حسن البنا يتسلل إلى الكونجرس.. لماذا “الدعوة” الإخوانية أخطر من سيوف داعش؟ | ترجمة في دقائق

حسن البنا يتسلل إلى الكونجرس.. لماذا “الدعوة” الإخوانية أخطر من سيوف داعش؟ | ترجمة في دقائق

18 Jul 2021
إيران تركيا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نقلًا عن مقال أيان هيرسي علي: “لماذا تحول الإسلامجية إلى الصحوة اليسارية؟” المنشور في موقع Unherd.


بعد زوال داعش، اضطر الإسلامجية في جميع أنحاء العالم لإعادة تقييم جذري لاستراتيجيتهم ضد الغرب،

مثلما أصيب العديد من الشيوعيين سابقا بخيبة أمل بمجرد تطبيق أيديولوجيتهم في الاتحاد السوفيتي.

صحيح أن بعض الجماعات مثل طالبان وبوكو حرام والنظام الإيراني، ملتزمة بنوع من التشدد الإسلامي الذي يتضمن التركيز على العنف، مع كل المعاناة الإنسانية التي تترتب على ذلك.

لكن بالنسبة للجزء الأكبر، ثبت أن التشدد الجهادي لا يحظى بشعبية بين المسلمين، وغالبًا ما يستنهض رد فعل مضاد عنيفا، ليفقد القدرة على تنفيذ دولة الحلم الإسلامي.

الدعوة.. مناورة الغرب

مع ذلك، يبدو أن الإسلاميين في الغرب قد وجدوا حلًا محتملًا يتجنب – على الأقل في الوقت الحالي – استخدام العنف الصريح، بالتركيز قدر الإمكان على “الدعوة”.

نظريًا، يشير مصطلح “الدعوة” ببساطة إلى التبشير بالإسلام، وهو ما لا يراه الغربيون مشكلة. ولهذا حظيت الدعوة – التي أصبحت أداة الإخوان في القرن العشرين – باهتمام أكاديمي وسياسي أقل كثيرًا من الجهاد المسلح.

لكن عمليًا، يعتمد الإسلاميون “الدعوة” كدعاية شاملة، ونظام للعلاقات العامة، وغسيل الأدمغة المصمم لجعل المسلمين أنفسهم يعتنقون الأيديولوجية الإسلامحية، مع تحويل أكبر عدد ممكن من غير المسلمين إلى الإسلام إن أمكن.

نظرة أعمق | العثمانيون الجدد أم “اليمين المتطرف”: من المسؤول عن كراهية الإسلام في أوروبا؟

الإخوان.. حاضنة الجهاديين

في كتاب “كشف النقاب“، تصف المسلمة السابقة ياسمين محمد بشكل مقنع زواجها الصعب من الجهادي المصري عصام مرزوق. لتعلق على التنافس القائم بين الجهاديين والإسلاميين “اللا عنفيين” ظاهريًا.

تقول إن زوجها كان يكره الإخوان حقًا، ويتحالف مع جماعة الجهاد الأكثر تشددًا، والتي كانت الجناح المصري للقاعدة.

مع ذلك، تؤكد على أن كل الإسلاميين يتشاركون نفس الهدف مهما اختلفت تنوعاتهم. الفارق بينهم أن لكل منهم أساليب مختلفة، حيث يريد الإسلام السياسي القيام بذلك من خلال وسائل سلبية، مثل السياسة والهجرة والولادة.. نقطة مهمة غالبًا ما تغيب عن سياسيي الغرب.

وبغض النظر عما قد يزعمه مسؤولو وكالة المخابرات المركزية المتقاعدون “المضللون”، فإن جماعات مثل الإخوان ليست منظمات معتدلة ولا شركاء تعدديين في المجتمع المدني..

المؤكد أنها وأمثالها لا تمنع تطرف الشباب المسلمين، أو كما لاحظ الباحث إيهود روزين قبل أكثر من عقد من الزمن أن تاريخ الإخوان “يظهر في الواقع أنها عملت كجدار حماية للجهاديين لا ضدهم، وكحاضنة خصبة للأفكار المتطرفة.

الدعوة أخطر من الإرهاب

من خلال “الدعوة” يحقق الإسلاميون أكثر بكثير مما يحققونه من التفجيرات والتفخيخ والطعن حتى الموت؛ ذلك لأن التهديد ليس واضحًا.

وبينما يؤدي استخدام الجهاد العنيف إلى إثارة استجابة فورية، فإن الأعمال الخيرية والروحانية التي تندرج تحت بند “الدعوة” توضع تحت بند التبشير العادي، الذي لن يعترض عليه أي شخص عاقل في مجتمع حر.

لكن الدعوة تتعلق أيضًا ببناء شبكات: محلية وإقليمية ودولية هائلة وغامضة وينفق عليها مليارات الدولارات.

