في التراث الصيني، سجلت قصة مولان من خلال أغانٍ شعبية وقصائد. أقدم الوثائق التي تؤرخ لها تعود للقرن السادس الميلادي، وإن كان بعض المؤرخين يرون أن الحكاية انتقلت شفهيًا عبر الأجيال منذ القرن الرابع الميلادي.

الأصل المكتوب ضاع مع الزمن، لكن القصائد سجلت ضمن مجموعة الأغاني والموسيقى الصينية في القرن الثاني عشر الميلادي على يد كاهن بوذي.

بحسب الأسطورة الصينية، كانت مولان فتاة من طبقة النبلاء، تعيش مع والديها وشقيقها الأصغر.

وطبقًا للقوانين الإقطاعية، كان على كل عائلة أن تقدم فردًا للمشاركة في الجيش الخاص بالسيد الإقطاعي الأعلى رتبة من عائلة مولان.

ولأن شقيقها أصغر منها، تقرر مولان الذهاب للحرب بنفسها، متنكرة في زي رجل. بعد أن فكت أربطة القدمين التي ترتديها فتيات النبلاء لإبقاء حجم قدمها صغيرًا كعلامة على الرفاهية والأصل النبيل.

تروي القصة كيف اشترت الحصان من السوق وهربت به أمام عائلتها التي كانت تعلم بما تخطط له.

مولان ستظل متنكرة كرجل وتحارب لمدة 12 عامًا، وتحقق شهرة كمقاتل شجاع حتى تكريمه بلقاء مع الإمبراطور، الذي يسأله عن المكافأة التي يريدها.. فتكشف مولان عن هويتها الحقيقية كامرأة وأن مكافأتها الوحيدة هي العودة لعائلتها حتى لا تعاقب باعتبارها تنكرت في هيئة رجل.

لم تذكر القصة أي ملامح رومانسية كالتي جاءت في ديزني.. لكنها تنتهي بزواج مولان من الرجل الذي تختاره لها عائلتها، وبهذا لا تتحول مولان لتهديد للتقاليد الاجتماعية.

تكررت قصة مولان بأشكال متعددة ونهايات مختلفة على مر القرون. في واحدة منها تعود للقرن السابع عشر، تنتهي القصة بانتحار مولان بعد عودتها لعائلاتها، بسبب رفضها أمر القصر بالعودة والحياة في البلاط الإمبراطوري كواحدة من محظيات الإمبراطور.

في نسخ أخرى أحدث، تظهر مولان كبطلة شعبية لرفع الروح المعنوية أثناء القتال ضد القوات اليابانية في الثلاثينيات من القرن العشرين.

كذلك استخدم الحزب الشيوعي الصيني أسطورة مولان كوسيلة دعاية لنشر الشيوعية باعتبار أن الصين الشيوعية تعمل على المساواة بين الجنسين.

بسبب المسافة الزمنية الطويلة، اختلف المؤرخون حول حقيقة مولان، إن كان هناك حقًا شخصية بهذا الاسم عاشت في الفترة بين القرنين الرابع والسادس، أو مجرد حكاية شعبية.

لكن هناك رأي آخر بين المؤرخين يرى أن قصة الأميرة تشاو بينغ يانغ، ربما تكون الأصل التاريخي الذي استوحت منه الحكايات الشعبية قصة مولان.

والمعروف عنها أنها كانت ابنة الإمبراطور غاوزو تانغ، والتي ساعدته في الوصول للحكم عبر انقلاب قادت فيه جيشًا من النساء، وكانت أول امرأة من سلالة تانج تحصل على لقب جنرال ويتم تنظيم جنازة عسكرية لها.

هناك رأي ثالث بين المؤرخين وهو أن قصة مولان مستوحاة من أحداث تاريخية في فترة الدويلات المتصارعة في القرن الأول قبل الميلاد، عندما أمر القائد العسكري سون زي بتدريب 180 امرأة من نساء القصر لاستخدامهن في فرض سلطته العسكرية والسياسية على الولايات القريبة منه.