السوبر ليج | جشع أندية؟ أم مواجهة لجشع مسؤولي الكرة العالميين؟| س/ج في دقائق

السوبر ليج | جشع أندية؟ أم مواجهة لجشع مسؤولي الكرة العالميين؟| س/ج في دقائق

22 Apr 2021
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

رئيس رابطة السوبر ليج فلورنتينو بيريز، الذي يرأس أيضًا نادي ريال مدريد يقول إن المعركة الطويلة والمعقدة التي اندلعت للتو بعد الإعلان عن إطلاق البطولة “محاولة حقيقية لإنقاذ كرة القدم في لحظة حرجة للغاية”.

بينما يقول الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إن الأندية “الجشعة” التي “بصقت على وجه الجماهير” تسعى لمضاعفة أرباحها ولو على حساب تسميم اللعبة الأكثر جماهيرية في العالم.

محاولة جر حرب كرة القدم الأوروبية إلى خانة “حقوق الجماهير” لا تبدو منصفة رقميًا. توصيفها الأنسب بحسب شهادات خبراء “سنعرضها في التفاصيل” هو أنها معركة على “البقرة الحلوب” من حقوق البث، الذي يعتقد اليويفا أنه مالكها الوحيد، بينما تجادل الأندية أن حصتها من عائداتها أقل مما تستحق.

س/ج في دقائق


أندية أوروبا تحصد أرباحًا طائلة.. لماذا الشكوى إذن؟

بصفته الهيئة الحاكمة، يحتكر اليويفا حق استغلال وتوزيع عائدات بطولات القارة بالكامل (شاملة حقوق البث – الرعاة – وحتى تذاكر المباريات) ثم يوزع المبلغ الإجمالي على الفرق المشاركة.

ووفق نموذج التوزيع المالي لدوري أبطال أوروبا الذي أعده Swiss Ramble، بلغ إجمالي إيرادات اليويفا من حقوق بطولاته 3.25 مليار يورو في 2019/20 مثلًا،

حصلت جميع الفرق المشاركة على 1.95 مليار يورو، بينما حصد اليويفا نفسه على 1.30 مليار يورو، يقول إنه يستخدمها لتغطية التكاليف الإدارية ومدفوعات التضامن والأندية المشاركة في مسابقات الاتحاد الأوروبي الأخرى مثل اليوروبا ليج.

توزيع الأرباح يجري وفق النموذج التالي:

من دوري الأنفار إلى البريمييرليج .. حكاية الأموال وكرة القدم | رواية صحفية في دقائق


أزمة الديون: لماذا يعاني كبار أوروبا ماديًا رغم كل هذه الثرورات الطائلة؟

دخول كبار أندية أوروبا خيالية. وديونها كذلك.

لكي تضمن الأندية الكبرى الحفاظ على مكانتها تضطر للدخول في صفقات شراء ضخمة، بخلاف مصاريف التشغيل “رواتب اللاعبين والمدربين وصيانة الملاعب وغيرها” والتي تتضاعف كلما ارتفعت قيمة النادي.

أزمة الديون تضاعفت بتطبيق قواعد اللعب المالي النظيف “للمشاركة في بطولات أوروبا لا يجب أن يزيد العجز المالي للنادي عن 30 مليون يورو في آخر 3 سنوات).

ومن بين الأندية المشاركة في السوبر ليج، يظهر مانشستر يونايتد في صدارة الأندية المدينة بأكثر من 400 مليون يورو، ثم إنتر، وأتلتيكو مدريد، ويوفنتوس، وإيه سي ميلان، وليفربول، وفق أرقام 2019 (أي قبل أزمة كورونا التي قلصت الدخول).

قائمة الأندية الأكثر معاناة من الديون تظهر كالتالي:

للتعامل مع الوضع، قال يويفا إنه لن يلغي قاعدة اللعب المالي النظيف، لكنه سيعمل على جعلها أكثر ملائمة للواقع الجديد.


كيف فجرت أزمة حقوق البث صراع السوبر ليج؟

الصراع بين اليويفا والسوبر ليج في جوهره “صراع على الثامنة من مساء الأربعاء بتوقيت أوروبا” بوصف جيمس والتون، رئيس مجموعة الأعمال الرياضية في ديلويت، والذي سيكون له تأثير على الأسعار التي يرغب المعلنون وجهات البث في دفعها.

وبحسب أحدث الأرقام، تأتي أكثر من 85% من إيرادات اليويفا من حقوق بث بطولاته +12.8% من حقوق الرعاية، و1.3% من مبيعات التذاكر.

حقوق بث دوري الأبطال وحده يشارك بـ 51% من إيرادات الاتحاد (2.37 مليار دولار) وفق التقرير المالي 2017/18، وبما أن حقوق البث تأتي بالأساس لمشاهدة الفرق الكبرى ونجومها، تعتقد تلك الأندية أن من حقها الحصول على عائدات أعلى.