تحالف الصحوة.. اليسار الإسلامي

استطاعت الإسلاموية أن تنتشر داخل المؤسسات الغربية. ويرجع الفضل إلى حد كبير إلى تحالف غير متوقع:

“الدعوة” أدركت القوة الجاذبة لـ” التقدمية”، فتبنت لغة الحقوق المدنية والتعددية الثقافية.. والطاقة في الحركة التقدمية دفعت بهذا التعاون خطوة إلى الأمام.

وكما يرى دانيال بايبس، فالعلاقة بين التطرفين اليساري والإسلامي ليست جديدة.

في 2007، أشار أوسكار لافونتين، الرئيس السابق للحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، إلى اعتماد الإسلام على مفهوم المجتمع، بما يضعه في مواجهة الفردية المتطرفة التي يراها تهديدا للغرب بالفشل، بالإضافة لتقاسم المسلم الورع ثروته مع الآخرين، وهو ما يحبه اليسار.

الطرفان يدركان حجم اختلافاتهما. فقط راجع قناة الجزيرة، التي تبث أفلامًا وثائقية عن حقوق المتحولين جنسيًا عبر قنواتها على السوشال ميديا، بينما تبث خطبًا تقترح على الأزواج أن يضربوا زوجاتهم عبر محطتها العربية.

مع ذلك، فالحركتين تدركان أيضًا أنهما تشتركان في الأهداف: كلاهما مناهض للغرب وأمريكا، وكلاهما لديه موقف نقدي تجاه “الرأسمالية” على أساس الفردية.

في بريطانيا مثلًا، لا يخجل سياسيون مثل جورج غالاوي، من ترويج أن الحركة التقدمية العالمية وتنظيمات الإسلام السياسي يواجهون نفس الأعداء.

وهو ما انتبهت له فرنسا بتحديد تحالف اليسار الإسلامي بدقة كتهديد لنموذج المواطنة والعالمانية والجمهورية.

مثل هذا التحالف مطلوب بشدة من الأيديولوجيين الإسلاميين الذين هم على استعداد للتعاون مع اليساريين غير المسلمين طالما أن ذلك يخدم أغراضهم.

تغلغل الإسلاميين

يُحسب لبعض اليساريين أنهم رفضوا تأييد التحالف مع الإسلامجية علنًا، لأنهم يدركون بشكل متزايد التناقض بين دعم حقوق الإنسان العالمية ومطالب الإسلاميين.

في فرنسا مثلًا، شجب رئيس الوزراء السابق مانويل فالس بشجاعة تحالف اليسار الإسلامي دون أدنى تردد.

لكن هذه المعارضة نادرة في الولايات المتحدة.

في مؤتمر نيت روتس نيشن- أكبر مؤتمر سنوي للتقدميين في أمريكا- 2019، عكست حلقات نقاش ودورات التدريب الأجندة الإسلامجية بوضوح.

ليندا صرصور، وهي ناشطة نسوية ورئيسة مشاركة لـ “مسيرة النساء”، جعلت دعمها للإسلامجية أكثر وضوحًا: ستعرف أنك تعيش في ظل الشريعة الإسلامية حين تصبح جميع قروضك وبطاقاتك الائتمانية فجأة بدون فوائد.. يبدو لطيفًا، أليس كذلك؟

في دوائر الحكم أيضًا، أصبح استيلاء الإسلامجية على التيار التقدمي واضحًا بشكل متزايد. قد يقود الرئيس الإسلامجي التركي رجب طيب أردوغان أحد أكثر الأنظمة وحشية وقمعًا في العالم، لكن ذلك لا يمنع نائبة الديمقراط إلهان عمر من دعمه.

ولا شك في أنها استلهمت أردوغان العام الماضي عندما أعلن أن ” العدالة الاجتماعية موجودة في كتابنا”، وأن “تركيا أكبر فرصة للغرب في مكافحة كراهية الأجانب وكراهية الإسلام والعنصرية الثقافية والتطرف”.

أردوغان التقدمي

في الواقع، أردوغان يستخدم الخطاب التقدمي بشكل صريح. وكذلك تفعل إيران.

في مارس، أشاد وزير الخارجية الإيراني ظريف بتصميم الدول الإسلامية على محاربة الإسلاموفوبيا باعتبارها أحد التحديات الرئيسية التي تواجه الأمة الإسلامية في الغرب.

بعبارة أخرى، أصبح الإسلاميون ماهرين في لف أنفسهم بعباءة من الكلمات التقدمية الواضحة، بينما ينخرطون في الوحشية والقمع المنهجي داخل بلدانهم.

لكل ذلك، تصبح “الدعوة” أصعب من الجهاد في المواجهة.

وبعد عقدين من محاربة الإرهاب الإسلامجي، لدينا عدو جديد أكثر ذكاءً.

لطالما اعتُبرت الأفكار التقدمية ظاهرة خطيرة – لكن الآن فقط بدأنا نرى السبب.

ثقافة الإلغاء | اليسار خارج السلطة يمارس هوايته في القمع | تعريفات في دقائق


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك