في 7 أبريل 2022، أعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، عزل نائبه علي محسن الأحمر، وتنازله عن سلطاته التنفيذية لحساب المجلس الرئاسي المشكل حديثًا في اليمن والمكلف بكل صلاحيات الرئيس، والتفاوض مع الحوثيين.
فممن يتكون هذا المجلس؟
وما مهامه؟
وهل ينجح في حل الأزمة؟
س/ج في دقائق
ممن يتكون المجلس الرئاسي في اليمن ؟
يتكون المجلس الرئاسي في اليمن من 8 أعضاء:
الرئيس: رشاد محمد العليمي: مستشار الرئيس عبد ربه منصور هادي – وزير الداخلية في عهد علي عبد الله صالح – على علاقات وثيقة بفصائل اليمن وكذلك مع السعودية والإمارات.
يضم كذلك:
– عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.
– الشيخ سلطان العرادة، محافظ مأرب الغنية بالنفط.
– طارق صالح، ابن شقيق الرئيس السابق.
لماذا الآن؟
1- الوضع السياسي يتغير:
الهدنة الشاملة أعلنت قبل أيام من تشكيل المجلس، ويعتبر تشكيل المجلس والهدنة نتيجة محتملة للتحولات في ديناميكيات الصراع على مدار عامي 2021 و2022.
2- الوضع العسكري يتغير:
بحلول أواخر 2021، كان الحوثيون مقتنعين بأنهم على وشك السيطرة على مأرب. لكن عدم سقوط المدينة أجبرهم على قبول وقف إطلاق النار.
القوات المتحالفة مع الإمارات حققت أول مكاسب عسكرية كبيرة ضد الحوثيين منذ ما يقرب من أربع سنوات، مما أدى إلى تعقيد جهود الحوثيين للاستيلاء على مدينة ومحافظة مأرب إلى حد كبير، لذلك كثف الحوثييون هجماتهم على الإمارات والسعودية.
3- الوضع الاقتصادي يتغير:
الوضع الاقتصادي متدهور أصلًا. لكن الاقتصاد تأثر أكثر في كل من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة والحوثيون بشدة من الارتفاع الحاد في الأسعار في أسواق السلع الأساسية العالمية نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا والعقوبات التي نتجت عن ذلك.
يقول محللون إن التغيير السياسي الكبير في المعسكر “المناهض للحوثيين” جاء بناء على إرادة السعودية والتحالف الذي تقوده في الحرب الأهلية في اليمن.
لطالما قالت السعودية إنها تريد حلًا تفاوضيًا للحرب. لكن محللين اعتبروا أن الحل لن يكون ممكناً بوجود هادي على رأس النظام في اليمن.
من حيث المبدأ، يجب أن يوفر تشكيل المجلس الرئاسي في اليمن للحوثيين شريكًا تفاوضيًا موثوقًا به، على الرغم من أنه من غير الواضح إذا كان هذا سيؤدي إلى محادثات جادة.
وقال محمد جواس، المراقب السياسي في عدن، لشينخوا: “من المفهوم تمامًا أن رغبة السعودية القوية وقناعتها السياسية تقفان وراء تعديل المكتب الرئاسي اليمني”.
كيف اتخذ القرار إذن؟
مؤخرًا، جمعت المحادثات، التي دعمتها الأمم المتحدة ومجلس التعاون الخليجي، العشرات من الزعماء السياسيين والقبليين والدينيين اليمنيين والنشطاء والاقتصاديين وقادة المنظمات غير الحكومية.
أحمد الصالح، المسؤول السياسي من جنوب اليمن الذي حضر المشاورات، قال إن المشاركين خرجوا بتوصيات تتعلق بالتنازل عن سلطات الرئيس هادي وتعيين نائبين بكامل الصلاحيات أو تشكيل مجلس رئاسي.
وأشار إلى أنه خلال المحادثات قرر قادة الفصائل السياسية اليمنية تنحية هادي جانبًا؛ لأنه فشل في قيادة مؤسسات الدولة بالشكل الصحيح، وتصدع النظام السياسي في البلاد بالفساد في عهده.
ماذا حدث بعد تشكيل المجلس؟
في الساعات التي أعقبت تشكيل المجلس الرئاسي في اليمن أعلنت السعودية والإمارات عن مساعدات بقيمة 3 مليارات دولار لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد اليمني المتهالك.
قال رئيس الوزراء اليمني معين سعيد عبدالملك، الذي احتفظ بمنصبه كرئيس لمجلس الوزراء، أثناء قراءة التعليقات المعدة خلال الحفل الختامي لاجتماع مجلس التعاون الخليجي، إن المندوبين اتفقوا على عدم وجود حل عسكري للحرب، وتوصلوا بدلاً من ذلك إلى توافق في الآراء بشأن السعي لتحقيق السلام مع الحوثيين.
لكي تنجح مهمة المجلس الرئاسي في اليمن فعلى الأمم المتحدة التحرك بسرعة لنقل شحنات الوقود إلى الحديدة وتنقل الرحلات الجوية من صنعاء وإليها.
كما تحتاج إلى إثبات جديتها في إعادة فتح تعز.
أخيرًا، تحتاج إلى محاولة وضع المجلس الرئاسي الجديد على طاولة واحدة مع الحوثيين.
يدرك المعسكر المناهض للحوثيين أن المجلس الجديد يخاطر بالتعرض للاقتتال الداخلي لفترة أطول، لذلك يجب أن يدفع على الأقل نحو تسوية سياسية مؤقتة تنهي القتال وتسمح للفصائل اليمنية المتناحرة بمحاولة حل الخلافات من خلال المحادثات.
موضوعات متعلقة
نسخة للطباعة
