا اصمت”.

الآن، يُطلق على المسلمين السابقين عدة توصيفات مروعة، مثل مسلمي المنازل (المسلمون الخاضعون للغرب)، المخبرين المحليين، العم توم (مصطلح يطلق على السود الذين ينظر إليهم كخاضعين للسيد الأبيض تمامًا كما يطلق على من يعتبر أنه يخون ولاءه الثقافي أو الاجتماعي). وصفوني بأنني متعصب للبيض لقولي إن الحجاب اضطهاد للنساء.

جريتا ثونبرج.. دليل اليسار لإنتاج جماعات الكراهية | مينا منير

تهمة العنصرية

في أكتوبر 2014، جرت مناقشة بين سام هاريس وبن أفليك. طرح هاريس قضايا مقنعة عن الإسلام وتحدث عن دوائره المتحدة المركز من الأصولية. أفليك لم يجادل كثيرًا. وصف حجة هاريس بـ “الجسيمة والعنصرية”. وبمجرد أن وصل النقاش إلى نقطة الاتهام بالعنصرية، كان من السهل إنهاء المحادثة فورًا.

الاتهام بالعنصرية يعني بالتبعية تطبيق عقوبة الإلغاء فورًا على المتهم. لكن هاريس لم يقف وحيدًا. التركيز على اتهامات “تفشي العنصرية” نمت بشكل كبير. حتى أن مجرد التساؤل عن حقيقة مدى انتشار العنصرية في مكان ما بات جوابه اتهام بالعنصرية.

وكما هو الحال مع قوانين الردة، لم يعد الحديث ممكنًا، إلا لو تحدثت عن مواضيع معينة بطرق محددة.

لا يسعني إلا أن ألاحظ وجود جانب أصولي يشبه الدين في ادعاءات الصحوة اليسارية الجديدة، كما لو أنه في السنوات التي مرت منذ رحيلي، قرر مجتمعنا تبني قوانين الردة.

وعندما سمعت أشخاصًا طلبوا التحقق مما تعرضوا له من إجراءات بعد اتهامات العنصرية، أو مجرد توضيح الطرق التي كانوا عنصريين فيها أو استبطان الطرق التي كانوا عنصريين فيها، بدا الأمر وكأنهم مطالبون بنوع الاستتبابة أو جهاد النفس التي يفترض أن يقوم بها المسلم للتأكد من أنه على الطريق الصحيح.

كيف حدث هذا؟

كيف ومتى كل هذا؟ كيف تسللت المعتقدات التي تركتها في شبابي لتسيطر على الثقافة الليبرالية؟

للإجابة على هذا السؤال، فعلت ما فعلته ذات مرة بنصوص الإسلام: علمت نفسي. بدأت القراءة عن نظرية العرق النقدي، وأمضيت ثمانية عشر شهرًا في قراءة منحة العدالة الاجتماعية النقدية ونظريات النوع الاجتماعي، وهنا وجدت أن رفض قيم التنوير هو الذي جعل نظريات الصحوة اليسارية أقرب إلى الدين منها إلى الليبرالية.

لكن هناك العديد من أوجه التشابه الأخرى.

الإسلام واليسار.. بين صحوتين

في الإسلام، إهانة الرموز من الكبائر. تذكرت جرائم القتل التي وقعت عام 2015 في المجلة الفرنسية شارلي إبدو، ردًا على ما اعتبره المهاجمون إهانة للنبي محمد وأتباعه، وتذكرت النسخة الأقل تطرفًا من التسبب في الأذى من خلال الإساءة المعروفة باسم “الفتنة”. هذا ينطبق على المرأة التي تسبب الفتنة بملابسها الاستفزازية، كما ينطبق على من يشكك في المعتقدات الدينية علانية.

يمكنك أن ترى هذه الفكرة القائلة بأن الإساءة تسبب الضرر في كل مكان في ثقافة العدالة الاجتماعية النقدية الجديدة، حيث يتم قمع أي شيء يسيء إلى المهمشين من أجل مصلحة المجتمع. وأي شخص ينتقد الأشخاص الملونين أو يسيء إليهم يجب أن يستهجنوه ويتعرض للإلغاء.

ومثلما هو الحال في الإسلام، هناك منافسة لتحديد من هو الممثل الدقيق للعقيدة: سنة أم شيعة، في معسكر الصحوة اليسارية يقرر المؤمنون من هم الممثلون الحقيقيون لكل مجموعة مضطهدة، حيث يلقي الناس بمصطلحات مثل “السواد السياسي” أو “البياض متعدد الأعراق”.

تمامًا كما يُقال إن المرتدين عن الإسلام لم يكونوا مسلمين حقيقيين بل منافقين، يُقال للمنتقدين في أوساط المتحولين جنسيا أنهم لم يكونوا متحولين جنسيًا أبدًا، ويتم إخبار السود الذين يتحدثون علنًا ضد مبادئ نظرية العرق النقدي بأنهم ليسوا من السود حقًا.

ثقافة الإلغاء | اليسار خارج السلطة يمارس هوايته في القمع | تعريفات في دقائق

بين الإسلام والليبرالية

في البلدان الإسلامية، يرفضون نظرية التطور، والآن، وبسبب نظرية الجندر، فإن علم الأحياء بالمثل يتعارض مع الأيديولوجية الجديدة.

إن مزيجًا من نظرية ما بعد الاستعمار ونظرية العرق النقدي وراء الدفع لتعطيل النصوص، والدعوة إلى إنهاء استعمار المناهج الدراسية والمدرسة الغربية.

تتعارض أيديولوجيات الصحوة اليسارية بشكل مباشر مع قيم التنوير والمنهج العلمي، مثل معتقدات الإسلاميين، وبالتالي فهي تشكل تهديدًا كبيرًا لليبرالية – مثلهم.

لقد كان من حسن حظي التحدث مع العديد من الأشخاص الشجعان في الكفاح ضد المعتقد الديني والعدالة الاجتماعية النقدية، لكني ما زلت أسمع عن الأغلبية الصامتة التي تعارض العدالة الاجتماعية النقدية، تلك الأغلبية الصامتة تحتاج إلى أن تصبح صوتية بسرعة كبيرة، فنحن بحاجة إلى المزيد من الناس ليكونوا شجعانًا بما يكفي للتحدث والرد.

المسيرة الطويلة عبر المؤسسات تقترب من الجولة الأخيرة، ولا يمكن السماح لها بالفوز. خذها من مسلم سابق.

الديمقراطية التوحيدية | هيا نلعب ونمرح تحت سقف المرشد الأعلى | خالد البري

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك