الإيكونوميست: حرب اليمن تدق أبواب أبوظبي.. هل توقف الإمارات شراء ود إيران؟ | ترجمة في دقائق

الإيكونوميست: حرب اليمن تدق أبواب أبوظبي.. هل توقف الإمارات شراء ود إيران؟ | ترجمة في دقائق

1 Feb 2022
الإمارات اليمن
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نقلًا عن الإيكونوميست: حرب اليمن تصل الإمارات


بعد سبع سنوات من حرب اليمن بات صوت دوي الصواريخ مألوفًا في السعودية. كل أسبوع تقريبًا تسقط طائرة دون طيار هنا، أو صاروخ هناك. لكن الصدمة انتقلت إلى الإمارات لأول مرة منذ 24 يناير 2022، حين سقط صاروخان على أبو ظبي، فخلفا ثلاثة قتلى.

هذا يعكس غضب الحوثيين – وإيران من ورائهم – من الانقلاب المفاجئ في ساحة حرب اليمن.. والذي كان خلفه الإماراتيون بالتأكيد.

هذا أيضًا يضع الإمارات أمام خيارين في اليمن: إما التراجع، والسماح لهم بالسيطرة على مدينة مهمة، أو المخاطرة بمزيد من الهجمات التي يمكن أن تلحق ضررًا حقيقيًا باقتصادها.

معضلة مأرب

منذ أكثر من عام، كان الخط الأمامي الرئيسي في اليمن حول مدينة مأرب، على بعد 120 كيلومترًا شرق العاصمة صنعاء.

ومأرب هي موطن لثلاثة ملايين يمني، ثلثهم نازحون من مناطق أخرى، وهي أيضًا موطن لأكبر احتياطيات النفط والغاز في اليمن.

بعث الحوثيون موجات من المقاتلين بينهم أطفال للسيطرة على المدينة. كانت خسائرهم مروعة، لكنهم أضعفوا ببطء المدافعين عن المدينة.

حتى هنا، لم يكن لدولة الإمارات علاقة تذكر بالأمر، بعدما سحبت معظم قواتها من حرب اليمن في 2019. لكن التغييرات الحقيقية كانت تجري في مكان آخر، بعيد جغرافيًا، لكنه غير التكتيكات تمامًا.. هناك في شبوة.

جنوب اليمن

قاتلت الإمارات إلى حد كبير في جنوب اليمن – التي كانت دولة مستقلة حتى 1990 – وهي منطقة لا يحظى الحوثيون فيها بدعم كبير.

لبعض الوقت، بدا أن الإماراتيين كانوا يسعون إلى الاحتفاظ بمجال نفوذ في الجنوب، بينما تكافح الحكومة المدعومة من السعودية والمعترف بها دوليًا ضد الحوثيين في الشمال.

لكن في 2021، غزا الحوثيون محافظة شبوة الجنوبية الغنية بالطاقة، فغير التحالف تكتيكاته.

في 25 ديسمبر، وافقت السعودية على إقالة محافظ شبوة، وهو شخصية مثيرة للجدل تابعة لحزب الإصلاح الإخواني – الذي لم يكن على ود مع الإمارات – وحل مكانه قيادة قبلية يتمتع بعلاقات جيدة مع الإمارات التي عاش فيها لسنوات.

ثم نقلت كتائب العمالقة، المدعومة من الإمارات، الآلاف من مقاتليها من ساحل البحر الأحمر إلى شبوة، فاستطاعوا طرد الحوثيين من هناك، وواصلوا الزحف حتى سيطروا على أجزاء من مأرب أيضًا.

انتصارات ساحة المعركة في اليمن لا تدوم. لكن مع ذلك، عانى الحوثيون من انتكاسة كبيرة في الأسابيع القليلة الماضية. وبدلًا من تنفيذ خطة الزحف على مأرب، باتوا يواجهون الآن تهديدًا جديدًا على جانبهم الجنوبي نفسه.

هجوم الحوثيين على رأس تنورة يرفع أسعار النفط لمستوى قياسي.. إلى متى قد يدوم التأثير؟ | س/ج في دقائق

إنذار “فشنك” للإمارات

كانت الهجمات على أبو ظبي إذن بمثابة إنذار للإمارات: أوقفوا تقدمكم أو واجهوا المزيد من القصف.

في كل الأحوال الخسائر ستكون متواضعة، حيث لا تستطيع صواريخ الحوثيين وطائراتهم بدون طيار حمل حمولات كبيرة. ولدى الإمارات دفاعات جوية متطورة – تدعمها أمريكا، التي لديها الآلاف من القوات في قاعدة “الظفرة” الجوية جنوب أبو ظبي.

الأزمة ربما تكون فقط الإضرار بالسمعة، حيث تسوّق الإمارات لنفسها كواحة الاستقرار المحصنة ضد صراعات المنطقة. لذا ينظر المستثمرون إليها على أنها مكان آمن لبدء عمل تجاري أو شراء عقار.

كما لم يكن لدى السائحين البالغ عددهم 22 مليونًا الذين زاروا الإمارات في عام 2019 ما يدعوهم للقلق سوى حروق الشمس أو بعض المحار السيئ عند الغداء.

لكن الهجمات المستمرة من شأنها أن تعرض تلك الصورة للخطر.

إليوت أبرامز: رسالة بايدن وصلت الحوثيين “واصلوا الإرهاب.. وإنكم لمنتصرون” | ترجمة في دقائق

الإمارات وإيران

لكن هجمات الحوثيين قد تعقد جهود الإمارات الأخيرة في التقارب مع إيران.

في ديسمبر، زار طحنون بن زايد مستشار الأمن القومي طهران، وتسلم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، دعوة لزيارة أبو ظبي.

 كانت الإمارات تأمل في أن تسمح العلاقات الودية لها بتجنب هذه الأنواع من الهجمات. لكن الهجمات على أبو ظبي لم تكن لتنطلق إلا بدعم إيراني وبمخططات إيرانية.

الإمارات في منعطف طرق

الآن يجب على الإمارات أن تقرر ما إذا كانت ستسير للأمام أو تتراجع في حرب اليمن.

ربما يقول محلل إن بإمكان الإمارات الاتفاق مع الحوثيين للإبقاء على قوة دفاعية من كتائب العمالقة في شبوة. ومع ذلك، إذا سقطت مأرب، فستصبح شبوة أكثر عرضة للخطر.

يمكن للحوثيين أن يصعدوا ضد الإمارات أكثر، عبر التهديد بشن ضربات على دبي، مركز الأعمال والسياحة في الإمارات. في 25 يناير، حذر متحدث باسم الحوثي الزوار بتجنب معرض إكسبو 2020.

لكن، قد تكون مثل هذه الهجمات تصعيدًا خطيرًا، والذي من المحتمل أن يجر الإمارات إلى عمق الحرب – وربما أيضًا أمريكا، التي أنهت العام الماضي دعمها للعمليات الهجومية من قبل التحالف.

 كل هذا، إذن، قد يأتي بنتائج عكسية على الحوثيين، الذين استفادوا من انسحاب الإمارات باعتبارها الأكثر قدرات في جيش التحالف.

الحوثيون الذين يحاولون إبعاد الإماراتيين الآن، لا يدركون أنهم يجذبونهم إلى التورط أكثر في حرب اليمن.

مبادرة السعودية لإنهاء حرب اليمن | كيف وضعت الرياض الحوثيين في مواجهة بايدن؟ | حقائق في دقائق

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك