زرع التواصل المؤقت من إسرائيل إلى الإمارات في التسعينيات البذور الأولى التي نمت منها العلاقة، وفقًا لأشخاص مطلعين على المحادثات بحسب وول ستريت جورنال.
التقى دبلوماسيون إسرائيليون بهدوء مع وسطاء إماراتيين للحديث عن جهود الإمارات لشراء مقاتلات F-16 جديدة من الولايات المتحدة.
في ذلك الوقت، كما هو الحال الآن، كانت إسرائيل قلقة بشأن الحفاظ على تفوقها العسكري على جيرانها في الشرق الأوسط. بعد مناقشة الصفقة مع الإماراتيين، أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة أنها لن تعترض على البيع.
تعرضت العلاقات الوليدة بين الإمارات وإسرائيل لضربة أولى في 2009، عندما رفضت الإمارات تأشيرة دخول لشاحار بئير، إحدى أشهر لاعبات التنس في إسرائيل، والتي كانت تخطط للمنافسة في بطولة دبي للتنس.
كانت ستصبح أول رياضية إسرائيلية محترفة تتنافس في الإمارات، لكن المبادرة خرجت عن مسارها بعد أن قال المنظمون إنهم لا يستطيعون السماح لمنافسة إسرائيلية بعد أسابيع من حملة عسكرية إسرائيلية في قطاع غزة.
ونددت اللاعبة الأمريكية فينوس ويليامز برفض منح التأشيرة الإماراتية، كما انسحب اللاعب الأمريكي آندي روديك من البطولة احتجاجا على ذلك.
في العام التالي مباشرة، تعرضت العلاقات لضربة أخرى أقوى بعدما اتهمت شرطة دبي إسرائيليين يشتبه في أنهم يستخدمون جوازات سفر مزورة باغتيال القيادي البارز في حماس محمد المبحوح خلال زيارته للإمارة.
حددت الإمارات هوية 11 مشتبهاً بهم وطلبت مساعدة دولية لاعتقالهم، ودخلت العلاقات في مرحلة توتر.
بدأ نتنياهو منذ 2009 محاولة جديدة لفتح مجال للعلاقات مع الدول الخليجية، تكلل ذلك بلقاء بينه وبين وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد في 28 سبتمبر 2012.
وبحسب هاآرتس، فإن اثنين من كبار الدبلوماسيين الغربيين قالا إن نتنياهو وعبد الله بن زايد تحدثا عن القضية النووية الإيرانية، لكن وزير خارجية الإمارات قال لنتنياهو إن بلاده لا تستطيع تحسين علاقاتها مع إسرائيل طالما لم يكن هناك تقدم في عملية السلام مع الفلسطينيين.
ثم اكتسبت الجهود المبذولة لإحضار العلاقات الإسرائيلية الإماراتية غير الرسمية إلى العلن زخمًا عندما تولى الأمريكي الرئيس ترامب منصبه في 2017. وطلب من صهره، جاريد كوشنر، قيادة سياسة الشرق الأوسط في البيت الأبيض. شرع كوشنر في سد فجوات الانقسام بين إسرائيل وجيرانها العرب المهمين، مثل الإمارات.
في 2019، نظمت إدارة ترامب مؤتمرًا أمنيًا للشرق الأوسط في وارسو جمع نتنياهو مع القادة العرب القلقين بشأن طموحات إيران الإقليمية. المؤتمر مهد الطريق للولايات المتحدة للتوسط في محادثات سرية بين الإمارات وإسرائيل، تركزت في الغالب على إيران.
التقى مفاوضون إسرائيليون وإماراتيون في واشنطن وأبو ظبي وإسرائيل، بحسب مسؤولين أمريكيين.
في الوقت نفسه، كانت إدارة ترامب تتطلع إلى تأمين اتفاقية عدم اعتداء إقليمية بين إسرائيل والإمارات والبحرين وعمان والمغرب، بحسب المسؤولين. لكن المبادرة لم تحظَ بالكثير من الزخم، لذا حولت إدارة ترامب اهتمامها بعد ذلك نحو التوسط في الصفقات الفردية مع كل دولة.
في 2018، زارت ميري ريغيف، وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية آنذاك، أبو ظبي لمشاهدة فريق إسرائيلي يشارك في بطولة الجودو.
وأثناء ذلك، زار مسؤولون إسرائيليون من بينهم ريغيف للمرة الأولى بشكل علني معالم سياحية في دولة الإمارات، من بينها مسجد الشيخ زايد.
كما بدأ قادة الأعمال الإماراتيون التواصل مع إسرائيل. ومن ثم كان توجيه الإمارات دعوة إلى إسرائيل للمشاركة في معرض دبي إكسبو 2020 تكليلاً لهذه العلاقات.
كانت إسرائيل تخطط لإنشاء جناح لعرض التكنولوجيا وإبداء حرصها على العمل مع الخليج. لكن الحدث تأجل بسبب مخاوف من فيروس كورونا .
في يونيو، كتب يوسف العتيبة، السفير الإماراتي المؤثر في واشنطن، مقال رأي في صحيفة إسرائيلية حمل تحذيرًا صريحًا لإسرائيل بأن خططها لضم مستوطنات يهودية ضخمة في الضفة الغربية ستنسف آمالها في إقامة علاقات رسمية بين إسرائيل والجيران العرب من خلال قتل احتمال أن تصبح المنطقة جزءًا من دولة فلسطينية مستقبلية.
وكتب: "في الإمارات وفي كثير من أنحاء العالم العربي، نود أن نعتقد أن إسرائيل فرصة وليست عدوًا". "نحن نواجه الكثير من المخاطر المشتركة ونرى الإمكانات الكبيرة للعلاقات الدافئة".
أعقب ذلك جولة جديدة من المحادثات التي أسفرت عن انفراج يوم الخميس الماضي، حيث وافقت إسرائيل على تعليق خطط ضم أجزاء من الضفة الغربية مقابل خطة لتطبيع العلاقات مع الإمارات.