في حالة السوبر ليج، تعتقد الأندية المشاركة أنها ستحصل على حصتها العادلة (بالقياس إلى نسبة مساهمتها في جلب حقوق البث) بما يصل إلى مئات الملايين سنويًا، وأن لديها فرصًا أعلى من اليويفا نفسه لمزج حقوق البث التلفزيوني التقليدية مع البث الإلكتروني والاشتراك ومواقع المراهنة ومنصات السوشال ميديا بطريقة متكاملة وغير مسبوقة عالميًا، بخلاف حصول كل نادٍ على حقوق بث عدد من مبارياته بشكل كامل، ما يعني أرباحًا إضافية.


هل كان كورونا مجرد حجة لتصعيد الأزمة؟

حتى قبل الجائحة أدى تضخم رواتب اللاعبين، وجانب تزايد رسوم الانتقالات والوكلاء والوسطاء، إلى الضغط بشكل كبير على ميزانيات الأندية.

لكن الجائحة ضاعفت الأزمة، بعدما اضطرت أندية كرة القدم فجأة للتعامل مع مخاوف السيولة مع تأثر جميع مصادر الدخل المتأثرة بغياب التذاكر، بالإضافة إلى إعادة التفاوض أو تعليق أو إلغاء المدفوعات من اتفاقيات الرعاية وحقوق البث، بحسب KPMG رئيس أندريا سارتوري.

انعكست أثار كورونا بوضوح على مؤشرات الأداء المالي لكبار أوروبا في الموسم الماضي. بحسب تقديرات KPMG،

سجل أبطال الدوريات الخمس الكبرى، بجانب بورتو البرتغالي، انخفاضًا في العائدات التشغيلية: يوفنتوس وباريس سان جيرمان وبورتو سجلوا انخفاضًا مضاعفًا عامًا بعد عام. وأبلغ بايرن ميونخ وليفربول وريال مدريد عن انخفاضات أكثر اعتدالًا في الإيرادات التشغيلية، ويرجع ذلك أساسًا إلى قدرتها على زيادة الدخل التجاري.

بينما حقق البايرن وريال مدريد استثناءات نادرة في صناعة كرة القدم بأكملها حيث تمكنوا من تسجيل أرباح صافية، بينما شهدت الأندية الأخرى خسائر كبيرة للسنة المالية التي انتهت في مايو / يونيو 2020.

الإنفوجرافيكس التالية توضح تفاصيل تراجع العوائد:


هل أندية السوبر ليج جشعة حقًا؟

يصف منتقدو السوبر ليج الأندية الكبرى بـ “الجشعة” لأنها تحصل بالفعل على النصيب الأكبر من حصة الأرباح باعتبارها صاحبة الأداء والتصنيف وحقوق البث الأعلى. الفائز بدوري أبطال أوروبا “وهو دائمًا من الأندية الأكبر” يحصد مجموع 82.4 مليون يورو. وفي بند التصنيف مثلًا يحصل ريال مدريد على 34.4 مليون يورو مقابل 1.1 مليون لسلافيا براغ.

لكن أندية السوبر ليج تحتج بأن الحصص لا تكفي لسببين:

  • هي السبب الرئيسي في جني الأرباح (الأعلى مشاهدة – الأكثر نجومًا – الأكبر جماهيريًا).
  • هي الأكثر إنفاقًا (قارن مثلًا بين سعر وراتب أقل لاعب في ريال مدريد وأفضل لاعب في سلافيا براغ – وفقًا لمصادر مطلعة على مفاوضات كبار أوروبا، عادة ما تنفق الأندية الأوروبية ما بين 70 – 80% من دخلها على بند أجور اللاعبين فقط).

كيف قدم السوبر ليج حلًا لهذه المعضلة؟

المستشار الرياضي مارك جانيس يقول إن السوبر ليج كان مبررًا بعدما دفعت أزمة كورونا اقتصاد كرة القدم إلى حالة من عدم اليقين وغياب التوازن.

وتكشف خطط السوبر ليج عن أكثر من مجرد الانشقاق إلى تقديم بديل تنافسي رياضيًا واقتصاديًا يشبه دوري النخبة الأمريكي لكرة القدم (MLS)، وبين بنوده اتفاقيات تقاسم الإيرادات وضوابط  الإنفاق، ومحاولة غير مسبوقة للحد من تصاعد الرواتب عبر تدابير التفاوض الجماعي مع اللاعبين.

وفي أمريكا، تلزم الأندية باستخدام 55% فقط من عائداتها في الإنفاق الرياضي، مثل الرواتب اللاعبين ورسوم الانتقالات، وسمسرة الوكلاء.

ووقعت أندية السوبر ليج أيضًا على بند “معادلة الضرائب” بحيث يجري تسوية ضريبة الدخل على الرواتب وحسابها بمعدل 45%، ما يعني إزالة العقبة التنافسية الحالية على ضم اللاعبين (حاليًا يدفع لاعبو إسبانيا ضرائب أعلى من إيطاليا وإنجلترا مثلًا).

