هل تذكر انقطاع فيسبوك ومنصات سوشال ميديا أخرى لست ساعات في أكتوبر 2021؟
حسنًا. بالتزامن، شنت القوات الجوية الصينية ما وصف بأكبر "هجوم استفزازي" من نوعه ضد تايوان، حين انطلقت 52 طائرة عسكرية إلى منطقة الدفاع الجوي التايوانية.
لا أحد يدعي أن تلك اللقطة كانت نقطة انطلاق الحرب العالمية الثالثة بالتأكيد.
لكن معهد السياسات الاستراتيجية الأسترالي يعتبرها مثالًا عمليًا مصغرًا لنقطة الانطلاق؛ باعتبار أن الحرب الكبرى التالية ربما تبدأ سيبرانيًا، عبر هجوم كبير يخرج وسائل الإعلام الدولية الكبرى ومنصات السوشال ميديا الأهم من الخدمة، لإخفاء أو صرف الانتباه عن تحرك ضخم يحدث على الأرض.
يستبعد محللون اعتماد العمليات السيبرانية باعتبارها الخطة الوحيدة التي قد تتبناها دولة ما لهزيمة العدو في حرب مماثلة؛ باعتبار أن الضرر الناتج عن قطع خدمة وسائل الإعلام، أو إغلاق السوشال ميديا، أو حتى إغلاق خطوط النفط، أو التدخل في عمليات محطات توليد الكهرباء أو المطارات أو البنوك أو المصانع، قد يكون معطلًا أو مكلفًا، لكنه سيكون مؤقتًا ويمكن تداركه، والرد عليه بالتأكيد.
لكنهم يتحدثون عن سيناريو يركز على تايوان؛ باعتبارها نقطة محتملة لتكون العامل المحفز في انطلاق الحرب العالمية الثالثة.
في هذا السيناريو، يتوقع المحللون أن تتدخل العمليات السيبرانية لتسهيل العمليات الحركية، عن طريق تعطيل اتصالات تايوان بحيث تصبح أجهزتها العسكرية عاجزة مؤقتًا عن الاستجابة.
يقولون محللون في هذا السيناريو إن القوات العسكرية الحديثة عمياء بدون رادار وبدون صور الأقمار الصناعية، وصماء بدون إنترنت، وبكماء بدون أنظمة اتصالات آمنة.
وفي ضربة أولى كتلك، قد يكون هذا هو كل ما هو مطلوب. فإذا تعرضت تايوان للعمى مؤقتًا بسبب هجوم إلكتروني، فقد تتعرض الجزيرة للاجتياح الكامل في غضون شهر، دون أن يطلق التايوانيون رصاصة واحدة.
هنا يأتي دور روسيا. حيث يستبعد معظم المحللين أن يكون غزو أوكرانيا مقدمة للحرب العالمية الثالثة؛ باعتبار أن موسكو تدير عملياتها لمنع الصراع من التصعيد خارج نطاق السيطرة،
بينما الولايات المتحدة والناتو متفقون على عدم التدخل عسكريًا، كما يرى بريان كلارك، المدير السابق لرئيس مجموعة الدراسات الاستراتيجية للعمليات البحرية.
لكن معظمهم يتفقون أن حقبة جديدة بدأت بالفعل مع انطلاق العمليات العسكرية.
الزميل البارز في معهد هدسون، كينيث وينشتاين، وهو دبلوماسي أمريكي رشحه ترامب ليكون سفير الولايات المتحدة إلى اليابان، يقول إن الغزو دق "ناقوس موت النظام العالمي بعد الحرب الباردة، وصعود "تحالف عالمي انتقامي" يضم روسيا والصين وإيران، لا يردعه القانون الدولي، وشغل نفسه لعقود في دراسة نقاط الخلل في النظام العالمي الحالي.
وهذا تحديدًا ما ينقلنا للنقطة التالية.
يقول كينيث وينشتاين: "نحن بعيدون عن الحرب العالمية الثالثة ولكننا أقرب كثيرًا مما كنا عليه قبل 24 ساعة".
يرسم سيناريو يصفه بـ "صعب التصور لكن لا يمكن وصفه بالمستحيل، يقوم على تحرك الصين بكثافة في تايوان "كما تحدثنا في النقطة الأولى"، بينما تشن روسيا هجومًا خاطفًا على دول البلطيق أو أعضاء آخرين في الناتو، ليضطر الحلف إلى الاحتجاج بالمادة الخامسة، التي توجب على دوله التدخل إن تعرضت إحداها للخطر.
هنا، يقول فيشنو براكاش، سفير الهند السابق لدى كندا وكوريا الجنوبية : "إذا تدخل الناتو عسكريًا، تكون كل الرهانات قد توقفت، وبدأت الحرب العالمية الثالثة".
في هذا التوقيت، يتوقع وينشتاين أن تشن إيران هجومًا عنيفًا بالتزامن على السعودية، لتجد الحرب مجالًا للتوسع على الخريطة.
إشارة مجلة تايم المبكرة إلى الحرب العالمية الثانية دفع الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت إلى البدء في استخدام المصطلح إعلاميًا.
لكن رسميًا، دام الصراع ست سنوات، وامتد حتى سبتمبر 1945، دون أن تتبنى الحكومة الأمريكية مصطلح "الحرب العالمية" رسميًا، حتى حدث أخيرًا بعد شهر كامل من استسلام اليابان.