ووفق المخطط، يفترض أن يحقق السوبر ليج ما يزيد عن 4 مليارات دولار من حقوق البث والرعاية (ضعفي دخل دوري الأبطال.

تقسيم العائدات سيجري كما يشرح الإنفوجرافيك التالي:

نموذج التوزيع يضمن أن الفائز يحصل على 1.5 ضعف الأخير. كما ستحصل الأندية على كامل إيرادات التذاكر وصفقات الرعاية.

كذلك، ستكون البطولة مغلقة تقريبًا؛ أي أن المؤسسين يضمنون مكانهم سنويًا، بما يعنيه من عائدات موثوقة وأرباح ثابتة للمالكين.

السوبر ليج | هل هذا نهاية التشامبيونز ليج .. أم بداية لبطولة أقوى وأفضل؟ | س/ج في دقائق


لماذا كان غضب اليويفا “أكثر جشعًا”؟

المستشار الرياضي مارك جانيس يقول إن تذمر كبار الأندية لم يكن مفاجئًا لليويفا، الذي فعل أقل القليل لإعادة توزيع طفرات رسوم حقوق البث وإغراق الملاك الجدد لبعض الفرق بالمال، بينما الأندية الأخرى معطلة بقاعدة اللعب المالي النظيف، رغم إدراكه أن خروج مؤسسي السوبر ليج من دوري الأبطال يعني صعوبة ضخمة في تسويق حقوق بث بطولاته بدون جمهور تلك الأندية، ونجومها البارزين مثل كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي ومحمد صلاح.

وفي محاولة أخيرة لحل أزمات الأندية الكبرى، طور اليويفا تغييرات على شكل دوري أبطال أوروبا اعتبارًا من 2024، قال إنها تعني المزيد من المباريات، والمزيد من اليقين بأن أكبر الأندية ستشارك في المنافسات والربح.

لكن العرض الأخير أبقى ملكية 51% من العوائد لليويفا نفسه، على أن تتحكم رابطة الأندية في توزيع النسبة المتبقية.

ينيث كورتسن، أستاذ الاقتصاد الرياضي في جامعة شمال الدنمارك يعتبر أن اليويفا يحاول إخفاء حقيقة الصراع على السلطة واستماتته في الدفاع عن موارده المالية المهمة عبر إعادة تقديم القضية في وسائل الإعلام باعتبارها “جشع الفرق الكبرى.

يضيف أنهم “يعلمون أن الأندية الكبيرة لديها الكثير من القوة التفاوضية والكثير من جاذبية المستهلك لأن لديهم أفضل اللاعبين”، فيما يصفه بـ “اختباء الهيئات الحاكمة بأظافرها لحماية موقعها الحالي في التسلسل الهرمي العالمي لكرة القدم”.


ولماذا لم يكن دفاع بي إن سبورتس وأخواتها عن الرياضة خالصًا؟

حقوق البث مصدر حرب شرسة بين جهات البث على على مستوى العالم، والذين يستخدمون المحتوى الرياضي، وخصوصًا دوري الأبطال، لتوليد إيرادات ضخمة من الإعلانات والاشتراكات، فيما تصفه سي إن بي سي بـ “البقرة الحلوب”.

جهات البث التي حصلت على حقوق بطولات أوروبا بعقود مقدمة طويلة المدى ستعاني حال انسحاب الكبار إلى بطولة جديدة بحقوق منفصلة، والأهم أنها ستعاني أكثر من إدخال منصات منافسة جديدة أكثر مراعاة لتغير عادات الاستهلاك والإعلان، خصوصًا مع محاولة البطولة الجديدة تسويق نفسها على منصات البث الإلكتروني والسوشال ميديا.


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

قائمة الأندية الأوروبية الأكثر مديونية (جول)

ما المبلغ الذي يحصل عليه الفائزون في دوري الأبطال؟ (DZAN)

نظام توزيع إيرادات مسابقات الأندية الأوروبية (اليويفا)

كيف تجني أندية دوري الأبطال أموالها؟ (Daniel Geey)

السوبر ليج يسعى لانتزاع 2.4 مليار دولار من أموال بث دوري الأبطال.. وإلى دفن اليويفا (فوربس)

تقرير أبطال أوروبا 2021 (KPMG)

عمالقة البث قد يجنوا أرباحا طائلة بينما يتأرجح مجتمع كرة القدم (CNBC)

خطط السوبر ليج المسربة تشكف خطط تمويل على الطريقة الأمريكية (فاينانشال تايمز)

المراجعة السنوية لتمويل كرة القدم 2020 (Deloitte)

إيرادات أكبر 20 ناديًا في أوروبا تنخفض بسبب الوباء (Consultancy)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك